علاقات خطرة

محمد طه

يحكي لنا د. محمد طه عن دارسة تؤكد أن أكثر ما يُحدث فرق في صحة الناس النفسية والجسدية، وقدرتهم على مقاومة الأمراض والأحزان والشيخوخة و غيرهم.. هي وجود علاقات طيبة في حياتهم..

احصل علي نسخة

نبذة عن علاقات خطرة

كتاب علاقات خطرة هو الكتاب الثاني لدكـتور محمد طه. هذا الكتاب يُعتبـر بوابةً لذواتِنا، نعبُرُ من خلالِه من حينٍ لٱخر لنتفـقدُّ أحوالَنا.. يأخذُ بأيدينا نحو أنفُـسِنا؛ يُعرّفنا على كل مخابئها وخفاياها، يضعنا أمامَ مخاوفِنا التي لطالما هربنا من مواجهتِها؛ وبالأكثرِ.. يستعرِضُ لنا كل علاقاتِنا على حِدة، بدايةً من علاقـتِنا مع أنفسنا.. مُرورًا بعلاقـتِنا مع الآخرين.. ووُصولًا إلى علاقـتِنا مع خالقِنا!

 

ويـبدأُ الكتابَ قائلا: “الكـتاب ده عنّك.. وعنِ اللي حواليك.. وعنِ اللي بينكُم..الكـتاب ده مش هيـفارقك.. لإنه بكل بسـاطة.. هيبقى حتة منّك.. واحتمال تكتشف مع ٱخر صفـحاتِه.. إنك شاركت في كتابتـه..“

يؤكّـد هذا الكتاب على فكرةِ الاستحقاق، يؤكّـد على فكرة أننا نستحقُ الحُبّ والتقدير والاحترام.. نستحقُ أن يرانا العالم كما نحنُ بلا أي زيفٍ أو خِداع؛ وبالأكثرِ نستحقُ الوصول!

ويمرُّ هذا الكتاب بعدّة مراحِل…

أنتَ.. وفقط:

في هذه المرحلة، ستكتـشفُ أن هُناكَ علاقة وطيدة تجمعُك أنتَ وجسدُكَ، نعم.. ذاك الشيء الذي تضعهُ في خانةِ المُسلمّات؛ ويُبـيّن د.محمد طه في كتاب علاقات خطرة في هذه المرحلة أنّ أجسامَـنا أصدقَ منّا بمراحِل، فكثيرًا ما نجدُ من يصيحُ بفمِه أنه على ما يُـرام.. ولـكن نبرةُ صوتِه المهزوزة ورعشةُ يديه تقول العكسَ تمامًا!

وفي الجُزءِ الثاني من هذه المرحلة، سيعرضُ لنا الكاتِب بِضعًا من المفاهيم المغلوطة في مُجتمعاتِنا.. والتي تُصبِح مع الوقت رواسِخ لا يُمكن العَبَـثَ بها.. مثل ”أن الرِجال لا يُمكنهم التعبير عن مشاعرِهم أو حتى البُكاء؛ وإلا ستنقصُ رجولتِهم“ أو ”أن الأنوثة عارٌ، والأنثى ليست إلّا أداةً جنسيّة لإغواءِ الرِجال“. وباستنادِ الكتابِ إلى أدلّة علميّة، يفاجئنا أن داخلِ كُلٍّ منّـا توجَد هرمونات الرجولة والأنوثة، مع اختلافِ النِسَبِ والمقادير.. فلا يجب أن نتخلّى عن أحدِهما.. لأنهما وببساطة، يُكمِلانِ بعضِهما البعض.

ولم تنـتهِ مفاجٱت الكتاب، فإذا بالكتابِ يُخبرك بوجودِ ثلاثةِ أشخاصٍ يعيشون داخلك، يخرُجونَ منك في الوقتِ المُناسِب والمكان المُلائِم.. ولـكِن ماذا لو اختلطت الموازين؟ ماذا لو خرجَ شخصٌ منهم في التوقيتِ الخاطئ؟ بل ماذا لو خاطبتَ الشخصَ الخاطئ فيمَن أمامَك؟ يبدو الأمرَ أشبَه بالجُنونِ، أليسَ كذلـك؟ ولـكن هذه تركيبتك.. أنتَ.. وفقط!

 

علاقتُـنا مع الحياة:

”هل يُمكِـن أن نموت.. ونحنُ على قيدِ الحياة؟“ في بعضِ الأحيان -وغالِبًا ما يكون إثـرَ تعرضّنا لصدمةٍ نفسيّة- يُقرر عقـلُنا الرُجوعَ إلى ٱخرِ مرحلةٍ عُمريّة كنّا نشعُرُ فيها بالأمان.. وعادةً ما تكون هذه المرحلة أثناءَ الطُفولة. ولـكِن ماذا لو قرر عقلُنا الرجوعَ أكثر فأكثر؟ ماذا لو قرر الشخصَ العودة لـلرَحِم.. لحياة ووَضعَ وسُلوكِ الجنين؟ وماذا لو لم يكتفِ بهذا، ولم يجِد الأمان هُناك أيضًا وقد وصلته رسائلٌ عديدة من الأمّ تؤكد له فيها أنه ليسَ مرغوبٌ فيه؟ حينَها فقط سيُـقرر العقل أقسى أنواعِ القرارات، وهِـيَ أن ينفَصِل عن العالم، ويُخاصِم الحيـاة.. وهو على قيدِها!

 

لحظةُ التغيّـر:

وهُنا، نصلُ إلى الميناءِ الأخير.. ميناءُ التغيّـر.. تغيّر منظورِنا الكامِل للأشياء. ويتفرّع هُنا الكاتب إلى أنواع الحُزن المختلفة، وأنّ علينا تقبلُّه كأي شُعور ٱخر.. لأنه جُزءٌ لا يتجزّأ من كيانِنا.. الحُزن هو من أعمقِ المشاعِر التي تدخُلُ في تكويننا.. وفي بعضِ الأحيان؛ يكونُ هو مُنقذِنا الوحيد!

ومن ثَمّ يحدثنا عن الموتِ.. وتقبلّه والاعتراف أنه هو الآخر يكمُنُ داخلِنا، ووُجوه الموتِ كثيرة.. تمامًا كوجوهِ الحيـاة.. فالكُره والغضب واليأس والاستسلام، جميعُهم وجوهٌ مختلفة لغريزةِ الموتِ.. والتي لا يُمكننا انتزاعِها من تكويننا النفسيّ ورميَها!

وفي النهاية، يضعُنا كتاب علاقات خطرة أمامَ سؤالٍ قد تكونُ إجابتُه هي أولى خُطواتِ التغيّـر؛ فتسألُنا ٱخرِ صفحاتِ الكتابِ ”من نحنُ؟ وإلى أيـن ننتمي؟“ لنُدرِكَ مع نهايةِ الكتاب أنّ أسمائنا لا تُعبّر عمّن نكون.. وأن وظائفـنا -التي لا نختارُها حتى بإرادتِنا- لا تُمثِّـلنا.. فماذا لو اختفت وظيفَتُـكَ أو تغيّر اسمُكَ؟ ماذا سيتبقّى؟ ليُـبقينا الكتابُ أمامَ استنتاجٍ واحدٍ فقط؛ وهو أنّ ما يُعبّر عنّا ويُحدد وجودَنا ويُعطي له معنى هو أننا موجودون في ذاكَ الأثرِ الذي نترُكُه من بعدِ رحيلنا.. في تلك البصمةِ التي نُبقيها وراءَنا في أي مكانٍ وأي شخصٍ.. يُمكنـنا الشُعور بأنفسِنا في كلماتِنا الموّجهة للٱخرين، في لمعةِ عُيونِهم، في ابتسامتِهم.. وهذا كلُّه أعمق من مُجرّدِ اسمٍ أو وظيفة.. هذا ما يرسِمُ ملامِحَ وجودِنا بحقّ!

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب محمد طه

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر