مولانا

إبراهيم عيسى

تدخل الرواية خلف كواليس شيوخ الفضائيات الذين أصبحوا ظاهرة في العالم العربي في السنوات الأخيرة، لنرى العالم الخفي لهم، والعلاقات التي تربطهم بأجهزة الأمن والساسة ورجال الأعمال.

احصل علي نسخة

نبذة عن مولانا

تتمحور أحداث وشخصيات رواية مولانا حول “الشيخ حاتم الشناوي”، اختصر فيه الكاتب الطبيعة الإنسانية بين الفضيلة والرذيلة حتى وإن كانت من رجل دين. بخفة دمه وتهكمه المغلف بسخرية، كان كرت الدخول الذي استخدمه لنرى ما الذي يحدث خلف الأبواب الموصدة. فمن حاتم الصبي الذي كان عواد يعزف العود في الأفراح، إلى الخطيب وقارئ القرآن في التعازي، وصولاً إلى شيخ برامج الإفتاء، وأكثرهم شهرة وقربًا من الشباب والجمهور.

ولأن الناس تهوى من الدين قشوره، كما يقول حاتم دائمًا، فيقدم هذه القشور في البرامج حسب ما يطلبه المستمعون من جمهور، وحسب ما يتناسب مع رجال أعمال تضمن لهم هذه البرامج الكسب المادي، ولا يجلب لهم أي ضرر مع الدولة. أما لب الدين الذي تشربه من كتاب الله ومن أمهات الكتب، فيحتفظ به في قلبه، ويتسلل عنوة في بعض نقاشاته البعيدة عن الأضواء.

تتقاطع حياة حاتم بحياة الشخصيات الأخرى في رواية مولانا، فتأخذنا الأحداث صعودًا وهبوطًا في جدالات دينية حساسة يعرضها لنا الكاتب بكل جرأة، وهي إحدى عناصر الإبهار في العمل ومصدر قوته.

تنقسم الرواية إلى أربعة محاور أساسية تشهد عليها سياق الأحداث، أولاً بداية هادئة مشحونة بالتوتر الكامن، نتعرف من خلالها على الشيخ حاتم المقدم للبرامج الدينية والمتزوج من “أميمة” وأب لولد اسمه “عمر”. نقترب أكثر من عالمه كرجل دين، وما يحيطه من إعلاميين ورجال أعمال ودين ومشاهير ورجالات في أمن الدولة، وحلقات الربط بين عالمين متقاطعين ما بين التشدد المفرط إلى الانفتاح الماجن. حياتهم، ومجالسهم، وترفهم، وأقنعة يلبسوها ثم ما يلبثوا أن يخلعوها في أول خلاف فكري.

يأتي المحور الثاني، فتنحرف معه مسار الأحداث الرتيبة إلى مشكلة يواجها رجل الدولة الأول “نجل الرئيس” مع شقيق زوجته “حسن”. شعلة متقدة يراد اطفاؤها، فيتم الاستعانة بحاتم لحلها. وخلال هذه المرحلة المفصلية، تواجه البطل الكثير من المواقف التي يسودها جو من التوتر مع زوجته وبرنامجه الجديد، و”نشوى”، إحدى المتابعات لبرنامجه، المعجبة والثائرة على أفكاره.

يأتي المحور الثالث، والذي يشهد انطفاء حاتم. فـ “الشيخ مختار الحسيني” الذي تم تكفيره ظلمًا، تميل نفس حاتم إلى إنصاف صديقه. فيضع بهذا الموقف نهاية لشهرته وبداية لتلطيخ سمعته بالوحل.

ثم المحور الرابع والأخير في رواية مولانا، تشهد البلد أحداث محمومة، من تفجير كنيسة إلى اختفاء حسن والشيخ مختار، وعودة متذبذبة لسطوع نجم حاتم ورضا الدولة عليه. فتنتهي معها الرواية بحقيقة صادمة وغير متوقعة.

الجدير بالذكر أن من خلال هذا العمل سيتم مناقشة قضايا حساسة، وسنفهم طبيعة الأديان الحقيقية وبكل واقعية، بعيدًا عن المجاملات والظنون. رغبة من الكاتب في سد شهية المعرفة التي تقود للشك، فبدلاً من الالتفات لها لمناقشتها بكل منطقية، نتغافل عنها فتصبح مدخلاً للفتن. كحد الردة، والرق والعبودية، والمعتزلة وأصولهم الخمسة، والشيعة وتكفيرهم، وغيرها.

بعد كل هذا الزخم من القضايا المؤرقة نظن للحظة أنها رواية تمس بجرأة خطوط الدين الحمراء. بينما هي أقرب إلى إعادة كل الأمور لوضعها الطبيعي، وتوضيح خطوط الدين الحمراء الحقيقية الغير مقصورة لا على شيخ ولا عالم ولا واعظ دين، بل على الله ورسوله وكتابه فقط.

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

تعلقات على "مولانا"

  1. Asmaa Saad يقول Asmaa Saad:

    رواية “مولانا”.

    للكاتب /إبراهيم عيسى.

    “عشان يكون في سُلطة لازم يكون في عبيد، عشان يكون في أمان لازم يكون في خوف”

    ذُكرت تلك الكلمات خلال سياق رواية “مولانا”، وللحق لا يمكنني أن أطلق عليها مجرد كلمات، لأنها حقيقة مؤكدة نغفل عنها أحيانًا، فأساس الكون هو ذلك التناقض، فمثلما توجد حياة، يوجد موت، ووجود الجنة ألزم وجود النار، وهكذا… فالسُلطة كي نطلق عليها سُلطة يجب أن تفرض سلطتها على العبيد، فتُسيطر على ما يسمعه هؤلاء ويؤثر عليهم، فكانت القضية الأساسية في الحياة محل اهتمام الجميع هي الدين والتدين، لذا وجب السيطرة عليها، ولكي أكون منصفةً يجب أن أوضح “الحقيقة الثانية”:

    هي أن ذلك العمل ليس في أساسه رواية تتمحور حول بطل وعلاقته بشخصيات الرواية، بل هي كتاب فلسفي تطرق إلى مناقشة قضايا دينية يعتبرها البعض خطوط حمراء، من: التشيع والتصوف، المعتزلة…

    فارتدت تلك الأفكار ثوب رواية شيقة، كان الحوار العامي فيها هو الأساس لنقل وتبسيط الأفكار الصاخبة، مصحوبة بالحس الفكاهي للكاتب في محاولةٍ منه لتخفيف صخب الأفكار و كثرة المعلومات؛ حتى لا يمل القارئ.

    فظهرت الشخصية الأساسية في الرواية وهو حاتم الشناوي أو كما يطلق عليه البعض “مولانا” ، ذلك الشيخ الأزهري الذي أتخذ من الإعلام منبر بدأ من خلاله عرض قشور الدين لجمهوره الواسع، فكان يرى أن علمه شيء خاص به لا يمكن التحدث عنه في الإعلام، وبالمقابل يحصل على الأموال التي أغنته، رغم كون حياته كانت تسير بوتيرة هادئة اللهم إلا من صراعه الداخلي بين إرضاء الله وإرضاء أصحاب الإعلانات، لكن تبدل صفو هذا الحياة بعدما أحتك بالسلطة الحاكمة متمثلة في ابن الرئيس قبيل ثورة يناير، فتم اتهامه بالإنتماء للمعتزلة.

    فمن هم المعتزلة؟!

    هذا ما يوضحه الكاتب بأسلوب سلس خفي، مُظهرًا براعته في توصيل الأفكار، مؤكدًا سعة معرفته، لأن معرفة تلك الأمور تحتاج لرحلة سنوات من البحث والمعرفة يقطعها العقل ليصل إلى الحقيقة…وقد لا يصل إليها..

    وعلى أي حال، يُدرك حاتم الشناوي أن أمن الدولة هو المحرك الرئيسي لنجوم الفضائيات، يفرض عليهم القول، فيتحدثون بلسانه.

    وتدور الأحداث في هذا الفلك من الايضاح ومن سقوط أقنعة مشاهير الفضائيات على نحو ما تم ذكره في الرواية.

    وقد تحول هذا العمل الضخم إلى فيلم سينمائي من بطولة عمرو سعد الذي قام بدور “مولانا” ، لكن هذا العمل السينمائي أضاع كثيرًا من الأفكار الواردة في الرواية، والتي تتطلب من القارئ التمعن، حتى إذا ما انتهى من القراءة شعر بأن هناك جانب خفي في عقله قد أستنار… 

  2. تدور أحداث رواية “مولانا” حول الشيخ “حاتم الشناوي” شيخ الفضائيات الذي بدأها من أسفل الدرجات حتى وصل إلى ملايين الجُنيهات في السنة الواحدة.. لم تكن تلك أول تجربة لمثل هذه الشخصية معي فقد شاهدت شخصية مثلها أو تكاد تكون قريبة منها في مُسلسل “ونوس” ولكن الشخصية هُنا أكثر ظهوراً ولها مساحة من الأحداث أكبر لكونها البطل الرئيسي.
    يتورط الشيخ “حاتم” مع ابن رئيس الدولة “جلال” ليحل له مشكلة تنصر أخو زوجته “حسن”، ويجد نفسه مُلزم أن يرده إلى دينه.

    ولكن هل هذا فقط ما تدور حوله الرواية؟ بالطبع لا
    فقد قام الكاتب بحشر أكبر كمية مُمكنة من المواقف التي تُتيح له عرض آرائه سواء كانت الطريقة مُقنعة أو لا، فلا يهم.
    آراءه في المسيحية والصوفية والمعتزلة وإرضاع الكبير وعذاب القبر والسنة النبوية وكُل ما يُمكن أن يُثير الجدل حتى شُبهة الزنا التي حللها بطريقة ما.
    ولكني أظن أن الآخيرة كانت من شخصية “حاتم” نفسه وليست من الكاتب، فشخصية حاتم الذي ينصح الناس ويتلو قرآن الله ويُخبرنا بأحاديث الرسول ويذكر المواقف المؤثرة في تاريخ الإسلام، كيف يُقنع نفسه بأنه قام بالزنا؟ ولكنها أرتدت في صدره قاتلة له في أحدى أفضل فصول الرواية بلا شك.

    الرواية كمُجمل تشعر أن ليس لها موضوع واحد فتعددت التفريعات والمواضيع حتى موضوع ابن الرئيس لم يكن موضوعنا الرئيسي ولكن العامل المُشترك في كُل ذلك هو “حاتم الشناوي” الذي يتعامل مع كُل موقف بجانب إنساني وجانب ديني وحججه وطريقته وخفة دمه الأكثر من رائعة التي فوجئت أن الكاتب يمتلكها من الأساس.
    كانت الرواية مُشوقة أيضاً رغم عدم ثبات الخط الزمني للأحداث فأحياناً أنت في الحاضر وأحياناً في الماضي وأحياناً ماضي بعيد وكانت المواقف متلاصقة فكُنت أشعر ببعض الحيرة في الخط الزمني للموقف.
    أيضاً طريقة السرد كانت رائعة إلا في شيء واحد وهو الحوار الذي كان خليط من العامية والفصحى فكُنت أحياناً أضحك من تخيلي للموقف بهذه الطريقة!
    بعض مواضيع الرواية قد تكون موضع شك كبير وتحتاج للفحص والبحث ولكن شخصيات الرواية كانت فريدة والأحداث جديدة من نوعها تداخل الدين مع السياسة رجال الدين ورجال الحكومة.. كُل ذلك جعلني أعيش مع الرواية بتفاصيلها جعلني أستمتع بالأحداث دون أن أشغل بالي بالعيوب ورغم عدم منطقية النهاية بشكل كبير.

    النقد السياسي اللاذع للعائلة المُباركية الذي قام به “إبراهيم” وسر نجل الرئيس والهجوم على شيوخ “التوك شو” واللاحسين لأحذية أمن الدولة وكُل ما له علاقة بالدولة قد يكون أكثر ما أعجبني بالرواية.

  3. Esraa Raslan يقول Esraa Raslan:

    يظهر في الرواية العالم السري للشيوخ، واختلاف اتجاهتهم وكيف يسترزقون، فمنهم من يستطيع مخاطبة الشباب بفتاويه وهيئته العصرية من خلال برامج التليفزيون، ومنهم من يغازل الخليج والسعودية ليغدقوا عليه المزايا والمنح من أمثال أئمة الأزهر الأصوليون المتمسكون بما ورد في أمهات الكتب بغير تجديد، ومنهم من يحصل على السلطة والتبرعات من مريديه من أمثال شيوخ الصوفية.
    تمت مناقشة الكثير من الأفكار الجدلية من مثل قضية المعتزلة ومدى صحة ما ورد في الصحيحين (البخاري ومسلم) وذلك في هيئة سجال علمي بين مولانا الشيخ حاتم وغيره من أشخاص الرواية على غرار الاقتباس التالي….
        الأمر يبدأ طول الوقت بالسياسة، كل هذه الأفكار والمذاهب والآراء المختلفة والمخالفة نشأت تحت قصف السياسة، لم يكن الإسلام لا دين مذاهب ولا نظريات وفي دولة النبي وبمجرد وفاته برزت الخلافات حول من يخلف ومن يَحكُم. ثم نظراً لأن الصحابة بجلالة أقدارهم كلهم كانوا موجودين تحت سماء واحدة وفي دارئة وحدة، فقد كانت الخلافات تحت السيطرة، فالجميع يعلمُ مقدار ومكانة وعلم الجميع، لكن حينما خرج الصحابة من المدينة المنورة في عهد عثمان وبدأت الدنيا والثروة تزيد والأقاليم تتسع والجمهور يتحلق حول كل واحد فيهم، بدأت مظاهر أخرى تقفز فوق أسوار الإسلام ثم جاءت الطامة الثقيلة في الفتنة الكبرى بمقتل عثمان، ثم صراع معاوية وتمرده العسكري ضد علي وانتهى بتسليم الحسن بن علي السلطة لمعاوية، ثم تحويل معاوية الخلافة الإسلامية إلى دولة توريث. هنا تم دفع ثمن غالٍ من دماء وعقيدة المسلمين، ظهرت حركات معارضة ضد معاوية وتوريثه الحكم وتحويله للملكية، وكان لازم المعارض يستند إلى منطق ومُستند ديني، وكان لابد أن الحكم الأموي بزعامة معاوية ومن بعده يستد كذلك إلى منطق ومُستند من الدين،ولأن القرأن الكريم لا يفتح مجالاً واسعاً للتخريب في تأويله واللعب على مزاج حاكم أو معارض فكان اللجوء للسنة النبوية بتأليف عدد هائل من الأحدايث المنسبوة للنبي كي تبرر أو تستند هذا من ذلك. ومن هنا انهالت على رؤوس المسلمين مئات الآلاف من الأحادثي المكذوبة على مر السنين. وخدوا بالكم السنة بدأ تدوينها فعلياً في القرن الثالث الهجري يعني بعد حاولي مائتين وخمسين عاماً على وفاة النبي. ومن ناحية تانية وجد الناس حكامهم يخالفون عيني عينك الشرع وأوامر القرآن الكريم، من هنا جاء مأزق الحكام الأمويين وأتباعهم من الفقهاء والوعاظ، فظهرت فكرة اسمها الإرجاء، هنا ظهرت التفرقة بين العمل والإيمان، حاجة كده زي الجواز حاجة والحب حاجة تانية، فالعمل الردئ الظالم لا يعني أن صاحبه ليس مؤمناً. هذا من وجهة نظر الحكام ووعيهم، فالإيمان تصديق قلبي لا تضر معه معصية، إذن نرجئ الحكم على مرتكب المعصية والظالم والمُفتري ليوم الدين وحساب ربنا معه شخصياً. هذا هو الإرجاء وجماعة المرجئة التي كان يفضلها الحكم الأموي ويعضدها ويؤديها في مواجهة الخورارج الذين رأوا أن الحاكم الظالم كافر في أصل وشه.

  4. Youssef Elesawy يقول Youssef Elesawy:

    أخيرا أنهيتها,صدمتني عشرات المرات وتختلف الصدمات بين ايجابية تحفز عقلي أكثر على الاستمرار وسلبية جدا كادت تدفعني لغلق الرواية دون إكمالها.
    يقدم أبراهيم عيسى نموذجا لداعية العصر الحديث ولو إني أختلف معه جدا في تعميم ذلك النمط على كل الدعاة وكأنه لم يجد واحدا له طريق أخر وأنا أجدهم على قلتهم مؤثرين جدا وأصبح لهم صدى واسع.
    شيخ حاتم ذلك الداعية النمطي على طريقة بيع الدين لمن يشتري أكثر من القنوات الفضائية,وتقديم قشوره كفتاوي في البرامج,الشيخ العارف لحقيقته الكاره لها,يتصارع اثنان بداخله,واحد يقرأ العلم الصحيح ويعرفه عن ظهر قلب وأخر ينتقي بعض الأمور يقدمها للعامة وكأن الدين قد نزل مقتصرا عليها!!
    أساس شهرته ولائه الأول لأمن الدولة ومنتجي البرامج ولا ولاء نراه لعلم أو كلمة حق,وحتى عندما هم بقول شئ حُبس يوما في غرفة ضيقة منفردة ليتعلم الأدب كما يراه مسئولي أمن الدولة,ذلك الجهاز الذي كان ولا يزال يحسب الأنفاس على الناس مستشعرا أي كلمة أو فعل ليلقي بأصحابها في المهالك.

    أسوأ ما صدمني في الرواية تطوع إبراهيم عيسى لتفسير بعض أيات القرءان الكريم تفسيرا مزاجيا جدا وليس موضوعيا,والتشكك في جميع أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام لمجرد ان سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر قد منعوا الناس فترة من تداول أحاديث عن رسول الله حتى لا ينسب إليه شئ غير صحيح,لكن ذلك لا يمنع أن الأحاديث قد دونت بالفعل في البخاري ومسلم وأخذ بها العلماء على مر الزمن,فإذا كان معظمها غير صحيح فأولى بهم وقتها أن يثبتوا ذلك للناس ولا يأخذون منها شيئا.

    صدمة أخرى عندما جعل مولانا الشيخ الوقور أمام الناس المدرك لحقيقة علمه الديني,المحب له,نجده يقع بمنتهى السهولة في فاحشة ولا يتورع عنها ولا يحاول أن يمتنع وهو من هو في العلم بالمعاصي وغضب الله,حتى وإن كان المبرر أنه قد ضاقت به الدنيا ولم يجد ما ينقذه سوى ذلك الفعل الذي لا يليق بشخص دارس لدين الله. ثم نراه لا يعتبر ذنبه شيئا ولا خطيئة ويقرر أنه خطأ عابر مع كونه خطأ فاحش,لا نراه مثلا يلجأ لله يصلي ويخشع ويدعو بل استسلم لإغراء فتاة بسهولة لا توصف.

    أعجبني جدا أسلوب السخرية من الأمن ومن تصرفات الأزهر والكنيسة في كل مرة تحدث بوادر فتنة طائفية أو كارثة كبرى تكشف كم هو هش ذلك المجتمع المتدين ,المتمسح بالدين معظمه.

    على قدر صدماتي,على قدر إعجابي بالكثير واقتناعي أيضا بواقعية ما يقوله الكاتب في مجتمعنا منذ زمن وليس هذه الأيام فقط.

  5. noor halim يقول noor halim:

    #iRead_reviews

    الرواية تحكي العلاقات المتشابكة بين الشيوخ بعضهم وبعض على اختلاف مشاربهم وعلاقتهم بالأمن وعلاقتهم بالقساوسة والإعلام. فتحكي عن الشيخ حاتم بطل القصة الإمام الشهير (مولانا) كما يطلق عليه معجبيه ومريديه، فهو شيخ يعرف عن الدين أكثر من القشور وقد استنكه غوره وعرف مقاصده، ومع ذلك ففي لقائته التليفزيونية هو كائن آخر، يفتي بما يحبه الناس ويقول ما يحب أن يسمعوه منه ومع ذلك فهو لا يكذب في فتواه، وغاية الأمر أنه لا يظهر كل ما يبطن أو لا يقول كل ما هو مؤمن به.

    حاتم متزوج من أميمه ابنة أستاذه الأزهري القديم والتي كانت تعتبره قدوة في الدين وعوناً في الدنيا حتى تعرض ابنهم عمر لحادثة غرق في حمام السباحة نجا منها بأعجوبة في الوقت الذي ظن فيه حاتم أنه مات، فهرب من المنزل وصدم وكاد يجن، وقضى أيام أزمة ابنه في مراحيض المساجد يمسحها ويزيل خراء الناس حتى يروض نفسه إلى أن قبل الأمر ورجع إلى المنزل ذات ليلة فوجد ابنه نائماً فنام بجواره فقد خرج من الحادثة معافى البدن وإن كان قد فقد الذاكرة، لكن شرخاً قد حد حدث بينه وبين زوجته بسبب عدم تحمله للصدمة، فلم تعد علاقتهم كما كانت وأصبحوا لا يمارسون الجنس نادراً أولاً ثم أبداً من بعد ذلك.

    لمولانا الشيخ حاتم العديد من الأصدقاء منهم الشيخ مختار الصوفي والشيخ فتحي الأزهري المحافظ والذي كان مدرساً للشيخ حاتم، وكان مختار الصوفي له مريديه ممن يؤمنون أن له كرامات وأنه يستطيع الدفاع عن نفسه ومريديه، وكان حاتم يحب مختاراً ودائماً ما يخاطبه بالعم، لكن مختار وقع في أزمة بسبب اعترافات ابن الرئيس له عندما سمع بكراماته أنه يمارس الجنس المثلي معتقداً أن مختار يستطيع حل نقيصته، فلما فشل قام باضطهاده إلى حد القبض عليه وإخفاءه وإلصاق تهمة التشيع به، ولما كان حاتم صديق الشيخ مختار المخلص فقد أمنه على أمه وعلى الأوراق التي تثبت السبب الحقيقي الذي تم اضطهاده من أجله، الأمر الذي جر حاتم في مشاكل واضطهادات من بعد ذلك بسبب إخفاء الأمر كله عن الجهات الأمنية التي كانت تراقبه عن كثب.

    كان حاتم على معرفة بممثل شهير اسمه نادر نور الذي عرفه على نجل رئيس الجمهورية الذي كانت له مشكلة تخص أخو زوجته الذي يريد أن يتنصر، فلما لاحظت أمه (حماة نجل الرئيس ووالدة الشاب المتنصر) اهتمام الشاب بوعظ الشيخ حاتم في التلفاز طلبت ترتيب لقاء معه وأبنها لثنيه عن قراره وهو الأمر الذي تم بالفعل وجلب اللعنة على حياة حاتم لأنه عرف السر الأكبر.

    ظهرت فتاة في حياة حاتم اسمها نشوى، وكانت تقابلت معه وجادلته في إحدى حلاقته التليفزيونية فأراد أن يتعرف عليها فجلب رقمها من الإنتاج وكلمها ورتب معها لقاءات في المكتب وفي منزله بحضور زوجته حتى وقعت الواقعة ومارس حاتم معها الجنس الغير كامل (المفاخده) على مبادأة منها… ثم تتوب وتختفي من حياة الشيخ حاتم.

    وعن النهايات، يكون السبب في وجود فجوة حقيقية بين أميمة وحاتم هو أن أميمة كانت قد خانت حاتم مع طبيب ابنها عندما هجرها وتخلى عنها وعن ابنه في وقت أزمتهما بعد أن استغل الطبيب ضعفها وحاجتها وأقنعها أن زوجها قد جن، لكنها تبتعد عنه بعد إفاقة ابنها ليموت الطبيب بعد ذلك بشهرين بالسكتة القلبية، وفيما يبدو فقد سامحها حاتم آذناً لها بالتواجد في حياته وإن كان ذلك بغير عاطفة حقيقية منه أو منها.

    نشوى هي عميلة للأمن تم دسها على الشيخ حاتم حتى يتم ابتزازه بسبب دعمه للشيخ مختار الصوفي الذي أثار غضب ابن الرئيس.

    حسن لم يكن يريد التنصر فقد كان إرهابياً فجر كنيسة (في الغالب هي القديسين) وكان إيهامه لحاتم وذويه بالتنصر التفاف ذكي منه على الأمر كله لينفذ ما خطط له من البداية، وتختتم الرواية المشهد بالشيخ حاتم وأحد القساوسة يعرض عليه شريط التفجير ومطالبات الأقباط بالقبض على حسن وإلا سوف يحدث ما لا يحمد عقباه.

    يظهر في الرواية بيزنيس الشيوخ، واختلاف اتجاهتهم وكيف يسترزقون من الفتاوى والقاء الخب التلفزيونية، فمنهم من يستطيع مخاطبة الشباب بفتاويه وهيئته العصرية من خلال برامج التوك شو الاسلامى، ومنهم من يغازل مشايخ الخليج ليغدقوا عليه المزايا والمنح من أمثال أئمة الأزهر الأصوليون المتمسكون بما ورد في أمهات الكتب بغير تجديد، ومنهم من يحصل على السلطة والتبرعات من مريديه من أمثال شيوخ الصوفية.

    تمت مناقشة الكثير من الأفكار الجدلية من مثل قضية المعتزلة ومدى صحة ما ورد في صحيحين (البخاري ومسلم) وذلك في هيئة سجال علمي بين مولانا الشيخ حاتم وغيره من أشخاص الرواية :

    الأمر يبدأ طول الوقت بالسياسة، كل هذه الأفكار والمذاهب والآراء المختلفة والمخالفة نشأت تحت قصف السياسة، لم يكن الإسلام لا دين مذاهب ولا نظريات وفي دولة النبي وبمجرد وفاته برزت الخلافات حول من يخلف ومن يَحكُم. ثم نظراً لأن الصحابة بجلالة أقدارهم كلهم كانوا موجودين تحت سماء واحدة وفي دارئة وحدة، فقد كانت الخلافات تحت السيطرة، فالجميع يعلمُ مقدار ومكانة وعلم الجميع، لكن حينما خرج الصحابة من المدينة المنورة في عهد عثمان وبدأت الدنيا والثروة تزيد والأقاليم تتسع والجمهور يتحلق حول كل واحد فيهم، بدأت مظاهر أخرى تقفز فوق أسوار الإسلام ثم جاءت الطامة الثقيلة في الفتنة الكبرى بمقتل عثمان، ثم صراع معاوية وتمرده العسكري ضد علي وانتهى بتسليم الحسن بن علي السلطة لمعاوية، ثم تحويل معاوية الخلافة الإسلامية إلى دولة توريث. هنا تم دفع ثمن غالٍ من دماء وعقيدة المسلمين، ظهرت حركات معارضة ضد معاوية وتوريثه الحكم وتحويله للملكية، وكان لازم المعارض يستند إلى منطق ومُستند ديني، وكان لابد أن الحكم الأموي بزعامة معاوية ومن بعده يستد كذلك إلى منطق ومُستند من الدين،ولأن القرأن الكريم لا يفتح مجالاً واسعاً للتخريب في تأويله واللعب على مزاج حاكم أو معارض فكان اللجوء للسنة النبوية بتأليف عدد هائل من الأحدايث المنسبوة للنبي كي تبرر أو تستند هذا من ذلك. ومن هنا انهالت على رؤوس المسلمين مئات الآلاف من الأحادثي المكذوبة على مر السنين. وخدوا بالكم السنة بدأ تدوينها فعلياً في القرن الثالث الهجري يعني بعد حاولي مائتين وخمسين عاماً على وفاة النبي. ومن ناحية تانية وجد الناس حكامهم يخالفون عيني عينك الشرع وأوامر القرآن الكريم، من هنا جاء مأزق الحكام الأمويين وأتباعهم من الفقهاء والوعاظ، فظهرت فكرة اسمها الإرجاء، هنا ظهرت التفرقة بين العمل والإيمان، حاجة كده زي الجواز حاجة والحب حاجة تانية، فالعمل الردئ الظالم لا يعني أن صاحبه ليس مؤمناً. هذا من وجهة نظر الحكام ووعيهم، فالإيمان تصديق قلبي لا تضر معه معصية، إذن نرجئ الحكم على مرتكب المعصية والظالم والمُفتري ليوم الدين وحساب ربنا معه شخصياً. هذا هو الإرجاء وجماعة المرجئة التي كان يفضلها الحكم الأموي ويعضدها ويؤديها في مواجهة الخوارج الذين رأوا أن الحاكم الظالم كافر.

  6. Boba Saad يقول Boba Saad:

    تتحدث الرواية عن الشيخ حاتم وكواليس حياته التي أصبحت محط الأنظار فجأة، فقد تحول من عازف العود ومُقرئ المأتم إلى نجم التليفزيون بعد مرض شيخه فجأة وحاجتهم لبديل سريع، لتفتح له الدنيا أبوابها على مصرعيها فيتحول من مُريد إلى مُراد.
    فنرى العديد من الصراعات التي يواجهها الشيخ حاتم على المستوى المهني من محاربة الشيوخ له ولنجاحاته ولفتاويه مثل الشيخ فتحي وغيره، كما يجد نفسه وهو الحافظ لكتاب الله والعالم بتأويله وبواطن الدين وجواهره يتحول ليتكلم في قشور الدين وصغار الأمور ليرضي المنتجين ورجال الأعمال وأولي الأمر من رجال أمن الدولة وغيرهم.
    وتنقلب حياة حاتم رأساً على عقب فيتعرض ابنه عمر لحادثة أثناء محاوطة المعجبين له فيقع في حمام السباحه ويدخل في غيبوبة وبدلاً من أن يقف بجوار زوجته اميمه نجده يهرب ويتركها وحدها ليهيم على وجهه في المساجد لينظف مراحيضها ويزيل قاذورات الناس حتى يجده استاذه مختار الحسيني.
    كما يتعرف حاتم على صديقه نادر نور والذي يقوم بتعريفه على نجل الرئيس جلال ليخبره جلال بمهمة يجب القيام بها وهي أن اخو زوجته حسن قد تنصر وعليه أن يثنيه عن رأيه ولكننا نكتشف في النهايه أنه كان متطرف واتخذ التنصر كستار حتى يقوم بتفجير أحد الكنائس.
    كما نرى كيف يتعرض حاتم للإرهاب والضغط من رجال أمن الدولة حينما يحاول مساعدة شيخ الصوفيه وصديقه مختار الحسيني بعد أن تعرض الشيخ مختار للإضطهاد هو وأهله من رجال الدولة جراء معرفته بسر نجل الرئيس الفاضح.
    نرى أيضاً ضعف أميمة وخيانة زوجها في فترة مرض ابنها وهشاشتها النفسيه.
    ونرى ضعف حاتم البيّن حتى أنه يخشى الإنفراد بنفسه فهو إما مشغول بالبرامج واللقاءات أو نائم وفي الإثنين راحة له من تأنيب الضمير، كما يقع في الخطيئة مع نشوى إحدى المعجبات والمناظرات له.
    غاص الكاتب في نفس البطل وأوضح اضطراباتها الجليه فهو يداري حزنه وتأنيبه لنفسه بطريقة الدعابة والسخرية التي يمتهنها ببراعة فهو يجد نفسه يجري في مضمار العوالم وليس العلماء فيبيع الدين لمن يشتريه وكما يريده.
    تناقش الروايه العديد من القضايا مثل الزنا وتحويله حسب الأهواء وتجارة العبيد والتبشير و التطرف وفتوى إرضاع الكبير وتفسير الأيات حسب الغرض وإنكار بعض الأحاديث النبوية والتشكيك في الصحيحين وغيرها من القضايا الشائكه.

اترك تعليقاً

كتب إبراهيم عيسى

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر