في ممر الفئران

أحمد خالد توفيق

ماذا لو الأصبح النور محرمًا...محرمًا على البعض، البعض الآخر لا؟ هذه هي الحياة في ممر الفئران.

احصل علي نسخة

نبذة عن في ممر الفئران

ظلام السماء، اختفاء الشمس، وانتشار السواد ذلك المشهد الذي رآه “الشرقاوي” بطل قصة في ممر الفئران حين ذهب في غيبوبة تامة وانتقل الى عالم افتراضي يشمله السواد والغيوم نتج عن ضرب الأرض بأحد النيازك، وأدى إلى غياب الشمس وأضحى النور جريمة، والابصار خطيئة، والبحث عن الحرية ارتكاب للمعاصي والذنوب.

ربما بعد أحداث ثورة ٢٠١١ كان العراب في حاجة إلى رواية سياسية رمزية تعكس رؤية الشعوب لمفهوم الحريات، وربما كانت له فلسفته الخاصة في التعبير عن حريات الشعوب، فهو يبحث في ممر الفئران عن شمس الحرية وليس شمس الطبيعة، ضياء البصيرة وليس نور البصر وذلك من خلال بطل روايته “الشرقاوي” الذي ذهب خلال غيبوبته الى عالم افتراضي غاب فيه النور وساد ظلام الفساد وأصبح هناك عقاب لكل من يحاول أن يضئ نور، ليبحث عن جماعة “النورانيين” الذين يتمتعون بالضياء أعلى جبال الهيمالايا من أجل مساعدته في حل مشكلة الظلام.

من هو “القومندان” الذي يفرض عقيدة الظلام كمذهب جديد للبشر، ومن هم “النورانيين” الذين طالبوا بالضوء كحق مشروع وما هي المغامرة التي ستجمعهم بالشرقاوي بطل الرواية؟ وهل سيلعب دور المنقذ أو المخلص أم سيتنازل عن دوره لشخص آخر؟

ربما كان هناك تشابه بين “الشرقاوي” وبين “نيونز” بطل قصة بلد العميان وهي قصة قصيرة صدرت في انجلترا عام ١٩٠٤ للكاتب هربرت جورج ويلز. حيث كل من البطلين كان يبحث عن النور، نور البصيرة لعيون ترى ولكن شمسها غابت، ونور البصر لعيون لا تبصر في وسط شموس مشرقة.

هل اختار “الشرقاوي” نفس نهاية نيونز حين أراد الرحيل نحو بلد مشمس بعيون مبصرة وغادر بلد العميان مختارا بصيرته وتاركا قلبه مع حبيبته العمياء؟ أم أن “الشرقاوي” ما زال في غيبوبته تحت أغماءه البصر والبصيرة؟
هذا ما تعرفه حينما تقرأ أكثر روايات العراب إبداعًا في ممر الفئران.

صدرت رواية في ممر الفئران عام ٢٠١٦ عن دار الكرمة وهي تعتبر الرواية الرابعة في مؤلفات العراب. الرواية قد سبق تقديم فكرتها في حكاية أسطورة أرض الظلام القصة رقم ٦٨ من وراء الطبيعة والتي صدرت عام ٢٠٠٩.
وقد قال العراب في مقدمة رواية في ممر الفئران حينما اتهم بإعادة كتابة مؤلفاته مرة أخرى وتكرار صياغتها مع وضع لها أحداث مختلفة أنه ليس الوحيد من الأدباء الذي صنع ذلك حيث قال:

“أنني لست الوحيد من طور قصة قديمة له”، فقد فعلها شريدان لو فانو صاحب كارميلا كثيًرا، حيث قام بتحويل عدة قصص قصيرة له إلى روايات،
كما فعلها روبرت هاينلاين صاحب غريب في أرض غريبة مرارًا الى حد دمج فصول كاملة من قصص قديمة في قصص جديدة ، كما أن هناك من كتب نفس القصة مع تغيير الراوي على غرار الرجل الذي فقد ظله ل فتحي غانم، أو حكوا نفس القصة مرتين مع اختلاف في الأحداث كما فعل ستيفن كينج في المنظمون و ديسبريشن.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب أحمد خالد توفيق

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر