كل الشهور يوليو

إبراهيم عيسى

رواية تطرح أسئلة عديدة وغامضة عن مواقف مبهمة لرجال السياسة والفكر والجيش والسرايا الذين التفوا حول حركة يوليو ٥٢ بين مؤيد أطلق عليها ثورة ومعارض أطلق عليها انقلاب.

احصل علي نسخة

نبذة عن كل الشهور يوليو

من رواية كل الشهور يوليو:

“كذَّب عينيه ثم لم یصدق أذنيه الجلبة التي اقتحمت غرفة نومه، اختطفت روحه من سباتها دون أي مرور على مراحل الخروج الیومي المنظم المتدرج من النوم إلى اليقظة، بل فزع اضطربت له كل خلجات جسده الذي انتفخ غیظًا وانكتم كظمًا، من نور محمر خفيض من وناسة أنيقة على جانب الفراش إلى ضوء كثیف یعري الغرفة، فتظهر أشباح طوال عراض كأنھا مصبوبة حول سریره، لم یقدر على أن یتقلب في فراشه،

فرغم ضخامة جسده وطول قامته فإن الالتفافات والتقلبات على المرتبة ضرورات ما قبل نزوله من فراشه، لكنھا الفجاءة التي تقلعه من نظامه الیومي إلى فوضى ترمي عقله بالحجارة، كلما تفادى فكرة سوداء لاحقته الحجارة بفكرة أكثر سوادا. أیحدث معه ھذا وھو مصطفى أمین، الاسم الرنان في الصحافة والسياسة؟ أحقیقي ما یرى؟لم یكن یومًا مناضلًا سیاسیا ولا یظن أنه سیكون، ولم یكن قطَ ممن یراھن على حصان خاسر بل ھو الجوكي نفسه وصاحب السباق وصاحب السبق.

لم یصل قطَ إلى حد أن تقبض عليه حكومة أو یعتقله القصر، لا يحرق جسوره، وحين یقتل سمعة أحد لا يترك أثرًا لبصمات أو بقعاً لدم.فكیف یقف ھؤلاء الآن، متجهمين مهاجمين بوجوه كریھة وكارهة؛ ثمانیة من الضباط بملابسهم الرسمية یرفعون بنادقھم ومسدساتھم ویشرعونھا في وجهه ویكادون یخزقون بھا عینیه؟”

هذا ما قاله إبراهيم عيسى على لسان الكاتب الصحفي مصطفى أمين حين تم القبض عليه هو وأخيه علي أمين عقب ثورة يوليو ١٩٥٢ في الفصل التاسع من رواية كل الشهور يوليو ليطرح للقارئ علامة استفهام مصاحبة لعلامة تعجب عن موقف كثيرين من السياسيين والأدباء الذي لم يكن واضحا تجاه الثورة؟

رواية كل الشهور يوليو هو المؤلف الأدبي الأخير للكاتب المبدع ابراهيم عيسى والتي صدرت منه الطبعة الثانية في نفس اصدار الطبعة الأولى وفقا لمقالة جريدة الشروق، مما أشار الى أن الرواية التهمها القراء فور صدورها، على الرغم مع أنه لم يكن متوقع صدور الرواية فقد كان قراء عيسى في انتظار الجزء الثالث من ثلاثية القتلة الأوائل .

ولكن فاجأهم عيسى في الثامن عشر من أكتوبر عام ٢٠٢٠ بإصدار رواية كل الشهور يوليو عن دار الكرمة والذي يعد المؤلف العاشر لعيسى التي تصدره دار الكرمة.

تدور أحداث رواية كل الشهور يوليو بين مدينة القاهرة بمصر، ومدينتي كابري وروما بإيطاليا في الفترة الزمنية ما بين الثالث والعشرين من يوليو حتى قرابة نهاية شهر أكتوبر من ذات العام وبالرغم أن الرواية لم تؤرخ سوى ثلاثة أشهر من تاريخ مصر إلا أن صفحاتها قاربت السبعمائة صفحة.

طرحت رواية كل الشهور يوليو أسئلة عديدة وغامضة عن مواقف مبهمة لرجال السياسة والفكر والجيش والسرايا الذين التفوا حول حركة يوليو ٥٢ بين مؤيد أطلق عليها ثورة ومعارض أطلق عليها انقلاب.

ترى هل كان الملك فاروق هم الملك المخلص لشعبه و العامل الرئيسي لنجاح ثورة يوليو ٥٢ حين تنحى عن منصبه بخضوع مؤمنا أن ذلك من أجل سلامة شعبه؟ وما هي خلافته مع ناريمان زوجته ومع اخواته الأربعة ومن منهن استطاع البقاء ومن رحل معه الى كابري بايطاليا؟ ترى هل كان عبد الناصر إخوانيا ارتفع صوته بقسم الإخوان قبل طرد الملك ثم انقلب عليهم وعلى مؤيدهم محمد نجيب ليستأثر بالحكم؟

وهل كان مصطفى أمين وعلي أمين من رجال السرايا الذين هاجموا الثورة؟ وهل كان سيد قطب اشتراكيا ناصريا قبل ان يكون زعيما إخوانيا يؤيد عبد الناصر ويشيد إليه بمقالاته الصحفية ؟

أسئلة كثيرة طرحها عيسى في روايته استند فيها الى العديد من المراجع التاريخية والمقالات الصحفية والمواقف الحياتية

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

تعلقات على "كل الشهور يوليو"

  1. Mina Said يقول Mina Said:

    ” كل الشهور يوليو ” للكاتب الكبير الأستاذ “إبراهيم عيسى ”

    ” نستطيع أن نقول : أن إبراهيم عيسى واقف عند آخر خط الرواية التاريخية .. حيث الألتزام الشديد بالوقائع والشخصيات الحقيقية .. البطولة والأهمية القصوي دائما للحدث نفسه .. يتصدر دائما المشهد ويأتي دائماً قبل رؤية الكاتب الشخصية نفسها ”
    ( عمرو المعداوي ..مراجعة رواية “كل الشهور يوليو” علي قناته “الروائي” )  
    Amr El-Maadawy
    #الأحداث : _ 
    يتعرض الأستاذ الكبير والكاتب الصحفي إبراهيم عيسي في رواية ” كل الشهور يوليو ” بالسرد والتوضيح وبيعرض أهم شهر في تاريخ مصر الحديث وما ترتب عليه من أحداث وقرارات هامة في مصير البلد لها بالغ الأثر علي الناس وقتها وفيما بعد وربما حتي الآن ! (وربما هذا ما يفسر اسم الرواية)

    يُقدم الاستاذ “إبراهيم عيسى” أحدث رواياته بعبارة :_ “إلى الذين يبحثون عن الحقيقة، إنها تبحث عنكم”…
    ثم يتبعها بتنويه بالغ الوضوح يقول فيه: “كل شخصيات هذه الرواية حقيقية، وجميع أحداثها تستند إلى عشرات المراجع والمصادر، من مذكرات ويوميات ووثائق ودراسات وشهادات مسجلة وسجلات رسمية وكتب ودوريات” … فى تأكيد مباشر إلى أن الرواية لا تُغرق فى الخيال السردى على حساب التوثيق….
    كما أشرنا أن “الحدث” هو البطل في الرواية .. ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ 
    من هم الضباط الأحرار ومن هو زعيمهم .. ومن زعيمهم الحقيقي😉 .. وكيف أن عدد بسيط من ضباط الجيش قام بإنقلاب تحول اسمه إلي “حركة” ثم تحول الأسم إلي “حركة مباركة” ثم في النهاية “ثورة” ؟؟!!…
    تنحي الملك فاروق وتنازله عن الحكم لابنه فؤاد _الرضيع_ ومغادرته البلاد إلي أيطاليا علي السفينة “المحروسة” .. حزب الوفد .. الأخوان المسلمون .. الأحزاب السياسية … شخصيات سياسية وعسكرية بارزة والإشارة لإنتماءاتهم 😎😎….. المشهد السياسي ككل في تلك الفترة الدقيقة والهامة في تاريخ البلاد -مصر- …👌👌
     و اختيارات الضباط بعد نجاح ما قاموا به هل يبقوا علي الحياة السياسية القديمة والدستور ولا يطبقوا الديكتاتورية..أم تُطبق الديكتاتورية وليكن ما يكون؟!..
    كل هذة التساؤلات وأكثر يطرحها العمل في صورة أقرب لفيلم وثائقي…👍👍
    😍بل ستنبهر بمعلومات كثيرة جديدة لو لم تكن قرأت عن هذة الفترة من قبل …. 👌👍

    🌹# اللغة والأسلوب: _
     الحقيقة كعادة الأستاذ إبراهيم عيسى لغته قوية متمكن من حصيلته اللغوية بشدة .. يداعب ذهن القارئ دائما بمفردات ومترادفات ممتعة .. أضف إليها في هذا العمل حكي سهل وسلس وممتع .. سرد بلغة فخمة عميقة تشعر انها السهل الممتنع … جاء بها العامية في بعض الحوارات في أضيق ما يكون…
    أهتمام الأستاذ بالتفاصيل في الوصف للمكان والشخصيات بلغته الراقية الواضحة جعلني امام مشاهد سينمائية مصورة في رواية مكتوبة بشكل فيلم وثائقي كأقوي ما يكون … أقرأ وكأنني أشاهد وأستمتع….. 
    وأستمع وأنا مستمتع … بالحقيقة …😍😍

    🌹# الشخصيات :_ 
    الحقيقة الشخصيات كثيرة جدا .. مرسومة بدقة لغوية متناهية .. أعتقد أن الأستاذ إبراهيم عيسى أستطاع أنه يتغلب علي مشكلة كثرة الشخصيات في العمل بحيلة أدبية ذكية جدا وهي “تعدد الرواه” … فستجد أثناء القراءة أن الرواة للعمل هم شخصيات عديدة .. شخصيات أساسية مثل محمد نجيب والملك فاروق وجمال عبد الناصر … حتي الشخصيات الفرعية أو الثانوية -والتي هي بالمناسبة مرسومة بجمال وروعة- تجدها تروي كثير من الأحداث وتعبر عن مشاعرها الداخلية بروايتها للأحداث لتكتمل الصور السينمائية الأدبية أو الحالة التي بناها الأستاذ إبراهيم عيسى فتري الشخصية بصورة مجسمة 3D وصف خارجي عظيم وسرد يوضح المشاعر الداخلية للشخصية حتي لو فرعية …. 

    🌹🌹في النهاية :_ 
    عمل قوي دسم ضخم .. ٦٦٠ صفحة .. يشبع القارئ ويمتعه ويفيده .. وهذا ما أتوقعه دائما من أستاذنا الكبير إبراهيم عيسى … 
    أنصح الكل بإقتنائه وقرائته 👌👌👍👍
    🌹أيضا الشكر موصول دار الكرمة الرائع دائما … وأختياراته الجبارة 

    👍👍أيضا الشكر للفنان ” أحمد عاطف مجاهد ” علي تصميم الغلاف الرائع من هذا الفنان المبدع …🌹
    غلاف عظيم من إبداع فنان جميل لعمل كبير لمؤلف عظيم ودار نشر رائع 
    Al-Karma Publishers دار الكرمة

    #كل_الشهور_يوليو_٦٦٠صفحة
    #الأستاذ_إبراهيم_عيسي
    #الغلاف_للفنان_أحمد_عاطف_مجاهد

  2. Sama Ziada يقول Sama Ziada:

    في البداية كنت متخوفة من هذه الرواية لما أعرفه عن إبراهيم عيسى من أنه إشتراكي ناصري، فقلت ستكون رواية الإنحياز التام.
    ولكن بالفعل رأيت رواية متجردة تماما لم ينحاز فيها لأحد لا للملك ولا لحركة الظباط ولا لعبد الناصر.
    الرواية ، نعم بها كل مقومات الرواية من السرد والحكي وإكتمال العناصر اللازمة للرواية، ولكنها أيضا سرد تاريخي بحت- في أغلب الظن أنها إعتمدت على المذكرات الشخصية لأصحابها والوثائق والمقالات الصحفية لهذه الفترة- بوقائع تاريخية وأحداث حقيقة بأسمائها الحقيقية، هي رواية شاهدة على فترة شائكة في تاريخ مصر الحديث، فترة لم يتحدث عنها آحد – على حد علمي – بكل هذه التفاصيل والدقة . وتحدثت بصراحة عن المسكوت عنه من قبل الناصريين والموالين لحركة يوليو وتغاضيهم عن كل مساوئها.
    في الحقيقة معظم هذه الأحداث أعرفها وحكت لي عنها والدتي التي سمعتها من أمها وخاصة الجزء الخاص بالأسكندرية، وعمال كفر الدوار
    فلم تكن الأحداث غريبة عني.
    رأيت الكثير متذمرا من كثرة الأشخاص والأسماء ولكن هذا لم يسبب لي أي مشكلة، فهي أشخاص معروفة ولها أدوارها البارزة في هذه الفترة.
    أعجبت بفكرة السرد الداخلي، أي الحوار مع النفس الذي كان غالبا على الرواية من التنقل بين الحديث مع الآخرين ومناقشات جماعية إلى السرد الداخلي وحديث بداخل النفس.
    لأول مرة يظهر عمل لهذه الفترة ولم يصدر لنا فيه عبد الناصر بالآله وحامي الحما والملاك الحارس والبطل القومي، وذلك ما إستغربته من إبراهيم عيسى صراحة وجعلني أوقن أن الحيادية متأصلة في العمل بشكل كبير.
    نقدر نقول إنها أنصفت الملك فأخرجته من عباءة السكير وزير النساء الذي كانت كل الأعمال الأدبية والدرامية تصفه به في ذلك الوقت- وخاصة أن والدتي فعلا قد حكت لي أن أحد معارفها المخضرمين كان قد أقسم لها أن الملك لم يكن يشرب الخمر وأنهم افتروا عليه-.
    العمل بإختصار كان فتحا للملفات ودعوة لكشف الحقائق المجردة عن الملك والجيش وناصر ونجيب ومجلس قيادة الثورة والصحافة في ذلك الوقت.
    أدعوا الكل لقراءته.

  3. Esraa Raslan يقول Esraa Raslan:

    يدخل بنا إبراهيم عيسى، لأول مرة، في حياة الملك فاروق الذي حتى الآن وبعد 68 عامًا من يوليو 52، لا تزال فترة توليه عرش مصر غامضة، وفترة وجوده في مدينة كابري الإيطالية التي اختارها منفى له بعد قرار الضباط رحيله عن مصر، لا أحد يعرف عنها شيئًا. وبمجرد أن تعرف كيف وافق الملك بكل سهولة على قرار إزاحته عن عرش مصر وقرار رحيله، تدرك أنه كان رجلًا وطنيًّا يعرف أنه مخطئ وله سياسات فاسدة معترف بها، ولكنه لا يريد إراقة دماء أبناء وطنه والاشتباك بين القوات الموالية له مع قوات الجيش التي حاصرته في قصر التين بالإسكندرية، وتسأل نفسك السؤال الأهم: هل لو كان الملك في القاهرة وقت وقوع هذه التحركات للضباط الأحرار، هل كانت تنجح بكل هذه السهولة، لهذا كان اسم الرواية “كل الشهور يوليو” موفقًا جدًّا من جانب الكاتب الكبير إبراهيم عيسى.
    الرواية مليئة بالكثير من الشخصيات؛ من مجلس قيادة الثورة بقيادة محمد نجيب وجمال عبد الناصر، إلى قيادات الوفد برئاسة مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، وجماعة الإخوان بقيادة حسن الهضيبي وعبد الرحمن السندي، بخلاف الملك فاروق وزوجته ناريمان وشقيقاته، وأيضًا سليمان حافظ وعبد الرازق السنهوري؛ ولكن مع كل هذه الشخصيات الكثيرة استطاع عيسى أن يضبط أحداث الرواية وأن لا تشعر بالملل في أي من فصولها؛ ولكنه يضيف تعليقات كثيرة مضحكة، أهمها خناقة الصاغ صلاح سالم، مع نعيمة عاكف.
    ستعرف خلال قراءتك لماذا كانت تحركات 23 يوليو سهلة للغاية في وصول الضباط إلى كل ما يريدونه؛ حتى إنهم بعد يوم من نجاحهم اكتشفوا أنهم وصلوا إلى أكثر من ذلك، وكانوا لا يعرفون ما خطواتهم اللاحقة، ولم تكن مطلقًا منها رحيل الملك فاروق أو زوال الملكية وإلغاء الدستور وحل الأحزاب، تحركات نجحت بلا خطة محددة؛ حتى إنهم جميعًا كانوا غير مقتنعين برئاسة اللواء محمد نجيب لحركتهم، وأن القائد الحقيقي لكل خطوة وقرار هو البكباشي جمال عبد الناصر؛ ولكن السن هو الفارق الوحيد أمامهم، لهذا سوف تفهم لماذا أطاح مجلس القيادة به في 1 954.
    تقرأ في سرد روائي بديع علاقة ثورة يوليو والسفير الأمريكي وقتها جيفرسون كافيري، الذي كان له دور مهم في نجاح الثورة من علاقته بأحد أفرادها، وهو علي صبري، وتعهد السفير للملك فاروق بحماية حياته، ومن ثمَّ دور كافيري في إصدار قانون تحديد الملكية الزراعية. أما عن جماعة الإخوان المسلمين فنرى من عيسى عرضًا مبسطًا لما نراه حتى اليوم، فبعد قيام الثورة وإزاحة السياسيين المتهمين بالفساد لا تزال الجماعة من بدايتها عند طلبات تشريع الحجاب ومنع السينما والمسرح؛ ولكن كعادة عبد الناصر استطاع أن يأخذ منهم ما يريد ويقلبها ضد بعضهم؛ بسبب سوء العلاقة بين الهضيبي والسندي، ويقدم لنا عيسى ما حدث في مصنع كفر الدوار في أغسطس 1952 بعد أقل من شهر من قيام الضباط بتحركاتهم، وكيف كان قرار إعدام مصطفى خميس وعبد الرحمن البقري.

    رواية “كل الشهور يوليو” لا تزيد وقائعها عن شهرَين من تحركات يوم 23 يوليو؛ ولكن هي مليئة بتاريخ هذا البلد وترى ما تكرر وما تخاف ان يتكرر.

  4. Youssef Elesawy يقول Youssef Elesawy:

    هذه الروايه نبش جديد في رفات التاريخ، مقدمه لمن يهتم ان يعرف بعض التفاصيل التي قد تكون غائبه عنه او بعض الحقائق التي قد تكون صادفته ولم يتوقف عندها او يعطيها القدر المطلوب من الاهتمام. “كل الشهور يوليو” تتناول بالبحث والتفصيل سيناريو ماحدث ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وما تلاها من شهور كانت السبب في تشكيل مستقبل هذه البلد.

    ما حدث ليلة ٢٣ يوليو أي ما كان المسمي الذي تحب ان تطلقه
    عليه فهو مثل الوليد الذي تصارعت رغبات الاهل علي تسميته فانطلق كل منهم في مناداته بالاسم الذي يلقي هواه ورغباته . فقد سماه اهله “حركه” ثم اضافو اسمآ اخر قبل أن يحل السبوع ليصبح اسمه المركب “حركه مباركه” ، ثم اجتمعت العائله مع بعض الأقارب من البلد لتغيير اسمه ليصبح “ثوره” ولم تعجب كل الاسماء بعض الجيران فنادوه باسمه الاقرب اليهم “انقلاب” لامؤاخذه.

    تأخذنا الروايه منذ ليلة التنفيذ لنشهد كيف سارت الأمور وكيف ساهمت بعض المواقف في مجري الاحداث وتحويل المسار واختلاف الرؤي والآراء. مجموعه من الضباط في الجيش المصري قد ضاقوا ذرعآ بالمللك فاروق وممارساته وأصدقائه وصديقاته وما حل بالجيش المصري من فساد وممارسات قمعيه وقرروا اللجوء للقوه ووضع حد قاطع وصارم للأمور وهو تطهير الجيش من الفاسدين. كانت هذه البدايه ولم يكن يدور في مخيلات الأحرار أي مما حدث بعد ذلك من خلع للملك والغاء الملكيه واعلان الثوره والغاء الاحزاب وتحديد ملكية الاراضي الزراعيه وتولي الجيش لمقاليد الحكم حتي وقتنا الراهن.

    قرر الأحرار الاحرار تعيين اللواء محمد نجيب رئيس نادي الظباط قائدآ للحركه وهو ضابط مصري من اب مصري وام من اصل سوداني وله من سنوات الخبره والشعر الابيض ما يسمح له بوجوده علي رأس القائمه وله من قلة الحيله مايسمح بوضعه علي المقصله اذا ساءت الأمور وجرت المقادير بشكل مختلف، وهو ماقد حدث بشكل او بآخر بعد ذلك.
    تأخذنا الروايه مع الأحرار واجتماعاتهم وصولاتهم وجولاتهم واختلاف آرائهم ، بين سيطرة عبد الناصر ودعم عبد الحكيم عامر وصخب وزعيق الاخوان صلاح سالم وجمال سالم وقلة حيلة يوسف صديق ودهاء خالد وزكريا محيي الدين واستكانة أنور السادات وظل كمال الدين حسين. كيف استعان الاحرار بسليمان حافظ والسنهوري لتقليم أظافر الملك والنحاس باشا وتقييف الدستور للمرحله التاليه بما يناسب الاوضاع الجديده، وكيف طلبوا ود الاخوان المسلمين ودعمهم ، وكيف خرج الملك علي يخت المحروسه الي نابولي مع قائده جلال علوبه وكيف عاش هناك مللك مخلوع يرثي ملكه الضائع، وكيف تعامل الأحرار مع وليدهم الذي استقروا علي تسجيله وبشكل نهائي في سجل التاريخ باسم ” ثورة ٢٣ يوليو المجيده”

    الروايه مليئه بالاحداث والتفاصيل المهمه وتستحق القراءه والتمعن لاستيعاب ما قد فاتنا من تاريخ منسي لم يرد ذكره بين جنبات الكتب المدرسيه..

  5. noor halim يقول noor halim:

    كتاب رائع يجمع بين السرد الروائي والتوثيق التاريخي لأحداث ثورة الثالث والعشرين من يوليو ١٩٥٢ برغم أن العديد من الكتب قد تناولت التوثيق التاريخي لأحداث ثورة يوليو إلا أن هذا الكتاب قد استعرض بالتفصيل “كواليس” الضباط الأحرار وما كان يدور بينهم من حوارات وإجتماعات بدءا من وضع خطتهم لتطهير الجيش ومرافق الدولة ومحاربة الفساد وحتى تنفيذ ذلك على أرض الواقع بإعتقال قادة الجيش والسيطرة على مبنى القيادة العامة للجيش ثم محاصرة الملك فاروق الأول في قصر رأس التين وإجباره على التنازل عن العرش لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني ومغادرته البلاد.

    ولأن عزل الملك لم يكن موضوعا منذ البداية في خطة الضباط الأحرار فقد واجهتهم مشكلة كبيرة بعد عزله اذ لم يكن في الدستور مادة تنص على كيفية إدارة الأزمة في حالة عزل الملك .. ولذلك حدث خلاف حول كيفية إدارة البلاد في تلك المرحلة .. هل سيحكمها مجلس قيادة الثورة حكما عسكريا ديكتاتوريا؟ .. أم سيعود الجيش إلى ثكناته ويتم إتباع نظاما ديمقراطيا بعودة العمل بالدستور (الذي كان معطلا منذ حريق القاهرة) وإعادة إنتخاب برلمانا جديدا؟ .. كما كان حتميا وضع إستراتيجية للتعامل مع الموقف الإنجليزي والأمريكي من الأحداث وأيضا مع حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين.

    ثم تعرض الكتاب لبعض الأحداث الأخرى التي حدثت في أعقاب الثورة مثل إنفاذ قانون الملكية الزراعية وإضراب عمال النسيج بكفر الدوار وحل الأحزاب وتشكيل لجنة تأسيسية لصياغة دستور جديد للبلاد تمهيدا لإعلان النظام الجمهوري في مصر .. كما استعرض الكتاب أيضا لمحات من حياة الملك فاروق في منفاه بجزيرة كابري الإيطالية.

    الرواية كان فيها فصول ممتازة جدا و تصلح كقصة كقصيرة منفردة خصوصا لما بتتناول حدثة أو موقف معين زي الفصل 28 اللي بيتكلم على لقاء مجلس قيادة الثورة مع الإخوان و اللي حصل تقريبا بنفس الشكل في المسلسل بل بنفس الحوار و اللي يبدو أن مصدره كان واحد.

    الفصول اللي اتكلمت عن مصطفى أمين و أخوه في السجن و اضراب عمال كفر الدوار و تعديل الدستور برضه كل فصل كان يصلح أنه يكون قصة قصيرة مستقلة بذاتها.

    محمد نجيب في الرواية و المسلسل تشعر بمدى تهميش دوره ممن حوله و إن كان في المسلسل تشعر أكتر أن كان بيميل للتآمر لما حس بكدا في نهاية فترته.

    شخصيات الرواية كتيرة جدا جدا و مع ذلك لا تتوه و لا تمل، الأحداث تولد أحداث و تأتي من الماضي البعيد و تذكر صلات و مواقف بين الأشخاص حدث بينهم في زمن سابق و ما أثرها على علاقتهم الحالية مثلا محاولات اغتيال النحاس و كيف جلس مع من كانوا يخططون لذلك-بل و نفذوها و فشلوا !- دون أن يدري أنه كان هدف لهم فيما سبق و حاليها هو مجرد حجر عاثر في طريقهم للإصلاح.

    الفصول المتناولة للعيلة الملكية و خصوصا فاروق ، و أخته فوزية-خصوصا الفصل الأخير مع صلاح سالم- كانت شديدة الجمال و الإبداع، و غير متحاملة عليهم أبدا كالمعتاد عند تناول الفترة دي، المونولوجات الداخلية للشخصيات و تصوير أحاسيسها و حواراتها مع الذات كان ممتع جدا و كاشف لأبعاد الشخصيات و مدى دراية الكاتب بيها.

    كتاب ممتاز لمن يريد القراءة في تلك الفترة التاريخية و ليس لديه الوقت الكافي لقراءة العديد من الكتب و السير و التحليلات.

    #iRead_reviews

  6. منار محمد يقول منار محمد:

    إذا كان نجيب محفوظ رصد ثورة ١٩ في ثلاثيته الشهيرة فإن ابراهيم عيسى رصد ثورة يوليو في رواية واحدة بحجم ثلاثية محفوظ ( قيل ان محفوظ ايضا قدم ثلاثيته في رواية واحدة)، غير ان محفوظ رصد تأثير ثورة ١٩ على الناس بينما عيسى رصد ثورة يوليو من صناع ثورة يوليو، قادة وضحايا ثورة يوليو من أول الملك فاروق والزعيم جمال عبد الناصر حتى ” المجنون ” صلاح سالم( والمجنون هنا وصف الرواية)، جنح محفوظ للخيال وارتطم عيسى بالحقيقة، وهو تحول قاطع لمسيرة الرواية المحفوظية، العربية عموما، الرواية التي عاشت تاريخها في ظلال الاحتمال انتقلت لأضواءالحقيقة، والانسان المستغل كوسيلة للتعبير عن معنى صار معنى، مراد لذاته، لتقلباته واكتمالاته ونواقصة، لذلك فإن رواية عيسى لا تقدم رأيا في ثورة يوليو ( الأدق في قادة وصناع وضحايا ثورة يوليو)، لا تمدحها ولا تقدحها ولا تراها بحياد ايضا ولكن تكشف حقيقتها بالضبط،حقيقة صناعها وضحاياها بالتفصيلة واللفتة العابرة، تجردهم جردا من النشأة للتعليم للثقافة للمزاج الشخصي وطريقة الحب والاكل، كلهم كلهم من أول الملك الهارب الى نابلي حتى الصول الذي اغرته سهولة نجاح ” تنظيم الضباط الاحرار” في قلب الملك فأسس ” تنظيم الصولات الاحرار” لقلبهم هم ( فما كان منهم إلا ان اعدموه) وهذه الطريقة : الكلام بين الاقواس وسط السرد” تقنية اساسية في رواية عيسى، وبها يتحرر من نموذج الروائي “التاريخي” المقدس بل المنطرش على التاريخ في معظم انتاج الرواية العربية الحديثة ، ويربط الرواية التاريخية بالواقع بالكاتب باللحظة الراهنة.
    وهذا الانغماس في صناع وضحايا ثورة يوليو ومن كل النواحي وكل والسبل والمقاييس والتحاليل النفسية والتاريخية والاجتماعية والانسانية عموما صنع من رواية عيسى ملحمة للانسان، ليست تلك الملحمة المعظمة للانسان والمغنية للانسان ولكن الباحثة والغائصة في أدق تفاصيل حقيقة الانسان.
    بقى ان اقول ان المفرح في هذه الرواية وسبب تسليتها وتشويقها انك ما ان تبدأ فيها لابد ان تنهيها او على الاقل لا تفكر في شيى إلا إنهائها هو لغتها الجديدة حتى على عيسى نفسه، اللغة الرشيقة الدقيقة المرحة، الغاضبة حيانا والساخرة أحايين دون ان تفرط في الحياد الادق الحقيقة، وتضفر العامية بالفصحى وضمير العليم والمخاطب والمتكلم وتعدد الاصوات.

اترك تعليقاً

كتب إبراهيم عيسى

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر