من هو نجيب محفوظ؟ نشأته وحياته الخاصة
ولد نجيب محفوظ فى حى الجمالية الذى استوحى منه كل قصص رواياته، سمى نجيب محفوظ بهذا الاسم المركب نسبة إلى الطبيب الذى قام بولادته ” نجيب باشا محفوظ ” أستاذ طب النساء والولادة بمدرسة الطب بالقصر العيني.
فقط كانت ولادة نجيب محفوظ عسيرة لكن الطبيب استطاع أن يسعف الام لتضع مولودها، فأراد عبد العزيز إبراهيم والد نجيب محفوظ ان يشكر الطبيب فقام بتسمية المولود باسمه.
كان والده عبد العزيز إبراهيم يعمل موظفًا حكوميًا، ولم يكن يقرأ سوى القرآن الكريم وكان يحلم بأن يصبح نجيب محفوظ طبيبًا، ولد نجيب محفوظ فى نوفمبر عام ١٩١١ وتوفى فى أغسطس عام ٢٠٠٦ بسبب قرحة نافذة أدت إلى مشاكل فى الكليتين والرئة،
بدأ الكاتب مسيرته الكتابية فى الثلاثينات وظل يكتب حتى قبل وفاته بعامين. هو أول كاتب عربي يحوز على جائزة نوبل،
كتب نجيب محفوظ العديد من الروايات ومن أشهرها “الثلاثية” و”أولاد حارتنا” و”خان الخليلى”، أيضًا كتب مجموعات القصصية من أشهرها “همس الجنون” و”خمارة القط الأسود” و”الشيطان يعظ”،
المسرحيات ومن أشهرها “المطاردة”، الأفلام ومن أشهرها “بين السما والأرض”، حتى يومنا هذا يتم تحويل رواياته إلى أفلام ومسلسلات.
أما والدته، فاطمة قشيشة، فكانت ربة منزل وهى ابنة واحد من علماء الأزهر وهو الشيخ مصطفى قشيشة وهى التى كانت تحفزه ليبحث عن شغفه. فى طفولته،
كان نجيب محفوظ عاشقًا للموسيقى وكرة القدم والتى ظن أنها ستكون مستقبله . له ٦ أشقاء، أربعة إخوة وأختين، وكان نجيب أصغرهم سنًا، والفارق بينه وبينهم كبير.
التحق بكلية الآداب قسم فلسفة وحصل على الليسانس وقرر أن يستمر ليحصل على الماجستير فى الفلسفة ولكنه سريعًا ما قرر أن يتراجع وأن يعطى فرصة لموهبته فى الكتابة.
تزوج نجيب محفوظ فى فترة توقفه عن الكتابة من “عطية الله إبراهيم” وكان يعمل حينئذ بالسينما وأخفى ذلك الخبر لمدة عشر سنوات حتى عرف صلاح جاهين زواجه بالصدفة وانتشر الخبر من بعدها. أنجب نجيب محفوظ ابنتين وهما فاطمة وأم كلثوم.
لقاء نجيب محفوظ مواجهاً للجمهور مع ليلى رستم
ما ألهمه ليصبح كاتبا؟
عاش نجيب محفوظ طفولته وشبابه فى حى الجمالية الذى يعد الملهم الأول لنجيب محفوظ لخلق كل تلك الشخصيات والقصص والعوالم،
فأحياء مصر وخاصة فى القرن العشرين وأثناء الاحتلال الإنجليزى كانت مادة خصبة للحكايات والشخصيات المتنوعة وكانت الخروجة المفضلة لنجيب محفوظ هى ذهابه للمقهى مع أصدقائه مما أضاف لرصيده من الشخصيات كثيرًا حيث كان يقابل العديد من الأشخاص على ذلك المقهى.
كما ألهمته دراسته فى الفلسفة، ففتحت له آفاق فى عقله وذهنه مما جعله يفكر بعدما حصل على الليسانس فى الاتجاه للأدب ليبدأ مشواره الأدبي الحافل بالإنجازات .
منذ نعومة أظفاره وهو يعشق الوقوف أمام المقهى ليسمع القصص على الربابة.
أحب القراءة وتطلع لمعرفة المزيد من خلال ما يقرأه، فقرأ العديد من الكتب فى طفولته وشبابه مثل”النظرات والعبرات” للمنفلوطي و”الأيام” لطه حسين.
مشوار نجيب محفوظ الأدبي
بدأ نجيب محفوظ مشواره الأدبى فى ثلاثينات القرن الماضى بكتابة القصص القصيرة ونشرها فى مجلة “الرسالة” عام ١٩٣٩.
بدأ مشواره فى البداية بالترجمة ثم قرر أن يفتتح طريقه الروائى برواية “عبث الأقدار” والذى أخذ بها منحنى تاريخى ثم كتب “رادوبيس” و“كفاح طيبة” ليكمل الثلاثية التاريخية.
بعد الثلاثية التاريخية ، بدأ فى كتابة الروايات ذات الطابع الاجتماعى والتى اشتهر بها مثل ثلاثية القاهرة و“زقاق المدق“.
انتقل نجيب محفوظ بين الرمزية، والواقعية الاجتماعية، والواقعية النفسية ولكن ظل أسلوبه البارع المذهل واحد فى كل الأنواع.
اشتهرت روايات وقصص نجيب محفوظ بالواقعية فهى تشبه مصر والقاهرة كثيرًا فمن الممكن أن تلمح تلك القصص فى الشارع المصرى كما اشتهرت بالجرأة الشديدة كرواية “أولاد حارتنا” التي منعت من النشر فى مصر حتى أواخر عام ٢٠٠٦ وكانت سببًا فى محاولة اغتياله فيما بعد.
الجوائز والتقديرات
حصل على العديد من الجوائز من أشهرها :
- جائزة نوبل للآداب عام ١٩٨٨
- جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية “رادوبيس” عام ١٩٤٣
- جائزة وزارة المعارف عن رواية “كفاح طيبة” عام ١٩٤٤
- جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية “خان الخليلى” عام ١٩٤٦
- جائزة الدولة فى الأدب عن رواية “بين القصرين” عام ١٩٥٧
- جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام ١٩٦٨
- قلادة النيل العظمى عام ١٩٨٨
- جائزة مبارك فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام ١٩٩٩
- وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام ١٩٦٢
- شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام ١٩٨٩
- العضوية الفخرية للأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب عام ٢٠٠٢
- جائزة كفافيس عام ٢٠٠٤
لقاء نجيب محفوظ مع فاروق شوشة
محطات مميزة في حياته
حصوله على جائزة نوبل:
حصوله على جائزة نوبل: بعد الحرب التى خاضها الأديب العالمى نجيب محفوظ ضد النقاد والقراء والرقابة من أجل رواية “أولاد حارتنا” واضطراره لنشرها خارج بلده لرغبته فى نشرها كاملة،
نصفه القدر عندما أعلنت منظمة جائزة نوبل بفوزه بالجائزة فى الأدب بسبب أربع روايات منهم أولاد حارتنا، لكن لم يكن نجيب محفوظ يحب السفر فقد سافر فى حياته كلها مرتين ، مرة للعلاج ومرة مع باقة من الكتاب،
فبعث بابنتيه لتسلم الجائزة وبعث بالصحفى محمد سلماوى لإلقاء الكلمة بدلًا عنه. أما نجيب محفوظ فلم يغير خططه لليوم وإنما جلس مع أصدقائه ” الحرافيش ” فى المقهى يشاهد الحفل كواحد من الجمهور.
محاولة اغتياله:
بعد نشر رواية أولاد حارتنا بشهرين، اتهمه الشيوخ بالخروج عن الملة. فى عام ١٩٩٥، قام شابان بمحاولة اغتيال فاشلة لنجيب محفوظ.
نجا نجيب محفوظ ولكن أثرت تلك المحاولة على يده اليمنى مما أثر على مسيرته الكتابية فقد قلت أعماله الكتابية بعد الحادث.
عمله فى السينما:
بعد عام ١٩٥٢ وبعد الثورة ، توقف نجيب محفوظ لفترة عن الكتابة فقد أرهقته الثلاثية كما أرجع توقفه إلى أسباب سياسية أيضًا.
فى فترة التوقف، بحث نجيب محفوظ عن شغف آخر وأخذ يفكر حتى وجد السينما وقام بالتسجيل فى نقابة السينمائيين.
اختياره للأدب بدل الفلسفة:
بعدما أنهى نجيب محفوظ كليته وحصل على ليسانس الآداب فى الفلسفة، اختار أن يحصل على الماجستير فى الفلسفة الإسلامية من شدة حبه للفلسفة،
لكن سرعان ما أسره حبه للثقافة والأدب ووجهه ليبدأ فى رحلته الأدبية الحافلة. بدأ نجيب محفوظ في كتابة القصص لمجلة “الرسالة” ثم بدأ في الترجمة ثم كتابة رواياته ومجموعاته القصصية ومسرحياته.
عودته للكتابة بعد فترة التوقف:
بعد ثورة ١٩٥٢، توقف نجيب محفوظ لفترة عن الكتابة بعد ما سببته له الثلاثية من إرهاق وتزوج من “عطية الله إبراهيم” ليبنى عائلته، بعد توقفه،
عاد للكتابة مليئًا بالشغف برواية “أولاد حارتنا” التى وضع بها مما تعلمه من الفلسفة مع الخبرات التي حصل عليها فى تلك الفترة. كانت النتيجة أن أصبحت تلك الرواية واحدة من أسباب حصوله على نوبل ومن أفضل رواياته التى تقرأ وتباع حتى الآن.
نجيب محفوظ كاتب السيناريو:
التقى نجيب محفوظ بالصدفة مع” صلاح أبو سيف” عام ١٩٤٧ حين رأى فيه الأخير كاتب سيناريو وقام بتعليمه أساسيات السيناريو ليعود إليه نجيب محفوظ بعد فترة بسيناريو فيلم “عنتر وعبلة” وفيلم “المنتقم” ولتبدأ مسيرة نجيب محفوظ فى كتابة السيناريو.
ساعده صلاح أبو سيف وقام معه بالتعديلات على السيناريو ليتم طرح الفيلمين عام ١٩٤٧ وعام ١٩٤٨. ومن هنا بدأ مسيرة محفوظ كسيناريست.
اقتباسات شخصية
” قد نضيق بالحب إذا وُجد، ولكن شَدَّ ما نفتقده إذا ذهب. “
” أقصى درجات السعادة هو أن نجد من يُحبنا فعلاً ، يُحبنا على ما نحن عليه أو بمعنى أدق يُحبنا برغم ما نحن عليه “
” من يحمل الماضي تتعثر خطاه “
” لو أنّ شيئاً يدوم على حال فلم تتعاقب الفصول؟ “
” ما أشد حيرتي بين ما أريد وما أستطيع “
” أكبر هزيمة في حياتي هي حرماني من متعة القراءة بعد ضعف نظري “
” الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة “
” إما أن الذاكرة خداعة كاذبة تختلق ما لا أصل له. و إما أن الدنيا تتغير بقوة لا ترحم الذكريات “
” بالحلم أغير كل شيء وأخلقه “
” عندما تتكاثر المصائب يمحو بعضها بعضاً وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق وتستطيع أن تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف “
” لا تجمد نفسك في نمط، النمطية مفيدة ولكن المرونة خير و أبقى “
” عاشر الزمان وجها لوجه بلا شريك. بلا ملهاة ولا مخدر. واجهه في جموده وتوقفه وثقله. إنه شيء عنيد ثابت كثيف وهو الذي يتحرك في ثناياه كما يتحرك النائم في كابوس. إنه جدار غليظ مرهق متجهم. غير محتمل إذا انفرد بمعزل عن الناس والعمل. كأننا لا نعمل ولا نصادق ولا نحب ولا نلهو إلا فرارا من الزمن. الشكوى من قصره ومروره أرحم من الشكوى من توقفه “
أعماله خارج العالم الأدبي
عمل نجيب محفوظ لمدة سبع سنوات سكرتير برلمانى لوزارة الأوقاف منذ عام ١٩٣٨ حتى عام ١٩٤٥ ثم مدير لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة عام ١٩٥٤.
عمل أيضًا مدير لمكتب وزارة الإرشاد ومدير للرقابة على المصنفات الفنية فى وزارة الثقافة عام ١٩٦٠. أعجب بالعمل فيما يتعلق بالفن والسينما،
فعمل مديرًا عامًا لمؤسسة دعم السينما ثم مستشارًا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون،
ثم رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما منذ عام ١٩٦٦ وحتى عام ١٩٧١.
معلومات سريعة
تصنيف رواياته : واقعي اجتماعي ، سياسي ، فلسفي
أشهر شخصية في روايته :
الجبلاوى من رواية أولاد حارتنا
عاشور الناجي من رواية الحرافيش
كتب نجيب محفوظ
أسماء رواياته:
- عبث الأقدار عام ١٩٣٩
- رادوبيس عام ١٩٤٣
- كفاح طيبة عام ١٩٤٤
- خان الخليلى عام ١٩٤٥
- القاهرة الجديدة ١٩٤٦
- زقاق المدق عام ١٩٤٧
- السراب عام ١٩٤٨
- بداية ونهاية عام ١٩٥١
- بين القصرين عام ١٩٥٦
- قصر الشوق عام ١٩٥٧
- السكرية عام ١٩٥٧
- أولاد حارتنا عام ١٩٥٩
- اللص والكلاب عام ١٩٦١
- السمان والخريف عام ١٩٦٢
- الطريق عام ١٩٦٤
- الشحاذ عام ١٩٦٥
- ثرثرة فوق النيل عام ١٩٦٦
- ميرامار عام ١٩٦٧
- المرايا عام ١٩٧٢
- الحب تحت المطر عام ١٩٧٣
- الكرنك عام ١٩٧٤
- حكايات حارتنا عام ١٩٧٥
- قلب الليل عام ١٩٧٥
- حضرة المحترم عام ١٩٧٥
- الحرافيش عام ١٩٧٧
- عصر الحب عام ١٩٨٠
- أفراح القبة عام ١٩٨٠
- ليالى ألف ليلة عام ١٩٨١
- الباقى من الزمن ساعة عام ١٩٨٢
- رحلة ابن فطومة عام ١٩٨٣
- العائش فى الحقيقة عام ١٩٨٥
- يوم قتل الزعيم عام ١٩٨٥
- حديث الصباح والمساء عام ١٩٨٧
- قشتمر عام ١٩٨٨
حمّل التطبيق
