مقتل الكومنداتور

نبذة عن مقتل الكومنداتور

رواية مقتل الكومنداتور أحدثت ضجة هائلة فور صدورها في اليابان عام ٢٠١٧ خاصة أنها تعرضت لعرض أحداث مذبحة “ناجنغ” المؤلمة، والتي قتل على إثرها ربع مليون شخص في اليابان حينما قام الجيش الياباني بارتكابها في أحد المدن الصينية عام ١٩٣٧… ولكن على الرغم من الجدل الذي أثير حول الرواية إلا أنها من أهم الروايات التي مازالت تدفع كاتبها للترشح لجائزة نوبل في الآداب…

رسام ياباني شاب في الثلاثينات من عمره يتمتع بموهبه فائقة في رسم البورتريه ويتمتع بحياة هادئة مع زوجته التي يعشقها، ولكنه يفاجأ بطلبها الطلاق منه نظرا لأنها لا تحبه وقلبها ملك شخص آخر، يصاب بالاكتئاب ويعتزل الرسم ولكن يتصل به أحد أصدقائه نجل أحد الرسامين اليابانيين المشاهير وهو الرسام “آمادا” الذي قام بإيداعه أحد دور الرعاية الصحية نظرا لإصابته بمرض الزهايمر.

يتجه الرسام بالفعل إلى ذلك المنزل المجهول الذي يقع في مكان هادئ بعيد في أحد الغابات بالقرب من المحيط وتحيط به هالة من السكون والهدوء المرتبطة بالرعب والغموض…. وتتوالى عليه أحداث غريبة خارجة عن المألوف تبدأ بسماع صوت جرس ضخم مدفون تحت مجموعة من الأحجار في حديقة المنزل ترى كيف يدق ذلك الجرس وهو مدفون تحت الأحجار وما هي الرسالة التي يريد إرسالها من خلال دقاته؟؟؟

ثم تتوالى المفاجأت التي تحدث للرسام حيث يتفاجأ بخروج صورة رسمها “آمادا” في لوحة شهيرة له وهي لوحة “الكومنداتور” وتتجسد تلك الصورة في صورة شخصية حقيقية تريد أن تروي للرسام حكاية تاريخية وتصحبه في رحلة نحو الماضي ترى هل سيصدقها وسيذهب معها إلى تلك الرحلة أم لا ؟

وتتوالى خروج الشخصيات الشبحية للرسام التي ربما هي أرواح عائدة من الماضي أم مجرد خيال خرج من بنات أفكار الرسام ومنها شخصية الطفلة “مارية” التي تعد غريبة الأطوار والتي طلب “منشكي” أحد السكان المجاورين للمنزل والذي ساعد الرسام في استخراج الجرس أن يرسم صورتها كي تتحول إلى شخصية حقيقية،

فقد ماتت في سن الاثني عشر عاما وقد كان يشك في أن تلك الطفلة ابنته.. هل وافق الرسام على رسم صورتها لتتجسد إلى حقيقة بناء على رغبة “منشكي” أم كانت لديه رغبة خاصة نظرا لان تلك الفتاه تشبه شقيقته التي توفت في مثل العمر ؟

مقتل الكومنداتور، أحداث غريبة ومتشابكة مزجت بين الإثارة والغموض والرومانسية والشر والواقعية والخيال من خلال حبكة درامية مختلفة كانت في بدايتها قصة اجتماعية رومانسية تصور جرح الزوج الذي تم الغدر به، وجرحت كرامته ومدى قسوة زوجته التي تخلت عنه،

ثم ينتقل بنا إلى منزل في مكان مجهول ملئ بالغموض وأحداث الرعب وكأنه ينتقل بنا من رواية إلى رواية أخرى مختلفة تماما ومن أحداث الدراما الاجتماعية إلى أحداث الرعب والخيال ثم يعود من خلال شخصياته المرسومة وأشباح المنزل إلى الماضي ليسرد لنا أحداث تاريخية ومعارك واقعية حدثت بالفعل وكانه ينتقل بنا نحو رواية ثالثة تصنف ضمن السير الذاتية والتاريخية …

توليفة غريبة من الأحداث المتشابكة المعقدة التي لم تحرم القارئ من متعة الخيال والتصور، ولم تبخل عليه بالمعلومات التاريخية، وقامت بدمجه في حكاية اجتماعية رومانسية لن يستطيع أن يجدها إلا في حبكة درامية متفردة تسمى: مقتل الكومنداتور