ثلاثية القاهرة

نجيب محفوظ

ثلاثية القاهرة هي سلسلة من الروايات الاجتماعية السياسية للكاتب الراحل نجيب محفوظ مكونة من ثلاث قصص مختلفة تحمل كل واحدة منهن اسم شارع من شوارع القاهرة.

احصل علي نسخة

نبذة عن ثلاثية القاهرة

“القاص في هذه القصة يحقق تحقيقياً رائعاً لخصلتين، يبلغ بهما الأثر الأدبي أقصى ما يقدر له من النجاح، وهما: الوحدة التي لا تغيب عنك لحظة، والتنوع الذي يذود عنك السأم، ويخيل إليك أنك تحيا حياة خصبة، مختلفة المظاهر والمناظر والأحداث”. هذا ما قاله عميد الأدب العربي “طه حسين” في نقد أدبي لرواية ثلاثية القاهرة في مدحه للرائع نجيب محفوظ.

بينما قال نجيب محفوظ حينما تحدث عن روايته ثلاثية القاهرة: “فكرة هذه الثلاثية خطرت إلى ذهني بعد أن انتهيت من قراءة رواية شجرة البؤس، لعميد الأدباء طه حسين، فقد تأثرت بها جدًا، وكنت أتمنى أن أكتب قصة أجيال”.

رواية تخطت ١٥٠٠ صفحة كتبها نجيب محفوظ في حوالي ستة سنوات، ونشرها في مجلة “الرسالة الجديدة” على صورة مسلسلات قبل أن يطبعها في مجلد، وحينما عرضها على صديقه “عبد الحميد جودة السحار” صاحب دار نشر مكتبة مصر قام بتقسيم الرواية إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول ينتهي بثورة ١٩١٩، والجزء الثاني ينتهي بوفاة سعد زغلول،

والجزء الثالث يبدأ بعد ثورة ٥٢ وينتهي بولادة مولود جديد وكأنه بشارة لجيل جديد يتعارض مع بعض الأطياف والتيارات المتطرفة التي ظهرت في تلك الحقبة الزمنية، اختار “نجيب” أسماء الثلاثة أجزاء وهي بين القصرين صدرت في عام ١٩٥٦، و قصر الشوق والسكرية صدرت في عام ١٩٥٧،

تلك الأسماء التي كانت تشير إلى أسماء مناطق في حي الجمالية بالقاهرة والتي طالما ما اتهم “نجيب” بتحيزه إلى ذلك الحي حيث كان مسرحاً لمعظم أحداث رواياته ثلاثية القاهرة، والذي ولد به “نجيب” وعاش به طيلة حياته حتى وافته المنية. صنفت الرواية طبقاً لاتحاد الناشرين أنها من أهم مائة رواية عربية إن لم تكن أعظمهم على الإطلاق، وقد ترجمت إلى عدة لغات أجنبية، وتم الإشادة بها من قبل لجنة جائزة نوبل في حفل تسليم الجائزة للكاتب نجيب محفوظ و ذكر أنها من أهم رواياته.

وبالرغم من أن رواية ثلاثية القاهرة يقوم بدور البطولة الرئيسية فيها “السيد أحمد عبد الجواد” الذي ولد مع ثورة عرابي و عاش ليحضر ثورة ١٩١٩ وثورة ١٩٥٢ وعاصر الحرب العالمية الأولى والثانية، لكن حينما سُئل نجيب محفوظ عن أهم بطل في الرواية، أجاب أنه صنع ٥٠ بطلاً بشخصياتهم المختلفة ليكونوا كلهم أبطالاً هامين يمثلون نماذج مختلفة في المجتمع،

وقد صنع أرشيف لكل شخصية يسرد سماتها وآرائها واتجاهاتها، وحين سُئل هل يوجد بطل قريب من شخصيتك في الرواية قال ربما “كمال” فقد قامت ثورة ١٩ وهو في الثامنة من عمره مثلي، وهناك بعض الجوانب من ثقافته يؤمن بها، كما قال أن “أمينة ” تشبه إلى حد كبير والدته في طاعتها لزوجها وحبها لزيارة ضرائح الأولياء والجوامع والكنائس.

تحدثت ثلاثية القاهرة عن ثورة ١٩ وكيف خرجت المرأة للنضال مع الرجل وكيف تكاتف الهلال مع الصليب، و أشارت إلى وباء التيفوئيد الذي انتشر في تلك الحقبة الزمنية وكيف راح ضحيته زوج وأبناء “عائشة” ابنة سيد أحمد عبد الجواد، و عن ثورة ٥٢ وكيف خرجت بعدها بعض التيارات الملحدة الشيوعية، والمتشددة الدينية، كما ظهرت بعض السلوكيات الشاذة التي أتت إلينا من الغرب.

مسرح مليء بالأحداث لعب على خشبته خمسون بطلاً ليجسدوا أحداث تاريخية و سياسية واجتماعية في أهم فترة من تاريخ مصر في القرن العشرين ما بين ثورتين ١٩١٩، و١٩٥٢، ويتحدث عن أنماط وسلوكيات مختلفة من الشخصيات، “فهمي” المواطن المصري الحر الذي يدفع حياته في سبيل كرامة وطنه، “ياسين” الطائش الهوائي الذي لا يعنيه سوى نزواته حتى على حساب وفائه لأخيه، “السيد أحمد عبد الجواد” رب الأسرة صاحب الشخصية الجبارة التي تنحني أمام عشق العوالم،

“زنوبة” العالمة التي زهدت المال والترف من أجل الحصول على الزوج والابنة والشرف، و”أمينة” مثال السيدة المصرية الأصيلة التي لا تعلم شيء في الحياة سوى إرضاء زوجها و أبنائها، “عائشة ” مثال المرأة الصامدة الصابرة، “كمال” الشخصية التي تعشق الخيال والأدب وترفض الزواج والإنجاب من أجل ألا ترث الحياة لمخلوق جديد، “رضوان “ابن ياسين” الذي تخلق بسلوك شاذ، “أحمد” بن “خديجة” الذي اتجه للشيوعية، و “عبد المنعم” الذي اتجه نحو التيارات الدينية.

كل هؤلاء لعبوا أدوارهم بإتقان في نسيج واحد ليخرجوا للأدب العالمي أهم ما كتب نجيب محفوظ. وهو ثلاثية القاهرة.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب نجيب محفوظ

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر