رواية لست وحدك هي رواية تجمع بين الخيال العلمي و الرومانسية ، تبدأ أحداثها في سفينة فضائية تحمل ستة أشخاص متجه إلى كوكب آخر لاستكشاف الحياة عليه.
احصل علي نسخة(اننا لسنا وحدنا .. في كون متعدد الجوانب .. والعناصر .. والمركبات .. انما الله الأحد .. وفي كون مركب معقد نحن لا نشكل فيه إلا قطرة في بحر ونحن مسئولون عن أرضنا .. عن حياتنا .. بقوة مركباتنا الذهنية والنفسية والبدنية .. مسئولون عن تشكيل حياتنا .. ووحدة بشرية بحيث تمنحنا الأفضل دائما )
هذا ما قاله السباعي على لسان ” عبد اللطيف” بطل حكاية ” لست وحدك” لحبيبته “شهيرة” ، وكأنه كان يريد أن يلخص فلسفة الرواية في جملة واحدة هي “أننا لا نعيش بمفردنا في الحياة وليس من أجل أنفسنا فقط ولكن مع آخرين ومن أجلهم أيضا”…
رواية لست وحدك هي رواية تجمع بين الخيال العلمي و الرومانسية ، تبدأ أحداث الرواية في سفينة فضائية تدور حول الأرض تحمل ستة أشخاص متجه إلى كوكب آخر لاستكشاف الحياة عليه، ثم تنتقل الأحداث بعد ذلك الى شارع ” القصر العيني” في القاهرة حيث الجريدة التي يعمل بها كل من” عبد اللطيف” محررًا، و” عبد الراضي” ساعيًا ليروي لنا جزءًا من حياتهما وحياة ” شهيرة” أيضا حبيبة ” عبد اللطيف” وابنة الدكتور ” عبد الخبير” التي شاركهما الرحلة
.. اشترك في تلك الرحلة أيضا كل من ” عبد المهيمن” كابتن الرحلة، ” عبد القادر” مهندس السفينة ، ثم تدور الأحداث بعد ذلك في السفينة الفضائية حيث يكمل الأبطال رحلتهم خارج الأرض التي ربما لا تنتهي نظرا لتعطل السفينة .. ماذا فعل الركاب هل هبطا على الكوكب آخر ليعيشا عليه ؟ أم طلبا النجدة من الأرض للعودة إليها؟ وما الذي دفع ” عبد اللطيف” الصحفي وحبيبته وساعيه للخروج لتلك الرحلة؟ فما علاقة الكاتب برحلات الفضاء واستكشاف الكواكب الأخرى؟ هل ” عبد اللطيف” يحب ” شهيرة” للدرجة التي تدفعه أن يسبح وراءها في الفضاء خارج كوكب الأرض؟ ..
لم يحدد ” السباعي” زمن الرواية وإن كان تكلم فيها عن المستقبل ورحلات الفضاء وامكانية العيش خارج الأرض، كما لو كان يعيش بيننا الآن…
كتبت الرواية في عام ١٩٧٠ وهي المؤلف الأدبي الخامس والأربعون للسباعي، والرواية الرابعة عشر له، ولكنها الثالثة في عالم الخيال والفانتازيا بعد روايتي ” نائب عزرائيل” ، و ” أرض النفاق” يصطحبك فيها ” السباعي” داخل سفينة فضائية في رحلة خارج كوكب الأرض وكأنك إنسان ” خفيف بلا جسد” لديه ” رغبة في التحدي” للهروب ” نحو الأضواء”، وتصنع من نفسك ” أسياد على الأرض الجديدة” تملأها ” رعية من الشجر” ولا يستطيع ” عسكري المرور” أن ينظمها من ” فوضى” أو يرشدهم لطريق “الهداية” ولكن يحاول أن يبين لهم ” الثواب والعقاب” ليظل هناك دائما ” أمل في البشرية”…
وقد تحولت الرواية إلى مسلسل إذاعي عام ٢٠١٨ كتبها للإذاعة “محمد علي” وأخرجها ” محمد لطفي” وقد أهداها ” السباعي” الى حفيده وكأنما يهديها الى المستقبل والى أبناء الغد قائلا له :-
” الى الحفيد ” عبد الوهاب” أول من قذف بي من جيل الأباء الى جيل الأجداد، لعل جيله يحقق للبشرية من آمال الحرية والعدالة ، وأماني الرخاء والسلام مالم تستطع أجيالنا أن تحققه”
.. رواية لست وحدك هي أكثر رواية محببة لدى ” السباعي” فقد قال عنها في مقاله عام ١٩٧٢ لمجلة ” الجديد”:-
(كانت رواية لست وحدك أحب أعمالي لما تحمله من الأفكار التي حاولت أن أعبر بها عما يجول في خاطري)
كما لو كان يدعو من خلالها رسالته في الحياة التي تتلخص في تحقيق الحرية والسلام وأن يعيش كل منا من أجل الآخرين وليس من أجله فقط كما قال في مقدمتها :-
” هذه أرضك الكبرى ودنياك الحافلة .. كرة ضئيلة في بحر الكون المتلاطم .. ومضة من ملايين الومضات في السماء الفسيحة .. لست في الكون وحدك .. انما الله أحد .. الله الصمد “
رواية لست وحدك
للكاتب يوسف السباعي
أول باب أطرقه للدخور إلى عالم يوسف السباعي وليس الأخير بالتأكيد
الرواية تصنف من روايات الخيال العلمي المثيرة للجدل ، لماذا تثير الجدل ؟
الكاتب يتحدث في الرواية عن مجموعة من الاصدقاء يذهبون الى رحلة في الفضاء الواسع ليسقطوا على احد اقمار المريخ ، ابطال الرواية مختلفون في الشخصيات والطبائع والمهن ، منهم المتعلم ومنهم غير المتعلم ، ولكن كان مصيرهم واحد ، الى السماء السابعة في الفضاء الشاسع ، يصعد بهم الصاروخ في رحلة استكشاف لأحد اقمار المريخ لنكتشف نحن ما يمكن عمله عندما تتعطل بك المركبة في الفضاء وما الامكانيات اللتي ستملكها ، في المغامرة الشيقة الممتعة كيف سيحول الرواد مصير هذا القمر الصغير ، كيف سيعيدوا إحياؤه ، هل سينجحوا في استعمار السماء بعدما ضاقت بمهم الأرض ، كيف تعاملوا مع هذة الكائنات الجديدة عليهم ، هل تقبلوا ما فعلوه ، ولكن هل كان لهم الحق في تدمير او تعمير هذه المستعمرة بدون إذن او رجوع الى اهلها، هو الطمع البشري اللذي يؤدي بصاحبه الى التهلكة .. ليس لديهم سوى أيام معدودة يقوموا بما يحلوا لهم على متن المركبة الصغيرة ، تحليلاتهم عن الحياة والحب والجنس والزواج والسلطة ، وكيف يرون الأرض وكيف يرون القمر ، وهل كان حكمهم على اهل القمر عادل ؟ ام ظلموهم وظلموا انفسهم .
هكذا عندما يحدد الانسان مصير الشعوب ويمنح نفسه مكان الآلهة والحاكم والمعطي ، كيف ستجري الأمور بعد ذالك ؟ هل تخلصوا من ظلمهم على الأرض ليجيؤا ويظلموا من في السماء البعيدة بغير حق ؟
كان حكم الانسان بغرس الاحتياجات البشرية من حيث الرغبة في البحث على الطعام والجنس والتميز هو الضربة القاضية .
فكان يوسف السباعي يحاكي وجود الحاكم الغير عاقل في مصير الدول والشعوب .
يوسف السباعي يقوم بإثارة ذهني في أول مرة اقرأ له أحد أعماله ، طالما سمعنا عن هذه الأعمال المثيرة للجدل ، فهل كانت هذة الرواية أكثر الروايات جدلا؟
يحكي يوسف السباعي قصة أحد الصحفيين في مجلة من المجلات ويكون بصحبته دائما تابع له وهو فرَّاش المجلة ، وأيضا العنصر النسائي وهو إحدى صاحبات الجمال والسيط الواسع ، ذات الابنين المطلقة اللتي تعلقت بالصحفي اللذي كان هو مدخلها لباب الشهرة .
يذهبون بصحبة الخبراء الى رحلة في سفينة فضائية لسطح احد اقمار المريخ بهدف الاستكشاف ، يحدث ماكان لا يخطر على بال ، يقررون حكم القمر بمن عليه وفرض عليه سلطانهم وكونهم الآلهه فيه ، لكي يبدأوا في تحويل كل الحياة اللتي عليه على اهوائهم ، يحركونهم ويبثون فيهم الرغبات اللتي يشعرون بها ، يحدث الخراب الكامل ، تكون مصائرهم في أيدي البشريين الطامعين في السلطة بغير حق ، من الاعلى يحكمون ولا ينزلون لشؤون الرعية ، يحاولون الاصلاح وفي كل مرة يذهب الأمر لما هو أسوء .
من الممكن ان تحكم نفسك بخبرتك ولكن حكمك لشعب بأكمله سيحتاج الى خبرة شعب بأكمله لكي لا تعم الفوضى والضجر ، ليس لديهم الكثير من الوقت ايامهم معدوده ، هل ييعودون الى موطنهم ويتركون هذة المستعمرة تأكل بعضها البعض ؟ ام يعيدون كل شيئ الى أساسه الأول ؟ الى نا ستؤول الاوضاع ؟ هل يجربون النزول الى الرعية والتعامل معهم ؟
هكذا يكون حكم الشعب للشعب من الاعلى الى الاقل ، كيف سيكون العبد يوما معبودا وإلها يحكم من الأعلى ؟
عودتهم الى الأرض كيف كانت وماذا حكوا ؟
يقوم يوسف السباعي بطرح الاسئلة ليتركك أنت وعقلك لتأكلوا بعضكم البعض حتى تناموا وتحلموا بالإجابة .