السقا مات

يوسف السباعي

رواية إجتماعية تدور أحداثها في حي " الحسينية " بمصر القديمة وتتعمق في حياة سكانه واختلاف طبائعهم التي جمعت بين الوفاء وحسن الجيرة و إخلاص الصداقة والجدعنة .. و البلطجة والعنف أيضًا

احصل علي نسخة

نبذة عن السقا مات

الموت. الفصل الأخير للحياة. الحقيقة الثابتة في الكون. النهاية الطبيعية لكافة المخلوقات. فلم يخلد مخلوق على الأرض منذ نشأتها. فما هو الغريب في أن السقا مات ؟ ذلك الرجل الفقير صاحب تلك المهنة البسيطة وهي توصيل المياه لطالبيها، فهو ليس محاربًا أو قائدًا أو طاغيا تستدعي سيرة حياته أن يحكها لنا السباعي في إحدى روايته، تلك الرواية التي احتلت المرتبة الثانية والستون ضمن قائمة اتحاد الكتاب العرب لأفضل مائة رواية عام ٢٠٠١، بل هي الرواية الوحيدة من أعماله التي احتلت تلك المكانة الأدبية المتميزة ..
هي رواية تتسم كلماتها برشاقة الألفاظ، ويتميز أسلوب الحوار بها بالبساطة وكُتب معظمه باللغة العامية، تتسم حبكتها بالوضوح، وتتوالى أحداثها في سلاسة ويسر.. ولكنها قوية المغزى، كثيفة الوصف، رمزية المعنى، عميقة الفلسفة.. فكيف كل من بطلا الرواية الذي كان أحداهما يخاف الموت ويهابه ويهرب منه ويراه عدوه اللدود ، والآخر الذي كان يعيشه ويمتهن خطاه و يعتبره صديقه الحميم أضحت فلسفتهما عن الموت واحدة…

تبدأ أحداث الرواية في عام ١٩٢١ وتنتهي في عام ١٩٥١ بعد بلوغ البطل سن التاسع و الثلاثون ولأول مرة في تاريخ السباعي يكون أحد الأبطال الثلاثة لروايته طفل في سن التاسعة اصطحبنا خلال صفحاتها إلى الكتاب والمولد ولعب البلي والنحلة والحياة البسيطة التي كان يعيشها الأطفال في تلك الحقبة الزمنية، وتدور أحداث الرواية في حي الحسينية بمصر القديمة حيث وصف لنا السباعي الدروب والحارات والأزقة وصفًا دقيقًا وتحدث عن سكانها واختلاف طبائعهم التي جمعت بين الوفاء وحسن الجيرة و إخلاص الصداقة والجدعنة .. و البلطجة والعنف أيضًا ..

رواية السقا مات صدرت عام ١٩٥٢ وهي المؤلف الأدبي العشرون للسباعي، والرواية الخامسة له وقد حولها المخرج صلاح أبو سيف إلى فيلم سينمائي في ١٩٧٧ استطاع أن يحصد المركز الحادي والثلاثين ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري في عام ١٩٩٦ وقد صنفها النقاد أنها أفضل رواية له وبالرغم إنها رواية اجتماعية إلا أنها تضمنت قصة رومانسية نشأت بين حبيبين حول شجرة التمر حنة، حبيبة ضحت بعملها ومصدر رزقها الوحيد من أجل أن تنقذ حبيبها من المرض وامتهنت من أجله مهنة الرجال، وحين أضحت زوجته لم تبخل عليه بحياتها من أجل أن تمنحه طفلا، فامتنع عن الزواج بعد رحيلها عائشًا على ذكرى هواها وعشقها ومكرسًا حياته لإسعاد ولدهما وأمها.

تختلف أحداث الرواية عن الفيلم، فحين تقرأها ستتعرف على سارق الجوافة الذي كان مؤمنا بسياسة روبين هود وكيف أنقذ شوشة، شحاتة الذي أصبح جاره فيما بعد من قبضة زمزم، وما هي المعركة التي دارت بين الطفل سيد وصديقه علي في درب القط وما السبب في أن سيد أصبح مطرود من الجنة وماذا صنع بعد ذلك في الكتاب، وفي المولد أيضا، وماذا قال شحاتة لشوشة على قهوة الأفندية جعله ينفر ويتشاءم منه ويهم بطرده من منزله، وأي منهما كان قتيل الهوى الذي كرس حياته لذكرى زوجته، أو من كان لاهثًا وراء متاع الدنيا، ومن هي أم آمنة ولماذا ذهب نور عينيها ،ولماذا ظل سيد محتفظا بورقة عم شحاتة بعد وفاته التي كتب فيها والصابرين في البأساء.
لقد كان السباعي الميت الحي، الذي يشتم رائحة الموت في كل لحظة من لحظات حياته كأنه ولي حميم، ربما لأنه قتل شهيدًا، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فطالما ما تحدث عن الموت في معظم أعماله وبالأخص تلك الرواية قائلا :-

” ان وجه الأرض متغير، وان مركبات هذا الوجه من مختلف الكائنات محدود وجودها بفترة معينة لها بداية ونهاية، وابن آدم لا يزيد عن أن يكون أحد مركبات وجه الأرض … ولكن ابن آدم مغرور يكره أن يقارن نفسه بأي مخلوق من المخلوقات ذوات البقاء المحدود، وهو بذلك يكره الموت ، ويأبى قبوله كنهاية محتمة ..”

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب يوسف السباعي

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر