عالم صوفي

نبذة عن عالم صوفي

عالم صوفي هي رواية فلسفية للكاتب جوستاين غاردر، فما هي الفلسفة؟ الفلسفة هي شيء لا يُمكن تعلمه حسب رأي غاردر، لكن يُمكن تعلم التفكير بطريقة فلسفية، أي نطرح الأسئلة التي تبعث فينا روح البحث والسعي، رغم أن ليس لكل الأسئلة إجابات مُقنعة؛ فهي مجموعات من وجهات النظر المُتبادلة والمُتغايرة.

في تلك الرواية الساحرة، يُقدم الكاتب الفيلسوف جوستاين غاردر مُقدمة شارحة للفلسفة الغربية وتاريخها، ابتداءً من طاليس في القرن الخامس قبل الميلاد، وانتهاءً بجان بول سارتر في القرن العشرين الميلادي.

صاغ الكاتب تلك الدروس الفلسفية في إطار رواية غامضة، تأسر لب قارئها، فحبكة الرواية تصاعدية الإيقاع، تبدأ بفتاة اسمها صوفي، تجد رسائلًا مُرسلة لها من شخص غامض، فيها شخصيات ونظريات فلسفية عديدة، تبدأ بالبحث عن ذلك الشخص، وأثناء ذلك تستمر المُراسلات بينهما، إلى أن يتقابلا، وهنا، تبدأ أحداث الرواية في التشابك والتعقد أكثر فأكثر، إذ استخدم الكاتب السخرية الرومانسية في روايته،

فصوفي ومُعلمها، ليسا سوى رواية داخل رواية أكبر، عالم داخل عالم أكبر، فهما في كتاب بعنوان “عالم صوفي” تحمله فتاة اسمها هيلدا، كتبه لها والدها السيد ألبرتو كناغ، فيلسوف يعمل في الأمم المُتحدة.

فيحاول كل من صوفي ومعلمها، التسلل من روايتهما للرواية الأكبر التي تشمل الشخصيات الأربعة، وينجحان، خاصة بعدما عثرت صوفي على كتاب في عالمها يحمل اسم “عالم صوفي”، فسمّته بالغراب الأبيض، كنايةً على الصدف النادرة والقدر العابث.

في ذلك العمل نتعرف على ألوان عديدة من الأدب، كالأدب الرومانسي وتطوره والأدب العبثي المسرحي وتطوره هو الآخر. كما يتناول العمل العديد من الشخصيات الفلسفية التي لا حصر لها، مثل: بارمينيدس، أناكساغوراس، هرقليطس، ديمقريطس، بروتوجراس، سقراط، أفلاطون، أرسطو، أفلوطين، دوجين، الرواقيين، ابن رشد، الغزالي، القديس أوغسطينوس، توما الإكويني،

وصولًا لفلاسفة عصر النهضة وعلمائه ككوبرينكوس، والمرحلة الأدبية القوطية الباروك التي اتسم بها ذلك العصر، مثل شكسبير وديفيد هيوم وديكارت وسبينوزا، ثم عصر التنوير، وفلاسفته كإيمانويل كانط وجون لوك وجان جاك روسو، ثم المرحلة الرومانسية في الأدب، مثل هيغل وشوبنهاور وكيركيغارد وداروين ونيتشة وفرويد،

فعصر الحداثة وما بعد الحداثة التي لم يذكر فيها سوى سارتر، وكأن الفلسفة توقفت عنده، ويُعاب على الكاتب تجاهله كتابات هايدجر وميشيل فوكو وجاك دريد.

ذلك العمل يُعد إبداعًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولذلك أهديه خمس نجوم؛ فهو يُعد مدخلًا لدراسة الفلسفة والتعمق فيها. كما يحاول الكاتب دفع الملل عن القارئ بحبك لغز مُحير تلفعت به الرواية. كُتبت تلك الرواية للشباب اليافعين الذين لم يتخطوا العشرين من عمرهم، داعيةً إياهم للبحث والسعي نحو المعرفة.

الكاتب: جوستاين غاردر – فيلسوف وروائي نرويجي، يعمل كأستاذ جامعي للفلسفة، اُشتهر بكتابة الروايات الفلسفية ذات الطابع الرومانسي الساخر؛ فيكتب رواية داخل رواية، ومن أشهر رواياته: عالم صوفي، عالم الأنا، فتاة البرتقالة.