ثلاثية غرناطة ، هي رواية تتكون من ثلاثة أجزاء تكشف تاريخ ثلاثة أجيال من عائلة عربية إسبانية تعيش حياة عادية في زمان ومكان غير عاديين
احصل علي نسخةثلاثية غرناطة ، هي رواية تتكون من ثلاثة أجزاء تكشف تاريخ ثلاثة أجيال من عائلة عربية إسبانية تعيش حياة عادية في زمان ومكان غير عاديين …
تمثل الرواية الفترة ما بين ما قبل السقوط المشين لغرناطة إلى فترة الاقتلاع والتهجير الكاملين لعرب الأندلس ، والتي تمتد لما يقرب من مائة عام ؛ من نوفمبر ١٤٩١ إلى أكتوبر ١٦٠٩ …
في ظل الظروف السائدة للتاريخ الدرامي ، يتم تصوير حياة أبو جعفر ، مجلد الكتب ومحب الكتب والمعرفة ، عائلته ومجتمعه ؛ سعادتهم وكذلك أحزانهم وضيقاتهم التي نتجت عن قمع دينهم وثقافتهم …
الطريقة التي تفاعلت بها كل شخصية في الرواية بشكل مختلف مع خيانة مجتمعها واستسلام زعيمها (أبو عبد الله محمد الثاني عشر) ، تعكس ما حدث مع مجتمع بأكمله عاش في غرناطة في ذلك الوقت. بعضهم استسلم من الخارج ، ولكنهم غضبوا داخليًا ، وقاوموا سرًا من خلال الاستمرار في ممارساتهم، وإخفاء الكتب التي كان من المقرر حرقها ، وإبقاء قصصهم حية في المنزل. البعض استسلم إلى الحزن. استسلم البعض لأن الاضطهاد كان أقوى من أن يقاوم ، بينما سلك آخرون طريق المقاومة المسلحة وانضموا إلى المتمردين في التلال. اختار البعض الانتهازية ، وهرب آخرون إلى المغرب.
بينما يصادر حكام غرناطة الجدد الكتب ويحرق المسؤولون المجلدات ، ينقل أبو جعفر مكتبته الثرية بهدوء إلى خارج المدينة. يقاتل المسلمون المضطهدون من أجل تشكيل حكومة مستقلة ، لكن الضغوط الاقتصادية والثقافية المتزايدة على العرب في إسبانيا والحكام المسيحيين بلغت ذروتها في اعتناق المسيحية وانتفاضات المسلمين.
الرواية تحتوى على تفاصيل هائلة لكل شخصية في الرواية … نقلت رضوى عاشور ببراعة رسالة مفادها أن الحياة بها أفراح حتى في أسوأ المواقف ؛ وتلك السعادة ، حتى على المدى القصير ، ضرورية للبقاء. خلقت عائلة أبو جعفر حياة لنفسها في الوقت الذي أجبر فيه الملك فرديناند والملكة إيزابيلا حرفياً جميع عرب غرناطة على تذوق مرارة الهزيمة … وقعوا في الحب ، وتزوجوا ، وأنجبوا أطفالاً ، وحاولوا إرضاء أنفسهم. حياتهم اليومية الطعام والكتب وحتى الحيوانات الأليفة والحدائق كانت مصادر الفرح للأجيال في واحدة من أكثر الأوقات إرهاقًا …
تروي الرواية قصة عائلة أبو جعفر ، زوجتة، وزوجة ابنه الأرملة ، وطفليها، واثنان من تلامذة أبو جعفر ، حيث شهدوا كريستوفر كولومبوس والوفد المرافق له في عرض انتصار يضم نباتات وحيوانات غريبة وأسرى بشريين من العصر الجديد. العالمية.
من الأشياء التي تميز الثلاثية أنها لم تنحرف كثيرًا في الكشف عن الأحداث التاريخية في ذلك الوقت … لم تطبق الخيال على الأحداث نفسها ، بل على الشخصيات وحبكات حياتهم …
بين الحب والحرب والسلام والألم والحزن والدموع والفرح والقتل والحرق والتنصير والتشريد ، تعيد الرواية القارئ إلى تلك الفترة الصعبة من الأيام الأخيرة للأندلس. تنسج رضوى عاشور بمهارة تاريخ حكم غرناطة والعالم العربي في رواية تناقش الضياع الثقافي واختفاء هوية سكان المهزومين. حكاية قوية ومفجعة في نفس الوقت ، هذه الرواية ستجذب قراء الأدب الإسباني والعربي وكذلك أي شخص مهتم بالعلاقات المسيحية الإسلامية.
ثلاثية غرناطة تتكون من ثلاث روايات ثلاثية كل منها تحمل اسم مخصص بها، فالأولى تُسمى غرناطة والثانية مريمة والأخيرة سُميت ب الرحيل. ولكنها صدرت كلها في رواية واحدة حملت اسم الثلاثية.
ملخص الرواية:
مناقشة الرواية:
رأيي الشخصي:
رضوى عاشور، اسم تربع و أخذ مكانه في قلوب الكثير و الكثير من الأدباء و القرَّأ. و من منا لم تسحرهه كتاباتها و تأسره طريقة سردها بل من منا لا يحب تلك العائلة الأدبية الرفيعة التي يشهد لها الجميع بالعزة و البلاغة ويشيدون بمواقفهم السياسية الحرة ضد الاحتلال الصهيوني و غيره.
