ماذا حدث للمصريين

نبذة عن ماذا حدث للمصريين

كر وعالم الأقتصاد والكاتب جلال أمين، بالعودة إلى الماضي تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام ١٩٥٥ ومن جامعة لندن حصل على الماجستير والدكتوراه، ومن ١٩٦٥ إلى ١٩٧٤ عين بمنصب أستاذ الاقتصاد بكلية حقوق عين شمس، ومن ١٩٧٨ إلى ١٩٧٩ عمل أستاذا زائرا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، وفي نفس العام كان استاذا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتوفي عام ٢٠١٨.

أما عن السبب الذي كتب من أجله كتاب ماذا حدث للمصريين فتحدث عنه الكاتب في الطبعة الأولى منه، طلبت مجلة الهلال من الكتاب رأيهم بشأن ملف افتتحته بعنوان ماذا حدث للمصريين ورحب د. جلال بتلك الفرصة لأهميتها وتأثيرها في الحاضر الذي ترتب على ناتج قرارات خلال نصف قرن من عام ١٩٤٥ إلى ١٩٩٥ في شكل مجموعة من المقالات التي نشرت بكتاب واحد، وقد لاقى نجاحا لما يطرحه من أفكار وتحليل للواقع بطابع أكاديمي بالإضافة إلى رأ الكاتب الخاص.

لماذا يجب أن نقرأ كتاب ماذا حدث للمصريين؟
يبدأ كتاب ماذا حدث للمصريين بمقالة عن الحراك الاجتماعي وينتقل من وتر إلى آخر عن التغييرات التي طرأت على المصريين في عناوين فرعية تنسدل وتطرح بقوة، ولعل أبرزهم التغريب، أسياد وخدم، اللغة العربية، الموسيقى والغناء، الاقتصاديين المصريين

في الحراك الاجتماعي يناقش سياسة الانفتاح والهجرة اللذان يسببان الإسراع من معدل الحراك الاجتماعي (هو الوضع الذي يشير إلى إمكانية تحرك الأشخاص أو الجماعات إلى أعلى آو أسفل المكانة الاجتماعية) وتغير طبيعته ولكنهم ليسوا المسئولين الوحيدين عنه.

لأن جذور التغيير تمتد ما قبل السبعينات أي ما قبل تطبيق سياسة الانفتاح وتسارع معدل الهجرة ومن ذلك يريد الكاتب توصيل فكرة أن إهمال ظاهرة الحراك الاجتماعي والتغاضي عن أثرها في مختلف مظاهر السلوك الاقتصادي والاجتماعي من شأنه حجب أعيننا عن المظاهر الإيجابية لتلك السياسة، لذا لا داعي أيضا للتشاؤم بمستقبل التنمية والثقافة في مصر على المدى الطويل.

لكن بسبب ذلك الإهمال من قبل الاقتصاديين وعلماء الاجتماع لن نستطيع فهم التغيير في أنماط الاستهلاك أو الاستثمار وأنماط السلوك الاجتماعي والتفكير.

فما هو التحول الخطير في طبيعة ومعدل الحراك الاجتماعي في مصر، وما هي أسبابه وآثاره؟ وتفسير أزمة الاقتصاد والوضع الراهن؟

في جزئية الهجرة إلى بلاد النفط يشرح ظاهرة تدفق الأموال إلى أهل المغتربين لمساعدتهم في كسر حاجز الفقر والصعود لطبقة أعلى مما كانوا عليه قبل الهجرة، والتضارب يقع بسبب عدم قدرتهم على الامتثال باتباع حياة الطبقة العليا كما هي.

ظاهرة تقليد الغرب يناقشها الكاتب بكيفية تأثيرها على المجتمع بفرض أسلوب حياة معين واتخاذها رمزا للتقدم والحداثة وبالتالي همشت القيم والمبادئ والهوية المصرية الاصيلة

كما تناول الكتاب ظاهرة الأفراح في فترة منتصف القرن العشرين وبين ما آلت إليه الأمور، تحول مظاهر الفرح البسيطة كإقامة الاحتفال داخل المنزل أو حديقته أو حتى على سطحه والتي اقتصر حضورها على الأقارب في تلك الفترة الزمنية، ثم جاءت سياسة الانفتاح فاتخذت الأفراح منتصف السبعينات مظهر من مظاهر الثراء وشعور المجتمع برغبة في فرض عضلات قدرة أفراده دخول تلك المنافسة،

التي تجسدت في من يستطيع صنع أكثر الأمور التي تحتاج إلى الكثير من المال، والتي لن تزيد من فرحة العروسين في شئ، فقط من أجل إثبات أنهم ينتمون إلى الطبقة العليا

ثم يتجه د. جلال بقلمه إلى المجتمع التكنولوجي والغزو الذي حول الأفعال إلى أسماء، تحول فعل السير على الأقدام إلى اسم السيارة، بينما مجهود تنظيف الملابس على اليدين إلى غسالة كهربائية، والتجمعات الأسرية وتبادل الأحاديث وجها إلى وجه أصبح تحت أسم الهاتف

الابتعاد عن اللغة الأم لتغير المناخ الثقافي في التركيب الطبقي، أظهر القاب خلاف ما اعتاد المصريون على تداولها، تحول المهندس إلى كهربائي، والدكتور إلى ميكانيكي والعكس صحيح، أما الرائج كلمات عامية مثل (ماشي، طنش)، واحتلت الكلمات الإنجليزية بيت اللغة العربية، فأطلقت على المأكولات، وأسماء الموسيقى، وحتى الأفلام، وقد لاقت نجاحا وأصبحت حديث الساعة.

وأخيرا يقول د. جلال أمين عن سبب انتشار كتاب ماذا حدث للمصريين هو العنوان الذي جاء في إطار سؤال يعمم على حال المصريين جميعا، وقد تولدت الفكرة في عقل الكاتب قبل طرحها على الورق بعشر سنوات، حيث ربط تعرض الواقع المصري إلى ظواهر من نوع جديد على ما عاصره أدى إلى ظهور ثلاث طبقات، طبقة دنيا، ومن ثم متوسطة وفي نهاية الهرم الطبقة المرتفعة. وحدث خلل في ميزان الأمور، فقد بدأت الطبقة الدنيا في الصعود، والعليا في الهبوط بشكل معاكس.