هي المجموعة القصصية السابعة عشرة للسباعي التي صدرت عام ١٩٥٣، وهي تحكي مواقف وصفات واحدة موجودة في الرجال والنساء في آن واحد وهي: الغرور، الانخداع، الطيبة، الآثم، والانتقام، والقتل.
احصل علي نسخة“إن كتبت عن ستة نساء فأنا أكتب ضمنا عن ستة رجال، وان كتبت عن ستة رجال فلا أظن أنني أمنع ستة نساء من التسلل وحشر أنفسهن بين السطور، وثمة شيء آخر شجعني على الكتابة عن النساء، وهي أن الدكتورة ابنة الشاطئ نفسها كتبت إلي رسالة خاصة بعد أن قرأت “إني راحلة” تقول أنها كانت تنتقد فيما سابق كتابتي عن النساء، ولكن بعد قراءتها لهذا الكتاب وجدت أنني أستطيع أن أكتب عنهن كما أشاء .”
هذا ما قاله “السباعي” في مقدمة مجموعته القصصية ست نساء وست رجال حينما أراد الرد على الدكتورة “عائشة عبد الرحمن” ابنة الشاطئ في نقدها له كتابته عن المرأة في مجموعته القصصية ” اثنتا عشرة امرأة” عام ١٩٤٨ ووصفه مشاعرها وأحاسيسها كما لو كان يعيش بباطنها ويشعر بأحاسيسها وأنه كان من الأفضل له الكتابة عن الرجال لكونه رجل مثلهم،
واستجاب السباعي لمطلبها وقدم لنا قصة اثنى عشر رجلا في عام ١٩٤٩ ولكن ما سرعان ما تبدلت وجهة نظره بعد سنوات قلائل فقدم لنا بعد أربع سنوات هديته الثالثة في حياة المرأة والرجل ست نساء وست رجال قائلا في مقدمة الكتاب “أن التجارب تجعل من الرجل أحيانا مرآة تنعكس عليها صور النساء فتبدين أكثر وضوحا من الأصل.”
ليقدم لنا اثنى عشر قصة لم تكن البطولة فيها للرجولة أو الأنوثة بل كانت المشاعر الخلابة والأحاسيس المرهفة هي بطلة حكايته وسيده ومولاه حينما نسج كلمات قصصه وجملها.
ست نساء وست رجال هي المؤلف الأدبي الرابع والعشرين للسباعي، والمجموعة القصصية السابعة عشرة له التي صدرت عام ١٩٥٣، وهي تحكي مواقف وصفات واحدة موجودة في الرجال والنساء في آن واحد وهي “الغرور، الانخداع، الطيبة، الآثم والانتقام، والقتل”
ولكنه يجعلنا نتساءل طارحا لنا كثيرا من علامات الاستفهام، هل صفة الغرور آثارها تكون واحدة حين تلحق الأنثى والرجل، فلماذا أفضى الغرور إلى قتل المرأة في قصة ” امرأة مغرورة”، والى حياة الرجل في قصة “رجل مغرور”.
هل “امرأة مخدوعة ” تختلف عن “رجل مخدوع” أم كلا منهما واجهها نفس المصير في روايتهما.
هل “رجل طيب” هو مثال للعفو والغفران، أم أنه يغفر ذنوب غيره لأنها تعد نقطة في بحر ذنوبه هو، وهل “امرأة طيبة” طيبتها هي علامة على الندم والتوبة والطهر من خطاياها. هل الاخلاص والوفاء قد يكون مصيره الموت حتى لا نسقط في ملذات الهوى كما كانت نهاية بطلة ” امرأة آثمة”، أم أن أحيانا الخطايا والآثام تربك أفكارنا وأفعالنا حتى لا نستطيع أن نحدد الجاني ونقتص من المتعدي كما في قصة “رجل آثم”.
هل ارتكاب الخطايا والذنوب قد يقف حائلا دون الانتقام والتشفي ومحاسبة الآخر” فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”، أم بطلا قصتي “امرأة منتقمة”، و ” رجل منتقم ” كانا لهما رأي مخالفا لذلك. هل القتل أصبح مباحًا وسهلا للتحرر من الظلم، والتخلص من الندم، والثأر للكرامة، أم أن بطلا قصة “امرأة قاتلة”، و”رجل قاتل” كانت دوافعهما للقتل مختلفة.