ذكر شرقي منقرض

محمد طه

يُعطينا محمد طه الحلول للتخلص من الرجل الشرقى المستحدث ونعود إلى مفهوم الرجل الشرقى قبل التحريف وقبل أن ينقرض، حيث كان ذلك اللقب قديمًا لقب محمود يدل على المروءة والشهامة والآن تحول إلى ذم.

احصل علي نسخة

نبذة عن ذكر شرقي منقرض

يبدأ الكاتب بالحديث عن تطور مفهوم الرجل الشرقى وكيف أن ذلك اللقب قديمًا كان لقب محمود يدل على المروءة والشهامة وما إلى ذلك من صفات وكيف تحول ذلك اللقب من مدح إلى ذم، فالآن عندما نسمع جملة أنت رجل شرقى نفهم على الفور أنها إساءة.

فيطرح العنوان فكرة تحول الرجل الشرقى على مر السنين إلى رجل مُتسلط يلجأ إلى إهانة المرأة أكثر إذا شكت من الإهانة والحط من قدرها وإذا حاولت المطالبة بحقوقها فى أن تتعامل كإنسان له حقوق وله حق فى الاحترام والتقدير.

وكيف أن الصورة الأصلية للذكر الشرقى أصبحت مُنقرضة لعدم التمسك بالقيم الأصلية التى تخلى عنها الرجال مع تطور الزمن وأصبح الرجل الشرقى الحقيقى مثل الديناصور مُنقرضًا. وهذا باختصار مفهوم العنوان، ذكر شرقي منقرض.

الكتاب مُقسم الى أربعة أبواب يُناقش فيهم الكاتب قضايا متعددة لا تخص الرجل فقط بل المرأة أيضًا.

فى أول باب يشرح الكاتب من أين أتت الذكورية الشرقية وكيف تطورت بشكل سلبى وفى كل فصل يعرض أشكال مختلفة من الرجل الشرقى أبرزها: الرجل ابن امه والذى يناقش فيه محمد طه عقدة أوديب وتعلق الرجل المبالغ فيه بأمه وعدم تقبله اقتراب أي ذكر آخر منها مما يؤثر على ويُعقد علاقته مُستقبلًا بأي امرأة أخرى.

والرجل جوز امه الذى يتعامل مع أمه كزوجة وليس كأم وتختلط عنده الأدوار ويأمر ويتحكم فيها أو تصيبه الغيرة عليها كغيرته على زوجته والعكس: الأم التي تُحاول أخذ دور الزوجة في حياة الابن ويصل بها الأمر إلى الغيرة من زوجة ابنها!
ثم الرجل الذي يبحث عن أمه فى زوجته، ابن مراته، ويحملها مسؤولية القيام بالدورين.

ولا يتحامل الكتاب على الرجل بل يُناقش أيضًا فكرة الزوجة التى تبحث عن أب فى الرجل الذي تربطها به علاقة عاطفية وكيف أن هذه الأفكار تُسمم الحياة الزوجية. فالزوج ليس عليه سوى القيام بدور الزوج لزوجته والعكس.

الباب الثاني: فن صناعة الذكر الشرقى.
فى هذا الباب يُناقش كيفية صناعة هذه النسخة المتطورة من الرجل الشرقى وتأثير العائلة من أم وأب والتربية على خلق وتطوير هذه الشخصية وكل الخرافات والبدع التى تُزرع فى رأس الذكور منذ نعومة أظافرهم لتؤثر ليس فقط عليهم بل على مجتمع كامل يُحمّل بكم هائل من هذه السموم.

ثم ننتقل إلى الباب الثالث: المضاعفات.
وهو باب ثقيل قليلًا لأنه يناقش المرحلة التى تلى زرع الأفكار السامة فى رأس الذكور وهي: ممارسة هذه المفاهيم المغلوطة من قِبَلهم بعد أن ترسخت منذ وقت طويل.

فيأخذنا الكتاب إلى جزء مُظلم بعض الشىء ؛ يناقش العنف ضد المرأة وقهرها وسلب حقها حتى فى الاعتراض على ذلك العنف والظلم، ومفاهيم جنسية عامة وقضية التحرش الجنسي والتنمر وما إلى ذلك من مشاكل وقضايا.

ثم يختم بالباب الرابع: أرجوك خُذ هذا الدواء.
وفى هذا الفصل يُعطينا محمد طه بالفعل الدواء فيطرح الحلول التي من خلالها يمكن التخلص من الرجل الشرقى المستحدث ونعود إلى مفهوم الرجل الشرقى قبل التحريف وقبل أن ينقرض.

بشكل عام يقول الكاتب أن ليس كل ذكر يُمكن اعتباره رجل وأن مفهوم الذكورة يتخلف عن مفهوم الرجولة فليس للرجل فضل في كونه رجل ولكن عنده القدرة أن يحظى بلقب رجل وذلك يتم ممارسته على مدار حياته.

وأن الابن في يوم من الأيام سيتحول إلى زوج ثم إلى أب وكيف أن هذه المفاهيم تدور وتنتقل. وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة. فلا يصح خلط الأدوار ومعاملة الزوجة كابنة أو أم ولا يجوز معاملة الزوج كأب أو ابن فهذه المفاهيم تهدم الزواج ولا تُقيمه.

ويُفاجئنا الكاتب في نهاية ذكر شرقي منقرض بالكشف عن هوية صانع الذكر الشرقى المستحدث، ولكن عليكم قراءة الكتاب لاكتشاف ذلك.

صدر الكتاب فى يناير ٢٠٢١ عن دار الشروق.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب محمد طه

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر