المرايا

نجيب محفوظ

المرايا هو أحد مؤلفات الكاتب نجيب محفوظ اعتبره البعض مجموعة قصصية تشمل عشرات القصص التي تحمل أسماء أشخاص، وهي أقرب لصور ولوحات فنية لأشخاص حقيقين بأسماء متخيلة.

احصل علي نسخة

نبذة عن المرايا

المرايا واحد من أهم كتب نجيب محفوظ لطبيعته المختلفة، فقد أشيع خطأ أن العمل عبارة عن رواية تم تحويلها إلى فيلم بطولة نور الشريف ونجلاء فتحي، والحقيقة أن فيلم المرايا من تأليف محي الدين عارف، إننا أمام عشرات اللوحات الفنية، ليكون بورترية كبير يعبر عن الحياة السياسية والاجتماعية بمصر في مطلع القرن الماضي، عندما تطالع الفهرس ستكتشف أننا أمام 55 اسم، يمثل كل اسم لوحة فنية منفصلة،

الأسماء تبدو مُتخَيَلة، تعبر عن أشخاص حقيقيين، يحكي بكل لوحة تفاصيل عن حياة الشخص وتأثيره على الحياة السياسية والثقافية بمصر، ولا يخلو الأمر طبعاً من ذاتية، فتأثرت صور هؤلاء الأشخاص بوجهة نظر نجيب محفوظ الشخصية.

يعبر نجيب محفوظ من خلال هذه الشخصيات عن الحياة السياسية بمصر ما بعد ثورة 1919 وما بعد نكسة 1967 بحوالي ثلاث سنوات، لعله يوثق شهادته الشخصية على العصر بطريقة غير مباشرة بعيداً عن السير الذاتية، وذكر الأسماء بوضوح.

البعض يقول عن كتاب المرايا أنه يندرج تحت أدب النميمة، أو أدب التلاسن وأنا لا أحب تلك التسمية، وأرى أن لدى نجيب محفوظ صورة واضحة لكل شخص وقف أمام مرآته أو مرآة نجيب محفوظ، ليجمع صور المرايا بكتاب يمكن للجميع الرجوع إليه والاستفادة منه دونما المساس بأحد أو تعمد إحراجه.

لنا أن نعتبر كتاب المرايا محاكمة رحيمة وموضوعية للطبقة التي تسمى بالمثقفين بمصر، في الفترة من 1930 إلى 1970 ، يوضح تناقضاتهم وطباعهم، فضائلهم ورذائلهم، دورهم في توجيه الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية بمصر، يوضح هذا الذي يتعالى على الناس بأفكاره،

وذاك المجامل والمحابي للسلطة، والمعترض دائماً، والمتحيز لأفكار بعينها وفي سبيلها فليذهب كل شيء، المحاكمة رحيمة لأنها لم توثق أسماء معروفة، وموضوعية لأنها خرجت من حيز الإسقاطات الشخصية الضيق، إلى رحابة الكلام بشكل عام، لتوضيح نماذج وأنماط بشرية يمكن لها أن تتواجد بأي مجتمع وأي عصر وهذه واحدة من عبقريات نجيب محفوظ.

فعلى سبيل المثال الشخصية الأولى التي تحدث عنها بكتاب المرايا هي “إبراهيم عقل” أستاذ جامعي ملهم فذ، اتهموه بالإلحاد وأن رسالة الدكتوراة الخاصة به تحتوي على إساءة للدين الإسلامي الحنيف، وأن هذا الاتهام أصبح ينال من الكثيرين، لدرجة أنه قابل أستاذ جامعي آخر باهت لا يتحدث إلا في إطار النطق بحقائق علمية واضحة، فلا إبداع ولا تفكير ولا تصور،

ويرى أن تلك هي الطريقة الأكيدة لحماية نفسه -بشكل شخصي- اعتقد أن طه حسين هو الأستاذ الجامعي الحقيقي صاحب رسالة الدكتوراة المتهمة بالإلحاد وكذا صاحبها، سبق وقرأت عن إعجاب نجيب محفوظ الشديد بالعميد واعتباره قدوة رغم أنه لم يدرس له، واهتمام نجيب محفوظ بالأمر يتعلق بأمر شخصي، فبالمستقبل اتُهم هو الآخر بالإلحاد وتعرض لمحاولة اغتيال.

المرأة لها نصيب أيضاً بكتاب المرايا، فقد ذكر نجيب محفوظ العديد من الشخصيات النسائية، سنرد منها هنا “أماني محمد” الصحفية المهتمة بالفن التي هاتفته وأخذت تحاوره باهتمام وشغف، حتى طلبت مقابلته، فعرض عليها القدوم إلى المكتب فرفضت كراهية في جو المكاتب، وتقابلا بالهرم، ظن أن محدثته فتاة صغيرة حديثة التخرج، أما من جاءت سيدة في الأربعين ناضجة ذات أنوثة فجة،

طريقتها جعلته يشعر أن الفن ليس وحده ثالثهما، عرضت عليه أن يزورها في بيتها، وطلبت منه أن يشاركها في الكتابة ويمدها بالمراجع، فسألها عن حالتها الاجتماعية لتقول أنها مطلقة، وتشكو حالها، يرى أنه يعلم أن بكلامها كذب واستعطاف، ومع هذا يتعاطف معها، ولكنه يعلم أن الرغبة والشفقة غير كافيتين لإقامة علاقة، لتدور الدوائر ويكتشف كذب أماني وتمر الأعوام وتتغير أماني، وتبقى “أماني محمد” نموذج غير مشرف.

وبعيداً عن أسماء الشخصيات سننهي الملف بعبارة ستنطبق على كثير ممن نعرف “ومن ثم يوجه عنايته إلى بعض النقاد فيملأ نقدها أنهار الصفحات الأدبية، وينفق أضعاف ذلك على ترجمتها، فيفرض نفسه على الحياة الأدبية”.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب نجيب محفوظ

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر