نحن لا نزرع الشوك

يوسف السباعي

رواية رائعة للروائي والكاتب القصصي والمسرحي الكبير يوسف السباعي، وقد انتشرت هذه الرواية وذاع صيتها، وتُرجمت للعديد من لغات العالم، لتنتشر أفكار كاتبها في جميع الأوساط الثقافية المختلفة.

احصل علي نسخة

نبذة عن نحن لا نزرع الشوك

نحن لا نزرع الشوك، ولكن نحصده، ليس مجرد عنوان عبقري للرواية، أو مقدمة بدأ بها الكاتب قصته، بل هي حكمة بالغة، تقبع خلفها فلسفة عميقة، وزادها عمق طرحها ببساطة على لسان البطلة سيدة البسيطة غير المتعلمة، عندما وجدت نظرات حمدي سيدها السابق وحبيبها، تسألها لماذا وصلتي لهذا الطريق، فتجيبه نظراتها وهل سألتك لماذا مات أبوك، لماذا تزوجت حبيبتك، ولماذا تغيرت حياتك، نحن لا نزرع الشوك، ولكن نحصده.

مؤلف رواية نحن لا نزرع الشوك هو فارس الرومانسية يوسف السباعي، الضابط بالجيش المصري، المولود في 1917 ، وقدم العديد من الأعمال الأدبية، وقد اشتهر بالأعمال شديدة الرومانسية، التي تهتم بقصص الحب المحتدم، فجاء هذا العمل مخالف لكل التوقعات، رواية تقع في جزئين حوالي 700 ورقة،

صدرت في العام 1969 لا تمل لحظة منها ترصد قصة حياة سيدة مصرية، عاشت حوالي خمسين عاما، بين عدد من أحياء القاهرة المختلفة مثل روض الفرج وجنينة ناميش، وقد انتهت حياة البطلة بوقت صدور الرواية، تنقلت بين أحوال كثيرة والقاسم المشترك الكد والتعب والألم، لم تنعم بالراحة إلا في أخر حياتها، راحت اليأس والاستسلام، وليست راحة الجبر والعوض.

عدد كبير من قراء رواية نحن لا نزرع الشوك في تقيمهم لها، أبدو دهشتهم من أن تلك الرواية التي تصرخ بالألم من مؤلفات يوسف السباعي، وقالوا أنها رواية نجيب محفوظ ولا نعرف كيف كتب عليها اسم السباعي، فالمدرسة الرومانسة التي ينتمي إليها السباعي، عندما تتحدث عن معاناة البطل، تجعلها جزء من حياته وتحتوي الرواية عادة على تحول في حياة البطل الحزين لينتصر بالنهاية، أما تلك الرواية المفرطة في الواقعية، تتحدث عن حياة واحدة من المهمشين، عاشت لتحصد الشوك الذي لم تزرعه أبدا.

بدأ يوسف السباعي بإهداء روايته للسيدة التي طلبت منه أن تدفن بمدافن عائلته، فأوحت له بهذه الرواية، وبالفعل بدأت الرواية والبطلة على فراش الموت، ومن أسباب سعادتها أن هذا الفراش ببيت من أحبت، وبجوارها حبيبها وابنه الذي تعده ابنها، وتمر أمامها أطياف الماضي بصور باهتة، لتتذكر كل شيء، وتقص علينا روايتها منذ البداية.

اختار للبطلة اسم سيدة، ذهب بعض النقاد أن دلالة الاسم، أنه ينطبق على كثير من السيدات، وهذه قصة واحدة منهن، وقيل أن وضعها كان دائما مضاد لهذا الاسم، فهي الخادمة ولها سيدة، وهنا لابد لنا من الإشادة بالكاتب لأنه تتطرق لنقطة هامة لا يتم إثارتها كثيرا،

فبالرغم من أن إرهاق الطفلة بالأعمال المنزلية من قبل زوجة والدها يذكرنا بالأسطورة الخالدة سيندريلا، إلا أنه لم يناقش بالأعمال الأدبية صراحتا، فنحن نتعاطف كثيرا عندما نجد طفل يعمل بورشة ميكانيكا، وقد لا نظهر نفس التعاطف مع الطفلة التي تؤدي الأعمال المنزلية، خاصة لو أنها لا تعمل خادمة، وتؤدي ذلك بمنزل والدها أو شقيقها أو أحد أقاربها.

هكذا فكرت دلال زوجة أبيها اللعوب أن تستغلها، وبعد وفاة والدها وذهابها لمنزل أم عباس، لم تخجل أن تقول لها (أن عليك يا سيدة أن تعملي حتى تتقور عينك حتى تأكلي لقمتك)، لدرجة أن سيدة تمنت لو أن لها أن تستغنى عن لقمتها لأنها أصبحت غالية أكثر من اللازم.

ليوسف السباعي أسلوب مميز جدا، تشعر أنك تجلس مع صديق يحكي ويبكي وقد يمازحك أحيانا، رغم عدم استخدامه العامية، إلا أنه يستخدم لغة بسيطة، خاصة إذا جرى الكلام على لسان أحد الأبطال، رسم لنا شخصيات عدة مثل حمدي الشخص الوحيد الذي أحبته، والوحيد الذي زهد فيها ولم يفتنه أبدا جسدها البض، عباس ابن أم عباس أول من نهشها،

علام الزوج الذي سهل عليها إعطاء جسدها بمقابل، أفضل مما فعله هو بدون مقابل، وجعفر الذي وهبها المال والحياة المستقرة ولم يقبل أبدا أن يتزوجها، ومن السيدات دلال زوجة والدها اللعوب والتي قابلتها بمنزل دعارة بعد ذلك، أم عباس التي تكفلت بها بعد موت والدها فجعلت وضعها أسوء من الخادمة، وفاطمة والدة حمدي سيدتها التي قضت أجمل أيامها بمنزلها، وصفتها الرسمية بهذا المنزل خادمة.

رحلة ممتعة وسط الشوك والدموع أنصحك أن تخوضها.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب يوسف السباعي

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر