نقطة النور

نبذة عن نقطة النور

في نقطة النور، العائلة هي الكيان الذي يحتضنا ويحتوينا، الأشخاص الذين نلجأ إليهم أولاً وقت الحاجة، المكان الذي نشعر فيه بالأمان والراحة. يأتي على العائلة مشاكل وأزمات تظهر مدى قهوتها وترابطها. كل فرد داخل العائلة مرتبط بالأخر، مسئولية مشتركة في الاعتناء ببعض، الإحساس بمشاعر بعض، سند لبعض. ماذا لو حدث خلل في تلك العائلة؟!

الكل سيتأثر! الحياة لن تعود كما هي، ستتغير الأحوال داخل المنزل ومع الآخرين. في بعض الأحيان بسعي أفراد العائلة إلى جمع الشتات بقدر استطاعتهم، لكن لا يوجد شيء يرجع إلى حالته الطبيعية دون أن يتأثر وتغير بعض القواعد من أجل تحقيق الاستقرار العائلي مرة أخرى.

نقطة النور التي يسعى الإنسان دائمًا أن يجدها في حياته، لترشده إلى طريق الصواب. لتدله على الصدق في ظل العتمة التي تحيط به. بطلنا في هذه القصة رجل كبير جاوز سن المعاش يحاول أن يجد نقطة النور التي تنير حياته وحياة عائلته معه.
حضرة الباشكاتب بعد خروجه على المعاش وضحت له أمور كثيرة عن تصرفاته في عمله ومع عائلته. كان في حيرة دائمًا هل هو على صواب أم هو على طريق مظلم يحتاج فيه إلى نقطة نور تنير ما بقي من طريقه؟

من جهة أخرى حياة حفيده “سالم” الذي ارتبط به كثيرًا واعتبره كصديق له. حياة هذا الشاب لم تكن هادئة بل كانت مليئة بالصراعات وعدم الراحة. كان يسعى في أن يجد الراحة والسكينة حتى ظهرت في حياته “لبني” زميلة الكلية. كان الخوف يتملكه في أن يكون غير كاف لها لما به من مشاكل.

من الجهة المقابلة كانت لبني لديه مشاكلها الخاصة أيضًا، كانت تسعى أن تخفي ما بداخلها وأن تعيش مختبئة بسبب ما مرت به، فعائلتها أيضا لم تكن هادئة أو سعيدة بل كان يملؤها الغضب والكراهية والسعي إلى إضعاف الطرف الآخر مهما كانت النتيجة.

عائلة الباشكاتب حدث لها ما لم يكن يتوقعه، بعد ما كانت أسرة هادئة، أصبحت أسرة محاطة بالمشاكل من كل جانب. كل فرد في هذه الأسرة حتى هو نفسه لديه مشكلة قلبت حياته رأسًا على عقب، وتحول منزل العائلة الهادئ إلى العكس تمامًا. مما دفع كبير العائلة للسعي لإيجاد الحل والوصول إلى طريقة يحصل بها على الطمأنينة.

يقابل كل فرد في هذه العائلة شخصًا آخر يغيّر حياته للأسوأ. الجميع يحتاج إلى نقطة النور حتى يفهم ما يدور حوله وله من متاعب وإرهاق نفسي وجسدي يعكر عليه وعلى من حوله حياتهم.

كل فرد ينقصه شيء في حياته حتى يعود ليشعر بالأمان والاستقرار. كانوا يعتقدون أن ما يفعلونه صحيح لكن مع الأيام اتضح كل شيء وظهرت الحقائق بالتدريج. يحاولون التأقلم مع متغيرات حياتهم بهدوء واستسلام للقضاء وتصديق لحقيقة أنك قبل أن تشجع على البدايات كان يجب أن تفهم أنك لا تستطيع أن ترسم النهايات.

في نقطة النور فتح الكاتب بهاء طاهر نوافذ الفكر مشرعة على الاستقراءات الاجتماعية وحتى التاريخية ويقترب معه القارئ أكثر وأكثر من الاشتقاقات الروحية. تنطلق عباراته شفافة في مدى الجانب الصوفي، وتأتي معانيه مترعة بالشوق واللهفة إلى بلوغ مراتب السموّ على دروب معالج السالكين. تتألف هذه كله دونما نفور عند انعطافة للحديث عن الجسد وعن الإنسان بحالاته البشرية. وتتخذ هذه كلها لتشكل نقطة نور تضيء النفس.