لأ بطعم الفلامنكو

محمد طه

محمد طه يعطينا صفعة لنرى أنفسنا بلا أي تحسينات. أن نضرب الأرض بنفس قوة ""راقصو الفلامنكو"" لنخبر العالم أننا ""لأ""، لن نكف عن التغير للأفضل.

احصل علي نسخة

نبذة عن لأ بطعم الفلامنكو

لكل فرد منا على هذه الأرض سيمفونية خاصة، تحكي عنا وتروينا وتعطي ملخصاً كاملاً عن حياتنا. سيمفونية لها ايقاعات ترتفع وتنخفض، تشكلت ليس من لحن، وإنما من قصص وحكايات ومواقف تراكمت عبر الزمن منذ الطفولة وصولاً للمرحلة العمرية التي نقرأ فيها هذه الكلمات. بعضها ترك أثراً ما، قد يصل إلى تشوه نفسي، أو أزمة في العلاقات مع ذواتنا ومع المحيطين بنا.
الكاتب الدكتور محمد طه، طبيب الأمراض النفسية ومن خلال كتابه الثالث “لأ بطعم الفلامنكو” والمكون من ثلاثة فصول، يحاول من خلالها تلخيص هذه التغيرات النفسية التي قد تصل إلى حد التشوه. والبحث في أسبابها، مصادرها، وأشكالها، وأخيراً حلها بأكثر الحلول واقعية ومنطقية.
في الفصل الأول يعطينا الكاتب من خلاله لمحة عن هذه التغيرات والتشوهات، وأسباب ظهورها في قرابة العشرين عنوان فرعي. فمن تبادل الأدوار في مسرحية العلاقات الإنسانية لتصبح معها الابنة أم، والأب طفل، والزوجة ابنة، وما يترتب عليها من خلل في منظومة الأسرة، وهي الوحدة الأولى في تكوين النسيج المجتمعي. إلى التطرق لمواضيع تخص الفرد وعلاقته بذاته، كعدم الرغبة في الخروج من منطقة الراحة والأمان المسماة بالـ “كمفورت زون”. وصولاً لمعاقبة النفس على أخطاء تسبب الغير فيها، والشعور بالذنب لعدم تحمل عقبات قراراتهم، ومحاولة إرضاء الآخرين والخوف من قول “لأ” حتى لو كلفت “نعم” الكثير.
كما وتطرق الباب الأولى لشرح مفاهيم حساسة، تداولها المجتمع كمسلمات أغلبها غير صائبة. كمناقشة الفهم الخاطئ لبر الوالدين، والعلاقة الصحيحة التي يجب أن تربط الابن بوالديه، فتكون النتيجة، جيل متزن وواثق من نفسه، ومؤثر بإيجابية على محيطه، وخالٍ من العقد والإعاقات النفسية.
أما الفصل الثاني فعرضه الكاتب لنا على هيئة ستة عشر نوع من الألعاب النفسية، قد تكون بشكل أو بآخر، نتاج التشوهات التي تعرضنا لها مسبقاً. فنجيد لعبها حتى نصل للإحتراف، نتمكن منها جيداً فنلعبها مع أنفسنا ومع الآخرين. وفي أحيانٍ أخرى نمنح شارة القيادة للمقابل لنا، فيحترف اللعب ضدنا.
هذه الألعاب ببساطة، هي مجموعة من العقبات التي نستخدمها إيذاء لأنفسنا قبل أن نؤذي الآخرين بها. يشرحها لنا الكاتب بكل شفافية، مع أمثلة توضيحية وحكايات من صلب واقع حياتنا المعاش يومياً. فلابد وأنت تقرأ أن تجد نفسك مختبئاً خلف أسطر إحداها. متعجباً بينك وبين نفسك بانبهار، كيف استطاع الكاتب تلخيصك لترى وتقرأ نفسك فى سطرين أو ثلاث.
أما الفصل الثالث، فيعطينا الحل، ليس المثالي بالضرورة. ولكنه المنطقي بالتأكيد للتغلب على كل ما سبق، والمتمثل في أربع خطوات أطلق عليها اسم (الخارطة النفسية).
فالنفس البشرية هي قليل من كل شيء. قليل من الإهتمام، قليل من حب الظهور، قليل من الخوف، وقليل من حب الذات. كل قليل إذا اجتمع كون ما عليه الشخص من وعي واتزان وثقة ورضا. وبالمقابل زيادة أي “قليل” ليصبح أكثر من باقي مكونات النفس البشرية، يصاحبها بالضرورة خلل، يظهر على شكل اعتلال نفسي ابتداء من الأنانية والغرور، وصولاً لأمراض أكثر تعقيداً، مثل الإكتئاب والشيزوفرانيا.
الدكتور محمد طه في هذا العمل، قد لخص بكل بساطة مشاكل المجتمع في قرابة الـ ٣٠٠ صفحة. فالمشاكل النفسية، والتي يُستهان بها في الغالب، هي أكبر خطر يهددنا كأفراد نشكل بنية المجتمع.
الكاتب بلغته البسيطة المفعمة بالتعقيد النفسي، يعطينا صفعة لنرى أنفسنا بكل صدق وشفافية وبلا أي تحسينات. ويخبرنا من خلالها بقساوة المحب أنه يجب أن نتغير، أن نضرب الأرض بقوة، بنفس قوة “راقصو الفلامنكو” لنخبر العالم أننا “لأ”، لن نستمر في التشوه، لن نستمر في الإنحدار، ولن نكف عن التغير للأفضل حتى لا يأتي اليوم الذي نلتفت فيه إلى الوراء فنجد وقد سُرقت أعمارنا منا.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب محمد طه

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر