اثنى عشر قصة تم فيها التضحية من أجل الحب، يأخذنا السباعي في رحلة مع اثني عشر رجل قد غيّر الحب حياة كل منهم.
احصل علي نسخة“إياك ونصح العشاق، أن في آذانهم صممًا لا يسمح بدخول النصيحة أو هو يسمح بها ثم يطردها من الأذن الأخرى.
إن كل ما أملكه نحوك يا بنيتي هو أن أدعو الله أن يوفقك إلى الزوج الصالح، إني أذكر ما قالته أمك ذات مرة أنها لا تريد سوى أن تتزوجي انسان مثلي، لست أدري ما الذي جعلني أشغل بك مقدمة كتابي، ولكنها كلمة قد تسرك في زمن ما عندما تبلغين مبلغ الأنوثة، وتقبلين على قراءة هذا الكتاب الذي حوى بين ضفتيه اثنا عشر رجلًا من مختلف أنواع الرجال، فتعلمين أعوادهم،
وتقلبينهم بين كفيك و تستعرضينهم واحد تلو الآخر، ثم تدرسينهم دراسة جيدة، دون أن يصيبك شيء من شرورهم.
هذا الكتاب يا بنيتي، نور بلا حر، وشهد بلا أبر.”
هذا ما قاله يوسف السباعي لابنته بيسا في مقدمة كتابه اثنا عشر رجل وهو حائرًا بين خجل وحياء الأب، وجرأة وصراحة الأديب حينا يتكلم عن الحب، ويتخيل أن ابنته توجه إليه سؤال:
“كيف ينكر عليها الحب وهو يضعه في المرتبة الأولى في كتابته، ليجيبها قائلا: إننا لكي ننجح في الكتابة يجب أن نحكم قلوبنا، ولكن كي ننجح في الحياة يجب أن نحكم عقولنا.”
وبهذا نرى أن السباعي حين يكتب كان يرى الحب دائما سيده ومولاه، فلم تختلف مجموعته القصصية اثنا عشر رجلًا عن باقي مؤلفاته في صبغتها بأسلوبه الرومانسي الحالم.
اثنا عشر رجلًا هي المؤلف الأدبي السادس ل يوسف السباعي والمجموعة القصصية الخامسة صدرت عام ١٩٤٨، لم يحدد فيها الكاتب الزمان والمكان، وهي المؤلف الأول الذي أهداه السباعي إلى الكاتب الكبير توفيق الحكيم.
لم يختلف اثنى عشر رجل كثيرا عن اثنتا عشر امرأة أبطال كل من مجموعتيه القصصية من حيث المشاعر الإنسانية، والأحاسيس المرهفة الحالمة وإن كانت حبكة القصص ورؤيتها كانت أكثر عمقا وتشويقا.
فلن تستطيع أن تخفي دهشتك حين تقرأ عن رجل ضحى بكل شيء من أجل حبيبته ورضى بالعيش في الخيال في حكاية رجل وظلال وما الذي دفع رجل عاقل في سن الرشد والنضج أن يموت عقله بجنون الحب، وكيف الألم والحزن يصنع العبقرية في قصة رجل عبقري، وكيف تحوم روح الزوج الراحل راضية مطمئنة حول دارها وهي ترى الزوجة في أحضان زوج جديد في قصة رجل قرير.
وهل أحيانا قد يتسبب الحب في القتل أم أنه وقع بسبب ساعة غفلة قضاها بطل قصة رجل كافر، وكيف لقن رجل مهرج درسا لحبيبته توارثته أبناؤهما من بعدهما، ومن هو رجل مضيء وكيف ستيف زيفاج كاتب السباعي المفضل جمعه بحبيبته، وما الذي فعله رجل خاطئ كي يصحح خطيئته، ولماذا قدم بطل قصة رجل ورسالة خاتمه الى صديقه، ولماذا رجل مجهول ضيع في الأوهام عمره، وما الذي جاد به رجل كريم على الآخرين جعله مثل وقدوة لكل من حوله وعلى شاكلته.
اثنا عشر رجلًا هي اثنى عشر قصة تم فيها التضحية من أجل الحب، وتوجت فيها القصة الأخيرة بتضحية من أجل حب أكبر وأسمى هو حب الوطن، قصة رجل كانت آخر كلماته قبل أن يرحل:
“قل لمصر أنها لن تموت، أن أرواحنا في أكفنا، واننا كرماء سنجود بها لكي تحيا، ونذهب نحن لها فداء.”
إنَّ يوسف السباعي لأحد أهم الكُتاب في عصره ، كَتَبَ الكثير من الأعمال و أهم ما يُميزها رواية أرض النفاق ، في هذه المجموعة القصصية و مِن خلال اثنتا عشر قصةً و في مدارِ 176 صفحة يأخذنا يوسف السباعي في رحلة إلي داخلِ أعماق الرجال ، كيفَ للرجلِ أن يُحبَّ مِن أعماقِ قلبه مهما أختلفت الأجناس و الأعمار يظلُ حُبُّّ الرجل متواجد لا يغيره زمن و لا تجرفه رياحُ العمرِ ، إنَّ لإنتصارِ الحب لمذاق ، و يوضحه هنا يوسف السباعي ، يدخل دون إستئذان داخل قلب و عقل الرجل المُحِبُّ ، فهنا رجل أحبَّ بحق و حارب الزمن لجعل محبوبته سعيدة بأي شكلٍ من الأشكالِ ، و هُنا من كان يقطن بقرب محبوبته و مع مرورِ الزمن لم ينسب قط مكان حُبه و كان يذهب إليه دائمًا ، يسحرنا يوسف السباعي بسحر الحب في رحلة صغيرة ممتعة.
للغة يوسف السباعي مذاقٌ خاص فهي فصحي سهلة بسيطة موجهة لفئةِ الشباب أكثر ، عِند قراءة هذا العمل عليكَ أن تقرأه بشكلٍ متقطع لتستمتع بهِ و لكي تضمن عدم المَلِ منه
كيف ينكر عليها الحب وهو يضعه في المرتبة الأولى في كتابته، ليجيبها قائلا: إننا لكي ننجح في الكتابة يجب أن نحكم قلوبنا، ولكن كي ننجح في الحياة يجب أن نحكم عقولنا.”
كتاب اثنا عشر رجلًا صدر عام1948 من أشهر أعمال الأديب والروائي والقصصي والمسرحي الرائع يوسف السباعي. ويُعد يوسف السباعي من أشهر كُتاب عصره وأكثرهم تأثيرًا، فقد أثرى المكتبة العربية بالعديد من القصص الأدبية القصيرة والروايات. ولذلك فقد تحولت كتاباته إلى أعمال سينمائية، وظل معظمها مقروءًا ليحتفظ برونقه الأدبي الممتع ويعد كتاب اثنا عشر رجلًا من أعمال السباعي المميزة وهوعبارة عن مجموعة قصصية تحتوي على اثنا عشر قصة قصيرة، حيث تدور أحداث تلك القصص عن موضوع واحد وهو الحب، لذلك فإنه يمكن إعتبار هذا الكتاب اثنا عشر قصة حب، ولكن يختلف أبطال تلك القصص في الشخصيات والطباع فمنهم العاقل والكريم والكافر والمهرج والمجهول والعبقري وغير هذه الخصائص الكثير، لينكشف عن هذه القصص الكثير من خبايا الحب والدروس النافعة كما ويتميز أسلوب السباعي بأنه أسلوب بسيط خالي من التعقيد، كما أنه يجيد ويُكثر من استخدام الرمز بصورة مميزة في أعماله، كما أنه يضيف إلى أعماله لمحة فنية من الكوميديا والسخرية الجميلة، علاوة على أن أعماله لم تكن منعزلة عن الواقع بل أخذت تعبر عن الحياة بصورة جميلة فتجرى سيروره الاحداث بصوره مشوقة جدا فى كل قصة من القصص فمن ضحى بكل شئ من اجل حبيبته ومن يجن ويموت من أجل الحب وكيف تظهر العبقرية من الألم وعندما تحوم روح الزوج وزوجته فى أحضان رجل آخر وكيف يؤدى الحب للقتل وماذا عن دروس الحياه عندما يلقنها مهرج وكيف جمع ستيف زيفاج بحبيبته وماذا عن الخطيئة و تصحيحها وعن الرجل الذى بعث قصة رجل ورسااله وخاتمه لصديقه وعن الرجل الذى قضى حياته فى الأوهام وماذا يفعل الرجل حتى يكون قدوة ومثل أعلى
رحله ممتعه وشيقه قصيره على مدار 176 صفحه يكشف لنا يوسف السباعى اسرار الرجال فى الحب والذى زاد على القصص مذاق خاص هو اسلوب وفصحى يوسف السباعى السهله الشيقه التى تجعلك لا تمل من القراءه