الدكتور النفسي يحيى راشد يستأنف عمله في مستشفي العباسية بعد عزلة لسنوات ليجد مفاجأة في انتظاره في عنبر ٨ غرب.
احصل علي نسخةبعد خمس سنوات من العُزلة الاختيارية للدكتور يحيي راشد ، الطبيب النفسي، تدفعه الظروف أن يستأنف عمله في مستشفي العباسية للصحة النفسية مرة ثانية… لكن لم تكن عودته عادية، ففي يوم الأول وهو يعاين ملفات المرضى وجد مفاجأة صادمة في ترحب بعودته وتسحبه في دوامة من الغموض…
بدأ يحيى عمله في قطاع المستشفى ٨ غرب للصحة النفسية ، قسم علاج المسجونين الخطرين والمحبوسين على ذمة القضايا فى مستشفى العباسية، حيث يتم احتجازهم فى المكان، لحين انعقاد لجنة فحص المرضى. يقابل يحيي صديق قديم، يحمل إليه ماضياً جاهد يحيى من أجل أن يمحوه من ذاكرته ، و يصبح مصير هذا الصديق فجأة بين يحيى.
تُفتح أبواب الماضي على مصراعيها بعودة حب قديم لحياة يحيى يزيد من حيرته ونغوص معه في أفكاره المحيرة “أعرف أن وقتاً كافياً قد مر. لأنسى أو أتناسى. أعرف أن أفضل علاج للقلب المحطم .. هو أن يتحطم مرة اخرى.”
وفي وسط الزحام الذي حل على حياة يحيى الرتيبة، تقع بالصدفة بين يديه أداة لا يعرف إذا كانت تساعده على الوصول للحقيقة أم تدفعه إلى الحافة للجنون…وهي الفيل الأزرق.
ندخل مع يحيى في رحلة استكشافية مثيرة مليئة بالعوالم الغريبة والخيالية ، ليظهر بها الكاتب الخبايا النفسية للبشر وغرائبها ، تتوالي المفاجآت على الدكتور يحيى ، وتنقلب حياته رأسا على عقب ، حتى تتحول مجريات الرواية من محاولة لاكتشاف حقيقة صديقه ، إلى رحلة مثيرة للأعصاب لاكتشاف نفسه أو ما تبقى منها ، بعد أن إجتاز يحيى راشد حرباً داخلية قد إلتهمت جسده وروحه ، وشعور الذنب القاتل الذي يطارده دائمآ.
تجرفنا الرواية من قتل وغموض إلى أجواء ما وراء الطبيعة ، لإيجاد عالم أخر يقبع خلف تلك القضية ، و كيف تتغلب الظروف القهرية على معتقدات الإنسان حتى إن جاهد لكي لا يصدقها ، تأخذنا أيضا الراوية إلي بعد زمني بعيد ، حيث تنقلنا من بين صفحات التاريخ إلى أحداث وقعت في الحقيقة ، وتظهر عبقرية أحمد مراد في جعل التوافق ما بين الحاضر والماضي رائعا، مستغل جرائم وأحداث حدثت في مصر ، و يعطيك نظرة شاملة لأجواء القصة من كافة الأبعاد.
أيضا ما يجعل رواية الفيل الأزرق مميزة ، هي الحرب النفسية التي قد نشأت في الحوارات ما بين أبطال القصة ، حيث أن قوة الحوار تكون في أقصى مستوياتها ، وكيف يتم التلاعب العقلي من قبل الدكتور يحيي وصديقه ، مما يجعل عقلك يعمل بأقصى طاقته لاستيعاب الحديث المحكم فيما بينهما. الرواية قد كتبت بالفصحى ، والحوار بالعامية، من أجل إضافة نكهة مميزة للقارئ ، وحتى لا يمل ، وإيصال أجواء القصة إلى القارئ بطريقة ميسرة و ممتعة.
رواية تمتاز بالطابع التشويقي المنغمس في الغموض والرعب ، تعيش في أجوائها جميع الأبعاد والمغامرات التي تبحث عنها ، حيث تسبح في أكثر من عالم لكي تصل فقط إلى إجابة أسئلتك.
رواية الفيل الأزرق من تأليف الكاتب أحمد مراد ، تم تأليفها عام ٢٠١٢ من دار الشروق للطباعة ، والتي تم تحويلها فيما بعد إلى عمل سينمائي بعنوان الفيل الأزرق ، وهي ثالث رواية للكاتب أحمد مراد ، وقد نالت تلك الرؤية المركز الأول في مبيعات الكتب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام ٢٠١٣ ، و رشحت الرواية في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام ٢٠١٤ .
الفيل الأزرق فى رأيى هى من أجمل ما كتب الكاتب أحمد مراد
وذلك لما تحمله من فكر جديد لقصص الرعب والجان والمس الشيطانى والمرض النفسى .
بطل الرواية دكتور يحي الذى يحمل من الندم واللوم للنفس ما يكفى ليجعله يموت فى اليوم مئة مرة ،فترك حياته وعمله ومستقبله وقرر أن ينتحر بطريقته عن طريق عزلته عن البشر إلا من مايا صديقته التى كانت بالنسبه له الملاز والنسيان والأنتحار فى نفس الوقت فمعها كان يقتل ضميره وندمه وحياته بالغرق فى الملذات والخمر والممنوعات حتى يتوقف عقله ولو لساعات يوميا عن التفكير واللوم والندم عن كونه كان السبب فى الحادث الذى أدى الى موت زوجته وأبنته بسبب تناوله للخمور وقيادة سيارته عائدا بهم على الطريق الصحراوى مخمور لتحدث الحادثة الى على أثرها توفت زوجته وأبنته ومنذ ذلك اليوم ولمدة خمس سنوات كان ينتحر يحي بطريقة غير مباشرة حتى يأتى اليوم الذى تبدأ معه حياة يحي للأنعطاف فى منعطف جديد عندما يصله خطاب من الشئون القانونية لمستشفى العباسية للأمراض العقلية لأمتناعه عن الذهاب للعمل ويقرر الءهاب ومقابلة رئيسته فى المشفىالتى ترثى لحاله ولتخبطة وتترجاه للرجوع الى المشفى والعمل على إنهاء رسالة الدكتوراه .ويستجيب يحى ومع اول دخول له فى المستشفى تأتى حالة لرجل قتل زوجته ويدعى أن من فعل ذلك ما يتلبسه وتسند الحالة ليحى ومع ملف الحالة يفاجأ بأنه صديقه القديم وأخو حبيبة عمره الوحيده التى فشل بالأرتباط بها
وتدور الروايه مع محاولات تواصل يحى مع صديقه كمريض لوضع تقرير عن حالته العقلية حتى يقرر من خلاله هل هو مذنب ام لا ….. ومع مرور الوقت والاحداث تظهر لبنى حبه القديم فى المشهد ليزداد شعوره بجرح حاول كثير لمداواته بالجواز تارة وبصداقة مايا تارة فشلت كل المحاولات مع ظهور حبه القديم وتستمر أحداث الرواية فى التصاعد وفضول يحي لكشف سر صديقه واللغز الذى يخفيه ومع عرض مايا عليه مادة جديده تنسيه الواقع تسمى بالفيل الأزرق يبدأ يحى فصل جديد فى حياته بين الواقع والخيال بين الحاضر والماضى البعيد فى عصور بعيدة وأكتشاف اللغز .
أستطاع أحمد مراد أستخدام قصة قميص المأمون الموجود فى المتحف الإسلامى وتوظيفه جيدا فى الرواية بأن ينقلنا الى عصر له سحر خاص وبرع فى تفصيل الأماكن وشرح الأحداث وتنقل بنا بكل سلاسة بين الواقع والخيال والحاضر والماضى بوصف دقيق للمشاعر حتى أننى بعد قرأة القصة من ٢٠١٢ الى يومنا هذا اذكر كل حدث وطريقة وصفه للمشهد وده إن يدل على براعة الكاتب فى إندماجى فى الرواية وكأننى جزء منها أعيش أحدثها أندمج مع أبطالها
فى رأيى المتواضع أن الفيل الأزرق من العلمات التى كتبت فى تاريخ روايات الإثارة والغموض ومهما مر عليها الزمن فلن تفقد بريقها ودائما متشوقه لقرأتها
وأرجو من الكاتب أن يكتب رواية فى روعة وجمال ولغة الفيل الأزرق
#مسابقات_رشحلى
#iread_rasha7ly
#آثارة_غموض