ثلاثية غرناطة، كنت دائما أعجب بكلمة “الأندلس” كانت لها وقع خاص على أذني، أتحسس منها الفخر و العزة. كان المسلمون في “الأندلس” يخترعون و يبدعون، يبنون و يزخرفون، ينظمون الشعر و يكتبون الكتب إلى أن سقطت و أصبحت تعرف ب”إسبانيا”على يد القشتاليين و الأرجوان. و هنا تبدأ قصتنا في دار أبي جعفر في البيازين غرناطة عام 1491م العام الذي سقطت فيه غرناطة.
أهم ما يميز روايتنا هو صراع الرحيل و البقاء; هل يجازفون بالرحيل عن الدار و الجيران و المخاطرة بحياتهم لما ينتظرهم في الغربة من وحشة و إرهاق و خبايا أم يبقون في دورهم يتحملون أذى القشتاليين و جورهم و قوانينهم الصارمة التي نصت على تنصير العرب و من يرفض يقتل أو يحرق! ثورة هنا و هناك يدب الأمل في القلوب و يعيد ذكرى النصر في الأذهان ولكن ليس لوقت كبير فالقشتاليون قد أبادوا الثورات و شددوا الحراسات و قتلوا الشباب و ازدادوا ظلما و جورا. حرموا على العرب إتباع دينهم فلا صلاة و لا صيام، حرموا قراءة الكتب و الاستحمام، مراسم الزواج و الدفن تتم تبعا للدينهم فلا يطلق المرء زوجه ولا يغسل ميتهم أو يكفن. فهل يتحملون كل هذا أم يتحملون ألم الغربة و ترك الأرض و الأحبة. أوليس ما هم فيه من حصار قد بدل الأرض أرضا و الناس ناسا؟ هل مازالوا في غرناطة؟ أم أصبحت مدينة أجنبية هم غرباء فيها؟ قد تحولت المساجد كنائس، و الأحباب أجانب، كثر القشتاليون و قلت المعارف، فهل من مخرج لهم أم قد كتب عليهم الشقاء فيها؟
عرفتُ الكاتبة رضوى عاشور بعد موتها، حينما وجدتُ فجأة جميع وسائل التواصل تضجّ باسمها ويترحمون عليها، ومنذ ذلك الحين قررتُ قراءة سيرتها وقراءة أعمالها ..
كانت بدايتي مع هذه الرواية التي يتضح من اسمها أنها رواية تاريخية أندلسية، وحينما شرعتُ في قرائتها ظننتُ أنها تحكي عن الأندلس في عصر قوتها وازدهارها، لكن كلما تقدمتُ في الصفحات كلما زاد حزني من الأحداث الواردة فيها ..
ثلاثية غرناطة .. رواية تحكي عن مدينة غرناطة الأندلسية التي صمدت أمام القشتاليون لمدة مائتي عام إلى أن استسلم أميرها وسلّم مفاتيحها لهم، وبهذا الحدث يتم الإعلان بأن بلاد الأندلس جميعها أصبحت تحت حكم القشتاليون بعدما حكمها المسلمون لمدة تزيد عن سبعة قرون ..
نتعرف على هذه الأحداث في الرواية من خلال أسرة بسيطة تعيش في حي البيازين، كبيرها أبو جعفر الوراق وزوجته أم جعفر وأبناؤهم ثم أحفادهم، نعيش معهم أحداث السقوط وما أدت إليه من انهزام وانكسار في قلوب العائلات وخوف من المصير المجهول، وأحداث ما بعد السقوط كالمنع من ممارسة الشعائر الدينية ثم الإجبار على ترك الدين الإسلامي والسجن والإعدام لأسباب مجهولة ثم أخيرا النفي والترحيل من البلاد ..
بعدما انتهيتُ من الرواية تذكرتُ تلك الفتاة المسلمة من قرطبة التي كتبت على صفحتها على الفيسبوك :
“دفنونا ولم يعلموا أننا بذور”
ثم تُعرِّف بنفسها قائلة: “فتاة من قرطبة أندلسية الهوى والهوية أباً عن جد .. تعلمتُ العربية لأتواصل مع أحفاد أجدادي” ..
مالم يعجبني في هذه الرواية أنني أحسستُ بالملل عند قرائتها وخصوصا في الربع الأخير منها الأحداث كانت تسير بشكل بطيء ورتيب ..
اقتباسات أعجبتني :
” لم تعُد غرناطة لنا يا على ،لم يعد فيها سوى أقليات تشظت .غرناطة العرب صارت كالغانية ترقص وتتعهر إرضاءً لأسيادها لأنها خائفة . احذر القشتاليين ياعلى ، ولكن احذر العرب أكثر ”
“كل يوم يقول تفرج فتزداد تأزماً وتعقيداً عن اليوم السابق. درّبته الأيام على التعلق بقشة الأمل وطاقة الضوء وإن كانت بحجم ثقب إبرة. يتشبث بها متطلعاً، يبيع الأوهام لنفسه قبل أن يبيعها لصحبه ولأهل بيته، يقول: “صبراً جميلا، والغد قادم ويختلف” وما يأتي سوى العتمة والقاع المظلم للغريق”
“ما الخطأ في أن يتعلق الغريق بلوح خشب أو عود أو قشة؟ ما الجرم في أن يصنع لنفسه قنديلا مزججا وملونا لكي يتحمل عتمة أيامه؟ ما الخطيئة في أن يتطلع إلى يوم جديد آملا ومستبشرا؟ “