أولاد حارتنا رواية لنجيب محفوظ و هي من أهم وأشهر وأفضل روايات نجيب محفوظ التي كتبها أديبنا الراحل العظيم، ساهمت في حصول محفوظ على جائزة نوبل للآداب عام ١٩٨٨. تعتبر أولاد حارتنا من أكثر الروايات إثارة للجدل في الأدب المعاصر حيث ناقشت بجرأة الذات الإلهية.
الرواية التي نشرت لأول مرة عن دار الآداب في بيروت عام ١٩٥٩، لم تنشر في مصر حتى عام ٢٠٠٦ بسبب محتواها الجريء.
تحولت أولاد حارتنا رواية لنجيب محفوظ فيما بعد إلى مسلسل إذاعي ، أنتجته إذاعة صوت العرب وكتبه عبد الرحمن فهمي. ومن بطولة سميحة أيوب ، وعبدالله غيث ، وعبد الرحمن أبو زهرة ، ومحمد رضا ، وعبد العزيز غنيم.
في هذا المقال سنغوص معًا إلى داخل عالم محفوظ ونتعرف علي معلومات عن نجيب محفوظ كثيرة لا يعرفها الكثير منا، لنرى بيت الجبلاوي، البيت الكبير، ونمشي في الحارات المحيطة به لنسمه قصة أدهم، جبل، رفاعة، قاسم، وعرفة ،آخرين.
تنويه: يحتوي هذا المقال على حرق لأحداث رواية أولاد حارتنا
البيت الكبير شُيّد وكان يقطن فيه الجبلاوي، رجل لديه ولدان، الكبير كان يُدعي إدريس والصغير كان يُدعي أدهم، وبدأت الخلافات حينما أصدر الجبلاوي قرارة بحرمان إدريس من دخول البيت مرة أخرى، ويظل إدريس يُفكر في البيت الكبير مُتمنيًا رجوع البيت، ولكن أدهم يظل ماكثًا في البيت وهو يعي حال إدريس.
كان يستطيع ان يتعظ لما حلّ بأخيه إدريس ولكن هيهات قد وقع المحظور بخرق قانون الجبلاوي حينما وسوست أميمة في رأس أدهم بأن يطلع على الوصية، وحينما سقط أدهم في عصيانه علي أبوه ألجبلاوي تم طرده هو وزوجته ومضوا إلى الصحراء ليسكنوا بجانب إدريس.
وتمضي الأيام ويكبر أولاد أدهم وإدريس ويتزوجوا وينشأ جيل جديد على مرأي ومسمع من البيت الكبير دون أن يدخلوا هذا البيت، فقط يعرفون أن أباءهم كانوا يعيشون في هذا البيت الكبير ولكنهم طُردوا منه.
إعرف ايضاً من هو يحيى حقي؟
أصبح عدد الأولاد والأحفاد في تزايد وانتقلوا للعيش في حارة بجانب البيت الكبير الذي كان يعيش فيه الجبلاوي، وقد نشبت خصومة بين الجد الكبير وأولاده وأحفاده، وعلى الرغم من طردهم ونبذهم إلا أنهم كانوا دائمًا يتفاخرون بأصلهم وبأن جدهم هو الجبلاوي امام أهالي الحارات المجاورة.
وظلّت مشكلة قائمة وهي أنهم يريدون احدًا يخبرهم بما يريده الجبلاوي وما هي وصيته، وهنا ظهر جبل، هو فتوة الحارة الرجل الذي يدافع عن الحارة ضد فتوات الحارات الأخرى، وكان لديه صله بجدهم الجبلاوي كان يستمع الى كلامه ويعرف وصاياه من وراء سور الحديقة المترامية للقصر.
بمرور الوقت أصبح الجبلاوي مجرد ذكرى شحيحة وباهتة تشبه اللون الرمادي، يرتبط اسمه فقط بالقصر الكبير بينما جبل هو الرجل المرئي أمام الجميع ويظهر في جميع مواقف الحارة والخلافات التي تنشأ بينهم، اشتهرت عائلة جبل بأنهم يدافعون عن الحارة وعن أهلها وهم الذين ينقلون كلام الجبلاوي من جيل إلى جيل إلى حين أن ظهر اسم جديد في الحارة وهو رفاعة.
رفاعة كان رجلًا يافعًا وطيب المعشر وخفيف الروح، كان يشفي الناس من أمراضهم ويُخرج الجن والشياطين منهم، كان مُحبًا للفقراء والمساكين وكان دائم العطف عليهم، وكانت النتيجة بأن أهل الحارة تجمهروا حوله، وأصبح جبل وعائلته في طي النسيان كما قالها أديبنا الراحل ولكن آفة حارتنا النسيان!.
وبعد مرور الأيام حدثت مشكلة وتم قتل رفاعة ولا يذكر أحد من اهل الحارة من هو قاتل رفاعة، وظل أهل الحارة في انتظار خليفة رفاعة ومن سيكون الفتوة بعده، ومن ثم ظهر قاسم.
قاسم هو راعي الغنم ولكنه قد تزوج بامرأة غنية من أهل الحارة، كان مُحبًا للناس واستطاع أن ينفذ ما لم يستطع غيره تنفيذه وهو أن يُفرض العدل والحق بالقوة، وقام بالمساواة بين الغني والفقير، قاسم كان فتوه من نوع مختلف كان فتوة علي الأغنياء و نصير للضعفاء والفقراء، كان عدد الفقراء أكثر فقد لجّم أفواه الأغنياء ما لم يجعلهم يتفوهون بكلمة حينما فُرض عليهم العدل بالقوة.
ولكن قاسم مات، وكانت الحارة في احتياج فتوة وهنا ظهر عرفة.
عرفة العطار، يحاول عرفة استخدام معرفته بالمتفجرات لتدمير الأقوياء، كان مُختلفًا عما سبقه من الفتوات وكان هدفه أن يصل لوصية الجبلاوي” والتي كانت سببًا في طرد أهله من البيت الكبير، كان أول من تجرأ وسأل السؤال الذي قد انزوى في فوهة الزمان الضيق.
وتجرأ حينما دخل القصر محاولًا الوصول لغرفة الجبلاوي ليقرأ الوصية، يُشاع بأنه تقابل مع الجبلاوي ونشب صراعًا بينه وبين الجبلاوي ستعرفه عزيزي القارئ بين صفحات أولاد حارتنا رواية لنجيب محفوظ، وكانت نهاية عرفة وزوجته أمر لا يصدق.
إقرأ ايضاً افضل كتب يوسف زيدان