التجربة المحظورة لروح امه

نبذة عن التجربة المحظورة لروح امه

التجربة المحظورة لروح أمه للكاتب كيرلس بهجت.

“الاسلام هو الحل” عبارة ترددت كثيراً في الثمانيات رفع شعارها جماعة الإخوان المسلمين لتصبح مذهباً سياسياً بدلاً من أن تكون شعاراً دينياً، وليتفشى بيننا كائنات تدعى جماعة الإخوان المسلمين التي تدعو إلى الإيمان بالشعارات و تطبيق الأقوال دون الالتزام بمبادئ تلك الشعارات التي تحملها،

فربما يجد الكاتب شعار “الإسلام هو الحل” شعاراً صحيحاً حين يقصد به مبادئ وقيم وأخلاق الإسلام من احترام الوقت وإتقان العمل والسعي نحو اكتساب العلم وبناء الحضارات، ولكنه لا يجده حلاً حين يتحول إلى مجرد لافتات حكم ومواعظ توضع على حوائط منازلنا ومكاتبنا، ومجرد مسبحة نمسكها في يدنا اليمنى دون أن ننفذ مبادئ وقيم تلك التسبيحات التي تمثل شعار دين يحمل كافة القيم والمبادئ العليا.

يعد كتاب التجربة المحظورة لروح أمه هو المؤلَف الأدبي الخامس للكاتب الساخر كيرلس بهجت فقد صدر له كتاب التجربة الفكرية لروح أمه عام ٢٠١٦، كتاب بيضة مان عام ٢٠١٧، الامكترث عام ٢٠١٨، الرفيق سيكو سيكو عام ٢٠١٩، وأخيراً كتاب التجربة المحظورة لروح أمه عام ٢٠٢٠،

والتي تندرج جميعها تحت لون أدب المقالات الساخر، وقد صدرت الكتب جميعها عن دار “تويا للنشر والتوزيع” حيث شاركت بكتاب “التجربة المحظورة لروح أمه” في الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب يونيو ٢٠٢١ وحقق أعلى مبيعات أثناء فترة المعرض.

أطلق كيرلس بهجت في البداية مسمى “الإسلام هو الحل” على كتابه ولكنه لاقى اعتراضاً شديداً من قِبل دار النشر، فقرر التنازل عن الاسم مقابل أن تصل أفكاره إلى القراء، والكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات الساخرة التي يحارب بها الكاتب سطحية الأفكار وضعف الإيمان والتمسك بالهتافات والشعارات دون تنفيذ المبادئ والقيم التي تحملها.

” …..أنهي أسهل: أشيل سبحة ولا ما أخدش رشوة؟ أنهي أسهل: أحط نغمة موبايلي دعاء ديني أو ترنيمة، ولا أبطل أزوغ من شغلي؟ أنهي أسهل: ما أكولش أكل مُحرم، ولا أراعي ربنا في شغلي ومغشش الناس؟ أنهي أسهل: أبان مُتدين، ولا أبقى فعلًا عندي أخلاق وضمير في شغلي وحياتي؟

.. كان دايمًا السؤال الغريب: إيه يخلي واحد متحرش أو حرامي يبقى من مؤيدي التيار الديني، أو تلاقيه بيتفرج على أفلام إباحية على النت وبعدها كاتب عندها على الفيس بوك آيات دينية، أو حتى كاتب لك: الإسلام هو الحل؟!!… الموضوع عبارة عن تبرير للنفس.. بنضحك على نفسنا عشان نصدق إننا كويسين… خلينا ناخدها بصورة أعمق.. إزاي بتحصل الازدواجية في الفكر والسلوك؟!! …”

ربما بتلك الفقرة السابقة التي ذكرها الكاتب في أحد مقالات كتابه التجربة المحظورة لروح امه نستطيع أن نصل إلى الفكرة الجوهرية التي تحملها صفحات كتابه، والقضية التي يحارب من أجلها، فهو يحارب من أجل التنوير وبث القيم والمبادئ والأفكار الصائبة بدلاً من الاكتفاء بترديد الشعارات والهتافات دون العمل بفحوى جوهرها،

مستنداً بذلك إلى القيم الجوهرية والمبادئ السامية في مختلف الديانات السماوية بعيداً عن التطرف الفكري أو التشدد المغلوط بسطحية الأفكار، ومستشهداً بأراء كثير من العلماء أمثال “داروين، سيجمند فرويد”.