حديث الصباح والمساء

نجيب محفوظ

رواية فلسفية وواقعية، تعطي نظرة داخل المجتمع المصري وأحواله من الصباح حتى المساء. تُناقش الرواية دورة حياة الإنسان وتعاقب الأجيال وثلاث عائلات.

احصل علي نسخة

نبذة عن حديث الصباح والمساء

تُناقش رواية حديث الصباح والمساء دورة حياة الإنسان وتعاقب الأجيال وثلاث عائلات لثلاثة أصدقاء وهم “أحمد عطا المراكيبي” و “يزيد المصري” و “مُرسي الطرابيشي” من خلال سبعة وستون شخصية. رواية من أكثر الروايات تفردًا منذ صدورها وحتى الآن ليس فقط من ناحية الموضوع ولكن طريقة كتابة وسرد نجيب محفوظ لأحداثها، فهي من أغرب الروايات التي يمكن أن تقرأها للكاتب أو بشكلٍ عام.

زمن رواية حديث الصباح والمساء بدايةً من الحملة الفرنسية على مِصر وتولي محمد علي الحكم مرورًا بثورة عرابي وثورة ١٩١٩ وحتى عصر محمد أنور السادات وفترة الانفتاح، وتدور حول حياة خمسة أجيال مختلفة وهي محور الأحداث.

وهي رواية فلسفية وواقعية بشكلٍ عام، أولًا لطرحها لفكرة الموت وحقيقة استمرارية الحياة مهما عظم تأثيره. أيضًا لأنها تعطي نظرة داخل المجتمع المصري وأحواله من الصباح حتى المساء، ومن هنا جاء عنوان الرواية ورمزيته وعبقريته فهو يعود إلى فكرة دوران الأحداث حول الحياة اليومية لهؤلاء الناس، وأحاديثهم وحكاياتهم صباحًا ومساءًا.

ولكن يَكمُن سر هذه الرواية -وعلى الرغم من صِغر حجمها مقارنة بما تناقشه من مواضيع- في طريقة حكيها وخلوها من عوامل كثيرة كالحبكة الملتوية أو التشويق المبالغ فيه فلا توجد مفاجآت بعينها ينتظرها القاريء، على العكس. فلسلفة الرواية بسيطة، كفلسفة الحياة: يولد الإنسان ليموت، وما بينهما هو رحلته في الحياة الصباح إلى المساء.

وأيضًا ربما يشير العنوان إلى تقلبات الحياة وتبدلها كتبدل الصباح والمساء. وربما اختار نجيب محفوظ شخصيات بسيطة وعادية -على الرغم من اختلافها وتنوعها- لإيصال تلك الفكرة.

بجانب أن فكرة تعاقب الأجيال في رواية حديث الصباح والمساء تأتي بالتوازي مع فكرة تعاقب الحُكام وتقلبات وتغيرات الحُكم والظروف الاجتماعية والسياسية لمِصر على مدار أكثر من قرن. فيستطيع نجيب محفوظ دائمًا مزج آراءه السياسية بطريقة سلسة وسحرية بأفكاره عن المجتمع وثقافته بشكلٍ عام دون أن يكون العمل سياسي بحت أو إجتماعي بحت.

فنجد أن كلًا من هذه الشخصيات يحمل اتجاهاته السياسية: من داعمي عُرابي وسعد زغلول والناصريين، والمعارضون لكل هؤلاء، واليساريين، والمنتمين لجماعة الإخوان المُسلمين. ولكن يوجد منهم أيضًا من لا يتبع أي اتجاه سياسي معين.

يمكن إعتبار الرواية أيضًا ملحمة تاريخية تحكي تاريخ مصر في فترة زمنية معينة ولكن في قالب روائي وجديد من نوعه.

الرواية مقسمة إلى أجزاء، حيث تحظى كل شخصية بفصل أو جزء خاص بها يحكي قصتها وحياتها وما إلى ذلك من تفاصيل. ولكن ترتيب الشخصيات جاء بُناءًا على الحروف الأبجدية وليس بُناءًا على ترتيب الأحداث مما قد يُربك بعض القُراء ويُصعب عملية ربط الأحداث وربط كل شخصية بالجيل الذي تنتمي إليه ولكن يقول البعض أن محفوظ أراد للقُراء أن يُنفذوا هم مُهمة ربط الأحداث وفك عقدتها.

ومن أبرز الشخصيات في الرواية هي شخصية “جليلة الطرابيشي”. حيرتنا تلك الشخصية بلا شك والتي تتأرجح بين الإيمان وبين أفكارها الغريبة الموازية لذلك الإيمان. وشخصية حفيدها “قاسم” والذي ورث عنها “كراماتها”. وشخصية “داوود باشا المصري” الذي اقتلعه القدر من جذوره وألقي بنبتته في عالم البشوات والأثرياء لتنمو ثم تعود إلى أرضها الأم بعد فترة طويلة مزدوجة الجذور، عطشة للانتماء، وأيضًا قصته مع جاريته.

شخصيات أخري مؤثرة ومهمة في العمل وتنحدر من عائلة “عطا المراكيبي” هي شخصيات أولاده أحمد ومحمود ونعمة. وعائلة “الشيخ القليوبي” الذي تنحدر منها شخصية “الشيخ معاوية” ابنه، زوج جليلة وأولادهم راضية وبليغ وصديقة وشهيرة.

صدرت رواية حديث الصباح والمساء عام ١٩٨٧ عن دار الشروق وتحولت إلى مسلسل شهير عام ٢٠٠١.

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

تعلقات على "حديث الصباح والمساء"

  1. Esraa Raslan يقول Esraa Raslan:

    رواية حديث الصباح روايه صدرت1987 دار الشروق وتم عملها مسلسل تليفزيونى عام 2001 للكاتب نجيب محفوظ والذى لقب بأديب نوبل لانه يعد اول اديب عربى حائز على جائزه نوبل فى الادب والتى تعد رواياته اكثر واقعيه ووجوديه ويعد محفوظ اكثر اديب نقلت رواياته للسينما والتليفزيون لتمتع العالم
    ما حياه الانسان الا صرخه عند الولاده وشهقه عند الموت
    روايه حديث الصباح والمساء هى روايه فلسفيه واقعيه تصف فلسفه الحياه والموت وهى ان ما حياه الانسان صرخه عند الولاده وشهقه عند الموت مهما كانت حياه الانسان صعبه ام يسودها الثراء والترف او مهما كان بنيانه قوى ام ضعيف ومهما كان مدى تقربه من الله ان الموت سيحل لا محاله
    وكان عنوان الروايه يحمل داخله الكثير من المعانى والعبر وهى ما الحياه الا شروق وغروب وكأن الانسان يولد ليتزوج وينجب ويموت وان الحياه مهما طالت فلابد من الفناء والزوال والاستعداد للغروب دارت احداث الروايه مع بدايه الحمله الفرنسيه وحتى حكم محمد على باشا حتى ثوره 1919 والى فتره الانفتاح فى عهد محمد انور السادات
    نقل لنا الكاتب احداث تلك الحقبات التاريخيه عن طريق الاسره المصريه لثلاث عائلات لثلاث اصدقاء هم “احمد عطا المراكيبي” “يزيد المصرى” و”مرسي الطرابيشى”
    حيث مزج الاديب الاحداث السياسيه والاجتماعيه والروابط الاسريه بين سبعه وستون شخصيه مختلفه بتعاقب الاجيال على مرور قرن من الزمن وان اختلاف شخصيات الروايه يعكس واقع الحياه وهى ان البشر ليسوا سواء بل يتشكلون بحسب اسرتهم وبيئتهم وطرق التربيه المختلفه ولنجد ايضا اختلاف فى الاتجاهات السياسيه فمنهم كان داعمى عرابى وسعد زغلول والاخر معارضين
    حيث تناول الاديب ايضا رؤيه هامه فى الروايه وهى الترابط الاسرى حتى وان قام البيت على زواج تقليدى ولكن يقف الوجان صامدان امام متاعب الحياه بكل ود للحفاظ على ميثاق الزواج مهما كانت منغصات الحياه حيث لم يتكرر الطلاق فى الروايه الا مرتان وان الروابط الاسريه مقدسه لا يفرقها غنى او فقير
    هكذا وقد تحدثنا عن جوانب الروايه العميقه الخاليه من اسلوب التكلف والصعوبه والتشويق المبالغ فيه بالعكس كانت احداث الروايه بسيطه جدا مثل حياه الانسان حيث كانت احداث الروايه تمر بسرعه مثل الدهر الذى لا يقف وان حياه الانسان قصيره يولد ليموت
    “نحن نحلم بالراحه دائما ولكن لا راحه مع الحياه”

  2. Abeer Aziz يقول Abeer Aziz:

    فى ذكرى الرحيل

    فلسفة الحياة والموت 
    مراجعة رواية حديث الصباح و المساء

    فلسفة الحياة و الموت الرحلة اليومية المعتادة متكررة الحدوث على عدد لحظات اليوم تلك الرحلة صاحبة لقب رحلة الحقيقة المؤكدة. 

    رواية فلسفية ذات طابع خاص تختلف عن نظيراتها من تلك الروايات التى تحمل نفس التصنيف فجاءت غنية بمتعة ربط الشخوص والأحداث و تتبع تلك الشجرة المثمرة مستمرة النمو ليوم لا يعلمه إلا صاحب الكون لا انقطاع لها إلا بإذنه. 

    كتبها أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ عام 1987 فى تعاقب لعدة أجيال (بداية من الحملة الفرنسية حتى ما بعد حرب أكتوبر 73)  بشكل مبهر.  

    تحمل الرواية بين طياتها 67 شخصية في حوالى 200  صفحة،  

    عرضت الرواية بشكل أبجدى مختلف بدأها نجيب بشخصية (أحمد محمد إبراهيم)
     
    هو ليس بالتأكيد أول الراحلين عن الرواية ولكنه سبب التساؤل أو بالأحرى هو سبب سؤال (قاسم) الشيخ و الولى

    ”لماذا أختار الله صديقى وحبيبى و ابن أختي”

     تدور الرواية كعادة نجيب محفوظ المتجول فيما بين الحارات و قصور الأغنياء بين الصعاليك و الأمراء و لا تخلو الجولة من المجاذيب و المتعلمين المثقفين بين الحائرين هنا و هناك يجمع الأحداث فى تأريخ و تأصيل سياسي واجتماعي بشكل واقعى مبهر مرورا بطبيعة الأمراض النفسية و الجسدية التى عانى منها المجتمع فى تلك الفترات مغلف بصورة روحانية محلقة.

    يجعلك تصدقها تارة و ترفضها تارة أخرى .. الرواية تمثل حالة من الثراء ليس لها مثيل،

    مصحوبة بمعضلة التيه و البحث عن الهوية  و كأن أهم ما يميز تلك الرحلة.. رحلة الحقيقة اليومية  هو ذلك السؤال الحائر من أكون؟ و إلى من أنتمي؟ ومتى و أين المستقر؟.. الرواية مليئة بالصراعات النفسية و المجتمعية  و التساؤلات المختلفة داخل حبكة و لا أروع مصحوبة ببساطة و مباشرة  فى الاحداث و لكنها لا تخلو من الانجذاب الشديد و تتبع تلك الشجرة المرسومة بترابط مبدع. 

     

    رسم نجيب الملامح و المشاعر و الشوارع و الحارات.. رسم حتى الدمعة و البسمة و الصرخات بل استطاع أن يرسم الفرحة و الحزن و الألم حتى أنك قد تستطيع أن ترى الفقد و البشارة فى هذه الصورة أو تلك أو حتى فى نفس الصورة 

    كما فى مشهد موت الشيخ معاوية. 

    و لا نستطيع أن نغفل لغة نجيب الراقية التى تتسم فى نفس الوقت بالبساطة  و أسلوب السرد الممتع  و التكثيف غير ذى ملل أو أطالة. 

    يختتم نجيب الرواية ب (يزيد المصري ) حسب الترتيب الأبجدي وهو الجد الأكبر الذي يشكل بالأصل البداية. 

    أخذ البعض على الرواية التعدد المفرط للشخصيات حيث وجدت شخصيات ليست ذات تأثير .. مما يضفي شيء من  الصعوبة فى الربط بين الأشخاص. 

    • جدير بالذكر دور السيناريست المتميز محسن زايد فى نقل الرواية و معالجتها دراميا و تجسيدها على الشاشة في مسلسل يحمل نفس أسم الرواية فى نقل متوازن و مشوق لم يؤثر أبدا بالسلب على روح الرواية الاصلى و مغزاها المرجو. 

    *أقتباسات*

    *نحن نحلم بالراحة دائما و لكن لا راحة مع الحياة*

    *انا لا اصدق الاطباء و لا أعترف إلا بطبيب واحد هو خالق السموات و الأرض*

    *انقضت فترة العواطف و جاءت فترة العقل* 

    *هذا جيل يختار لنفسه فلا تتحدى كبرياءه*

    *انا رجل حائر بين أب عالم و أخت مؤاخية للعفاريت*   

    *وهبك الله الثروة ليمتحنك فاحذر امتحانه* 

    *و كان الباشا يحب حديثها و يجاريها على قد عقلها، و يداعبها أحيانا قائلا  و لكنك يا ست أم عامر تجعلين مع الله آلهة أخرى من الأولياء و العفاريت *

    #عبير_عزيز

  3. “حديث الصباح والمساء”هي المحطة قبل الأخيرة في مسيرة نجيب محفوظ الروائية,بعد ذلك سيليها”قشتمر”آخر ما رواية يقدمها أديب نوبل لقرائه ومحبيه والعارفين بقدره,في روايتنا تلك عبر 67شخصية تمثل خمس أجيال لثلاث عائلات مصرية تربطها القرابة والجيرة والمصاهرة,يكثف محفوظ عالمه الأدبي الفريد المتوزع بين الحيرة الوجودية والتقلبات السياسية العاصفة وقسوة ضربات القدر,ويرتبها جبرياً بحسب الحروف الأبجدية,كأنه يتماهي مع النداء المصري القديم”انهض…فلن تفني…لقد نوديت باسمك…لقد بعثت”,فلا المركز الاجتماعي ولا الثراء المادي ولا الأقدمية أو الأهمية في سير الأحداث لهم وزن في ترتيب الظهور في السرد الروائي,أول الأسماء”أحمد محمد إبراهيم”طفل يموت صغيراً,كدلالة علي افتتاح رؤية محفوظ للعالم بموت البراءة والحلم,وذلك ما سيترك أشد الأثر في نفس خاله قاسم”ولكن قلبه لم يبرد.وكلما تذكره بكي.وقيل إن حزنه عليه فاق حزن أمه نفسها..ولم يسل عن حزنه حتي تحطم واقعه وخلق خلقاً جديداً لم يجر لأحد علي بال”,والخاتمة تكون مع المؤسس الأول للحكاية كلها”يزيد المصري”القادم من الإسكندرية قبل وصول الحملة الفرنسية بأيام,هرباً من وباء فتاك”امتد به العمر حتي شهد مولد أحفاده رشوانة وعمرو وسرور.وزاره سيدي نجم الدين في المنام وأمره أن يبني قبره بجوار ضريحه فصدع بما أمر,وشيد الحوش الذي دفن فيه,وما زال يستقبل الراحلين من ذريته المنتشرة في أنحاء القاهرة”….بين الطفل الذي لم ينل من الدنيا حظاً سوي سنوات قليلة إلي الرجل الذي عمر حتي رأي أحفاده تتابع الرؤية البانورامية كما سيرها القدر ورواها نجيب محفوظ.
    لم يتوقف أديبنا الكبير عن التجديد والابتكار حتي آخر لحظة عبر فيها عما يعتلج في روحه العامرة بالفيوضات الإنسانية العميقة,فصاغ وهو في السبعينيات من عمره شكلاً فنياً صعباً,ليدون رواية أجيال تنتمي إلي نفس أعماله الملحمية الزاخرة بالأفكار والمعاني الكبري,كالحرافيش وأولاد حارتنا والثلاثية,لكنها تتماشي مع الجو الأدبي الجديد الذي شاع في العالم حينئذ,فلم يغرق في الوصف الخارجي ولا أسهب في التفاصيل اليومية مسجلاً أدق الأحداث والخواطر,ليغطي تاريخ مصر الحديث منذ مقدم نابوليون بحملته وابتداء البحث عن الهوية المصرية بعد تلك العاصفة الفكرية والثقافية التي ساقها الغرب إلي مصر الراكدة فكرياً تحت الاستبداد العثماني,حيث خيم علي العالم العربي ظلام معتم في مقابل ازدهار الحياة الفكرية والترف الحضاري والتقدم العلمي في زمن الأنوار الأوروبي,حتي بداية الانفتاح في عهد السادات الذي غير الكثير من التركيبة الاجتماعية والنفسية للشعب المصري,ومع ذلك يقدم ببراعته الفنية المعهودة تلك السنوات الحافلة بالثورات والحروب والتقلبات الحاسمة,مع إنها تجئ في إشارات عابرة إلا أنها تؤثر جذرياً في حياة الشخصيات فالتحول الأساسي في مصير “داود يزيد المصري” الذي جعله من كبار القوم مؤسساً لأسرة مجيدة, وكتب له ولأبناؤه حياة تختلف عن شقيقه عزيز ونسله تجئ كالآتي”وذات يوم والشقيقان يجولان بين الغورية والسكة الجديدة رأيا نفراً من رجال الشرطة,أما عزيز فبإلهام خفي هرب,وأما دواد فقد اعتقله رجال الشرطة وساقوه إلي المجهول.وتحدث الناس إلي بما رأوا,وعرفوا أن الوالي محمد علي يحمل أبناء الناس إلي ما وراء الأسوار ليلقنوا علوماً جديدة,إنه يحبسهم تحت الحراسة حتي لا يفروا من التعليم.وقال عزيز لأبيه:
    -لولا العناية لسقطت في أيديهم”
    هذا الحدث محمل بمفارقات مصيرية مدهشة لو كتبه محفوظ قبل مرحلته الرمزية,لاستفاض في التحليل والشرح وفاضت الفلسفة من عقله النشيط,لكن الفلسفة هنا تنبع من التأثير الأبدي الذي سيحدده ذلك الحدث فيما بعد.
    يكشف محفوظ في خضم تلك الأحداث عن أساس الحياة البشرية عموماً المتمثلة في الميلاد والحب والموت,وللعجب كلها مفروضة علي الإنسان دون حرية اختيار في أي منها,فالشخصيات هنا يحكم سير حياتها قانوني الوراثة والتطور الاجتماعي,كل شخصية تخلقها بيئتها وزمنها في قالب لا فكاك منه,ثم يجئ قانون التغيير-القانون الوحيد الثابت في العالم-فيغير من معالم الشخصية الداخلية,ويفكك البنيان الاجتماعي والسياسي والأسري من حولها ليعيد تشكيلهم من جديد في مسار لا ينتهي أو بالأحري لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد,يحدوها في مسيرتها الزمن بقدراته الجبارة علي الهدم والبناء,وإلي ذلك يشير عنوان الرواية نفسه,فهي الحديث الذي يتخلق عن اختلاف الأيام والفصول والدوران الأرضي الأزلي في مساره المستبد الغير عابئ بأوجاع المتألمين الصارخة ولا ضحكات المنتشين المجلجلة…إنه حديث الصباح والمساء.

اترك تعليقاً

كتب نجيب محفوظ

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر