يأتى الخُطاب كل يوم طامعين فى ود صفية أجمل بنات القرية ، لكن القلب يأبى غير حربى ، الشاب الوسيم السارح بعيداً عن هذا الحب...
احصل علي نسخةواحدة من ملاحم الصعيد و بالتحديد فى محافظة الأقصر ، ما بين الدير و البلدة الصغيرة ، العقل وسوء التدبير ، صفية و حربى ، طرف غارق في الحب و طرف غافل لا يعبأ بذلك الحب الكبير فى القلب الصغير ، يأتى الخُطاب كل يوم طامعين فى ود صفية أجمل بنات القرية ، لكن القلب يأبى غير حربى ، الشاب الوسيم السارح بعيداً عن هذا الحب، يجرى وراء الطرب و الغوازى ، حتى أنه حين تقدم لطلب يدها طلبها لأحد غيره دون أن يكترث لذلك الحب الظاهر للجميع ، مقللا من قدر صفية و قلبها الحزين فتقبل الفتاة الزواج ردا على تلك الإهانة .
و فى بلدة صغيرة تكثر فيها الشائعات و الأحقاد ، تنقلب الأحوال و تدور الأيام دورتها و يتحول الحب والود إلى رغبة فى الانتقام و الثأر ، و يتحول ذلك القلب الصغير الذى طالما امتلأ شوقاً و عشقًا إلى بركان من النيران المستعرة ، و تتحول تلك الشابة الصغيرة إلى عجوز حاقدة رغم أنها لم تتجاوز الثلاثين و لكن العمر ليس بالأيام والسنين ولكن بمكابدات الدهر و ما ألقاه علينا القدر من هموم ، ضاقت بحملها الصدور ففاضت على سائر البدن و يتحول ذلك الشاب المطرب الوسيم إلى هارب يفر من ذنوب لم يقترفها ، و يدفع ثمن أخطاء لم يفعلها ، ولا يعرف أن كل ذلك كان ثمن حب أهمله فجنى عليه بالعذاب العمر كله .
تدور الرواية على لسان أحد أبناء القرية الذى يبدأ معنا طفلاً صغيراً حتى نصل فى النهاية إلى بلوغه الجامعة و تغير أحواله مثلما تغيرت كل أحوال البلدة و الدير و الناس ، و ضعفت العلاقات و نسى الناس ما كان من ود ووصال ، و يسأل الراوى نفسه متمنياً لو رجع مرة أخرى طفلا صغيراً يذهب بحماره إلى الدير ليهدى لهم الكحك يوم العيد و يتجول فى أنحاء الدير متأملا فى لوحاته و أبنيته العتيقة .
تعرض الرواية أيضا العلاقة القوية بين عنصرى الأمة من خلال علاقات الود بين سكان القرية المسلمين و الدير الواقع على أطراف القرية و تبادلهم التهنئة و الكحك فى الأعياد ، كما تطرأ الكاتب للصداقة القوية بين الراوى و رهبان الدير و زياراته المتكررة رفقة والده الشيخ الوقور إلى الدير .
و تحكى الرواية أيضا عن الحزن الكامن فى قلوب المصريين منذ نكسة يونيو و عن رغبتهم جميعا فى الأخذ بالثأر و استرداد الأرض و الكرامة و حرص جميع المواطنين على تلبية نداء الوطن و تطوع الشباب فى بناء الجيش من جديد.
هى ثالث روايات بهاء طاهر ، حققت تلك الرواية نجاحاً كبيراً و تم ترجمتها إلى أكثر من لغة ، وتم تحويلها إلى مسرحية و إلى مسلسل تلفزيوني بنفس الاسم من بطولة ممدوح عبد العليم و بوسى و ثناء جميل و حمدى غيث وعمر الحريرى ، ومن إخراج / إسماعيل عبد الحافظ و حقق المسلسل نجاحا كبيراً لا يقل عما حققته الرواية.