رواية قادمة من زمن اخر , زمن يستعرض جمال القاهرة بكل تناقضاتها الفكرية وتنافر طبقاتها الاجتماعية لانها ببساطة تروي قصة شاب معدم قادم من الصعيد للدراسة فيتعرف في مجتمع الجامعة على مختلف التيارات الثورية والدينية فيعمل على تكوين فلسفته الخاصة تلك الفلسفة الشيطانية التي تبيح لنفسه عمل اي شئ من اجل مصلحته الشخصية, وفي سبيل الحصول على وظيفة محترمة يدخل من خلالها الى المجتمع المخملي يلجأ بطل الرواية الى قبول عرض احد البكاوات للعمل عنده مقابل ان يشاركه البيك في زوجته.
سبب اختياري لهذه الرواية هو تميزها بثلاث محاور تميز نمط نجيب محفوظ عن غيره من الكتاب
رسم الشخصية: لطالما كان نجيب محفوظ مبدع شخصيات فشهرة شخصيات نجيب تفوق شهرة الروايات نفسها لتتحول ابطال رواياته الى ايقونات رمزية داخل الوعي الجمعي العربي مثل (سي سيد) رمز الرجل الشرقي و (انيس افندي) ذلك المسطول الذي اصبح ايقونة النقد الساخر , فأصبح محجوب عبد الدايم رمزا للرجل القواد (اجلكم الله) ورغم مرور اكثر من 60 عام على انتاج فلم القاهرة 30 المأخوذ من الرواية لازالت صورة محجوب عبد الدايم بقرونه الذهبية (كما يحب ان يسميها) تجوب مواقع التواصل الاجتماعي كرمزية عن ضياع الرجولة.
الجرأة:تطرق نجيب محفوظ الى منطقة مغيبة في الادب القصصي فأن يكون بطل الرواية متاجرا بعرضه كانت مسألة صادمة للقراء فمعايشة بطل كان يخرج من منزله ليفسح الطريق امام رجل اخر جرأة فاقت كل المقاييس لكن عند قراءة تأملات الشخصية مع نفسها والفلسفة التي اعتنقها نوقن بأننا امام شخصية عابثة غير مبالية بمعتقد او خلق او دين او مذهب او اتجاه سياسي وان كان ادعى الشيوعية كستار ايام الدراسة لكن فلسفة محجوب عبد الدايم هي تسفيه اي مبدأ فكري وعقائدي.
النهاية: الرواية وان كانت مثيرة للاهتمام لكنها تسير منذ بدايتها برتم واحد لكن النهاية الصادمة جعلتها اشبه بناهية مسرحية مأساة وملهاة فتزامن وصول والد البطل مع زوجة البيك وافتعالها فضيحة مدوية جعلها اذكى النهايات على الاطلاق فبين اب مفجوع بحقيقة ابنه و صراخ زوجة غاضبة غيورة والبيك الذي يلملم ملابسه بمهانه يقف القارئ مبهورا بعدالة السماء التي تحققت عندما نقل البطل الى اسوان وتختم هذه الرواية الملهمة بنهاية تعد الاروع في عالم الروايات.
القاهرة الجديدة
رواية قادمة من زمن اخر , زمن يستعرض جمال القاهرة بكل تناقضاتها الفكرية وتنافر طبقاتها الاجتماعية لانها ببساطة تروي قصة شاب معدم قادم من الصعيد للدراسة فيتعرف في مجتمع الجامعة على مختلف التيارات الثورية والدينية فيعمل على تكوين فلسفته الخاصة تلك الفلسفة الشيطانية التي تبيح لنفسه عمل اي شئ من اجل مصلحته الشخصية, وفي سبيل الحصول على وظيفة محترمة يدخل من خلالها الى المجتمع المخملي يلجأ بطل الرواية الى قبول عرض احد البكاوات للعمل عنده مقابل ان يشاركه البيك في زوجته.
سبب اختياري لهذه الرواية هو تميزها بثلاث محاور تميز نمط نجيب محفوظ عن غيره من الكتاب
رسم الشخصية: لطالما كان نجيب محفوظ مبدع شخصيات فشهرة شخصيات نجيب تفوق شهرة الروايات نفسها لتتحول ابطال رواياته الى ايقونات رمزية داخل الوعي الجمعي العربي مثل (سي سيد) رمز الرجل الشرقي و (انيس افندي) ذلك المسطول الذي اصبح ايقونة النقد الساخر , فأصبح محجوب عبد الدايم رمزا للرجل القواد (اجلكم الله) ورغم مرور اكثر من 60 عام على انتاج فلم القاهرة 30 المأخوذ من الرواية لازالت صورة محجوب عبد الدايم بقرونه الذهبية (كما يحب ان يسميها) تجوب مواقع التواصل الاجتماعي كرمزية عن ضياع الرجولة.
الجرأة:تطرق نجيب محفوظ الى منطقة مغيبة في الادب القصصي فأن يكون بطل الرواية متاجرا بعرضه كانت مسألة صادمة للقراء فمعايشة بطل كان يخرج من منزله ليفسح الطريق امام رجل اخر جرأة فاقت كل المقاييس لكن عند قراءة تأملات الشخصية مع نفسها والفلسفة التي اعتنقها نوقن بأننا امام شخصية عابثة غير مبالية بمعتقد او خلق او دين او مذهب او اتجاه سياسي وان كان ادعى الشيوعية كستار ايام الدراسة لكن فلسفة محجوب عبد الدايم هي تسفيه اي مبدأ فكري وعقائدي.
النهاية: الرواية وان كانت مثيرة للاهتمام لكنها تسير منذ بدايتها برتم واحد لكن النهاية الصادمة جعلتها اشبه بناهية مسرحية مأساة وملهاة فتزامن وصول والد البطل مع زوجة البيك وافتعالها فضيحة مدوية جعلها اذكى النهايات على الاطلاق فبين اب مفجوع بحقيقة ابنه و صراخ زوجة غاضبة غيورة والبيك الذي يلملم ملابسه بمهانه يقف القارئ مبهورا بعدالة السماء التي تحققت عندما نقل البطل الى اسوان وتختم هذه الرواية الملهمة بنهاية تعد الاروع في عالم الروايات.