كفاح طيبة هى ثالث وآخر روايات الثلاثية التاريخية التى بدأت برواية " عبث الأقدار " ثم " رادوبيس ". يقص محفوظ قصة الملك " أحمس " الذى طرد الهكسوس من أرض مصر وهو شاب فى التاسعة عشر من عمره.
احصل علي نسخةهى ثالث روايات نجيب محفوظ التى نشرت عام ١٩٤٤ وآخر روايات الثلاثية التاريخية التى بدأت برواية ” عبث الأقدار ” ثم رواية ” رادوبيس “. يعدها جميع القراء والنقاد أفضل روايات الثلاثية وأكثرهم تشويقًا.
يقص نجيب محفوظ قصة الملك الأشهر ” أحمس ” الذى طرد الغزاة من أرض مصر آنذاك وهم الهكسوس وهو شاب فى التاسعة عشر من عمره. اتخذ نجيب محفوظ من الاحتلال الإنجليزى الذى عاصره وذاق مرارته ملهمًا لأحداث الرواية بجانب الأحداث الواقعية.
يحكى كيف اعتلى ” أحمس ” عرش مصر وهو طفل بعد وفاة أخيه ” كاموس ” فى إحدى المعارك مع الهكسوس وكيف شجعته أمه منذ الصغر ليأخذ بثأر أبيه وأخيه من المعتدى وكيف استرجع أرضه من المحتل بعد عشرة أعوام من حكمه وكيف أسس الأسرة الثامنة عشر أول أسر المملكة المصرية الحديثة وكيف جهز الجيوش، الأسلحة، والعجلات الحربية لضمان الانتصار عليهم.
من ضمن شخصيات الرواية ” تتى شيرى ” الأم العظمى التى تشجع حفيدها الأصغر ليدافع عن وطنه ويبذل كل جهده فى ميدان المعركة لحريتها وذلك بعد وفاة أبيه وأخيه الأكبر مما يدل على قوة دور المرأة فى مصر القديمة. كما رسم نجيب محفوظ فى خلفية أحداث الرواية المليئة بالحروب والمعارك قصة حب أشبه بقصة حب روميو وجوليت حيث تدور تلك القصة بين أحمس وابنة ملك الهكسوس الأميرة ” امنريدس ” الذي يريد القضاء عليهم والتخلص منهم لتحرير وطنه فيزيد ذلك من حيرة أحمس ويزيد من تعقيد الأحداث ويظل ” أحمس ” مشتتًا بين حبه لوطنه ورغبته فى استقلاله وحبه للأميرة.
تنقسم الرواية إلى قسمين : القسم الأول هو المعركة الدامية بين مصر والهكسوس وأحوال مصر السياسية وما تواجهه من مشاكل واعدادها الحربى للمعركة والقسم الثانى هو قصة الحب بين أحمس والأميرة الأسيرة التى تأبى الاستسلام لحب أحمس لاعتباره عدوها وعدو أبيها. قد أعطى نجيب محفوظ كل قسم منهما حقه. ظهر بحث نجيب الشديد وركضه وراء حقائق وخبايا ذلك العصر فى تلك الرواية فقد خلق عالم أحمس بشكل صحيح حتى استطاع القارئ تخيل الأحداث، الأماكن، والشخصيات بشكل كامل.
يتخذ نجيب محفوظ من قصة أحمس مع الهكسوس عبرة وحكمة ويرينا بقلمه مصير كل محتل وكل أرض محتلة فى أى زمن سواء مصر أثناء الاحتلال البريطانى فى القرن العشرين أو فلسطين أثناء الاحتلال الصهيوني الآن … كما تتضح اسقاطات نجيب محفوظ السياسية والتى توجد فى كل رواياته فهو لا يعتمد فيها فقط على الخيال بل يأخذ من واقع حاضره ما يخدم خيال القصة.
كما وصف معاملة المصريين للأسرى من الهكسوس وخاصة النساء وكيف اختلفت معاملتنا مع الأسرى عن معاملتهم معنا أثناء الاحتلال. رسم نجيب محفوظ الشخصيات ببراعة وأظهر قوة شخصية ” أحمس ” وشخصية ملك الهكسوس مما خلق إثارة فى أحداث الرواية. أسلوب نجيب محفوظ بديع فقد قام بوصف للمناظر بشكل مفصل جميل. كما استخدم اللغة العربية الفصحى للحوار بدقة شديدة فتميز الحوار بين الشخصيات بالواقعية. لقد برع أيضًا فى إحياء الشخصيات ليراها القارئ ماثلة أمامه وكأنه يشاهد فيلمًا.
الجزء الثالث والآخير من ملحمة نجيب محفوظ الفرعونية.. في 3 حكايات مُختلفة عن مصر الفرعونية.. فبعد “عبث الأقدار” و “رادوبيس”.. كان مسك الختام مع “كفاح طيبة” التي بكل تأكيد هي أفضل الثلاثة.
رواية “كفاح طيبة” مهدت لملحمة من أول الأحداث.. وجدت نفسي بداخل حرب ضروس بين الجنوب والشمال.. بين مُغتصبي الأرض وأصحابها.. شعرتُ أنني في نفس أجواء صراع العروش ولكن بقلم نجيب وزمن الفراعنة.. فلو أمتدت هذه الحكاية بتقلباتها ألف صفحة لقرأتهم.. وإن عاب هذه الرواية بعض الملل في الأواخر.. لنلملم أوراقنا.
رواية “كفاح طيبة” هي رواية عن الحرية.. العزيمة والإرادة أن تُحرر وطنك من مُغتصبيه مهما طال الزمن.. فقضيتك بداخلك لا تنساها.. فتلك الأرض التي أصبحت فيها عبداً.. ستكافح لتعود سيدها من جديد.
مهما ظُلمت من قضاة الرعاة، مهما بُخس ثمنك وتمت معاملتك بأسوأ الطرق ونعتك بأفظع الشتائم.. قضيتك في داخل صدرك.. لن تزول.. وسيأتي اليوم الذي تسترد فيه أرضك.. وتقف شامخاً في وجه عدوك.. تنظر إلى إنكساره وركوعه لك.
“لا أحذركم إلا من عدو واحد، هو اليأس.”
فاليأس خيانة قبل أن تكون لقضيتك فهو خيانة لنفسك.. لواجبك تجاه كرامتك ووطنك.. ونحن لن نيأس حتى نستعيد أرضنا من مُغتصبيها.. سنحاول حتى آخر قطرة دماء.. حتى آخر نفس.. وحتى آخر نقطة عرق.. فنحن قد ملينا السكوت والإنكسار.
ألم يحن بعد عهد سقوط المُستبدين الظالمين؟
هي رواية تاريخية بديعة أشبه بأدب فلسفي عظيم. أبدع الكاتب في رسم الشخصيات فرسم لوحة بديعة تعجز العيون أن تصدقها.
رواية كفاح طيبة للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ
الرواية تمثل الجزء الثالث و الأخير من الثلاثية التاريخية لنجيب محفوظ بعد (عبث الاقدار، رادوبيس) ،تحكي الرواية قصة كفاح شعب طيبة و صموده في مواجهة الهكسوس، ملحمة تاريخية تحكي قصص الشجاعة و النُبل و التضحية المتمثلة في شعب عريق بقيادة حكيمة متمثلة في (الملك أحمس) قاهر الهكسوس الذي حمل على عاتقيه مسئولية حماية بلاده و تطهيرها من دنس العدو، وبرغم صغر سنة آنذاك، فلم يكُنْ ذلك عائقاً امام تلبيته نداء وطنه، فاندفع مُلبيَّاً النداء بكل جسارة، واضعاً تحرير بلاده نصب عينيه، وقد كان لأمه الملكة (إياح حُتُب) وجدته (تي تي شيري) الدور الأكبر في تحفيزه لمواجهة عدو غاشم يفوقهم في العدد و العتاد، ولم يثنيهم استشهاد والد أحمس و أخيه علي يد الاحتلال، بل كان ذلك دافعاً قوياً للنيْلِ منهم.
ومن ناحية أخرى تصور الرواية حب الملك (أحمس) للأميرة (أمنريدس) ابنة ملك الهكسوس (أبوفيس) والتي عشقها بمجرد ان وقعت عينيه عليها ولكن حال الواجب الوطني تجاههما ليقرر (أحمس) التخلي عن حبه بكل نفسٍ راضية في سبيل وطنه و ما كان بنادم على قراره؛ فكل ما دون حرية وطنه دون.
تصور الرواية جانب من جوانب الحياة الفرعونية في مصر القديمة، وكيف كانت تسير أحوال البلاد في ظل وجود المُحتلِّ الغاشم، مبرزاً عاطفة المصريين تجاه بلادهم من تضحية وفداء وبذل النفس قبل المال في سبيل حريتهم و استقلالهم.
“من العدو الذي يجب أن تحذره يا أحمس؟”… – اليأس
اليأس اذا تمكن من المرء كان سبيله للهلاك لا محالة، و على هذا الأساس كان يعمل أحمس، باذلا قصارى جهده لكي لا يتمكن اليأس من جنوده باثاً فيهم من عزيمته ما يجعلهم اكثر حماسة منه ليطهروا بلادهم من رجس عدو غاشم؛ فهم مالكو الأرض وأحقُّ الناس بها.
اهتم الكاتب في الرواية بالتصوير وبعنصري الزمان و المكان و الوصف الدقيق للأحداث مما جعلني اتخيل وجودي في ساحة المعركة أهتف بالاقدام و الثبات واتغنى بالنصر مع المحاربين
مراجعة رواية عبث الأقدار للكاتب العالمي نجيب محفوظ
عبث الأقدار هي اولي الروايات لكاتب بدي من اللحظة الاولي للكتابه وكأنه ساحر ولد لكي يبدع ، وتدور أحداث الرواية حول مصر الفرعونية وتتمحور حول فرعونها الماثل علي العرش وابناء مصر الكرام بدءاً من الُعمال مروراً بالطبقات المُجتمعية المختلفة من كهنه وأمراء وقادة جيش ومن يساندهم من زوجاتهم وابناءهم .
هي رواية من النوع التاريخي الاجتماعي صورت فرعون مصر وشبابه وعنفوانه وأعتقاده فيما يببغي ان يفعل وواجباته تجاه عرشه ،وتنقل لنا ذلك بدءاً من مسعاه بمساعده معماره النابغه “ميرابو” ببناء هرم مصر الأكبر الذي سخر له العديد من سواعد أبناء مصر الأشداء ذوي العزة والكبرياء وأصحاب الصبر علي الشدائد وكيف كانوا يقومون بعملهم من أصغر عامل وصولاً إلي قائد حرس الهرم المفتش “بشارو” وانتهاء بأكبر كاهني ومساعدي ومستشاري الفرعون .
وتنقل لنا الرواية تفصيلاً عن كيف ان جميع الطبقات كانت تري عذاب العمل لذه وتري في تضحياتهم الجبارة حتي بأقرب الناس لهم اوبأنفسهم فرض لإرادة الأنسان علي حد تعبير الكاتب بدءاً من المسيرة التي تحرك فرعون علي رأسها بالجيش الذي قوامه مائة عربة حربية عليها مائتان فارس من فرسان الحرس الفرعوني الأشداء للقضاء علي طفل قد ابصر النور لتوه استناداً إلي نبوءة تنبأها ساحر بأن هذا الطفل سيكون له الحكم من بعد فرعون وليس لاحد من ذريته .
ومن متابعه الاحداث نجد كيف أن عاطفة الاب الكاهن والظروف التي رسمها القدر ابت ان يكون هذا مصير الرضيع “ددف رع” وكان لها رأي آخر منذ ان هربت الام النفساء بالطفل هي ووصيفتها الامينه وكيف ان امُنيه وحصرة في قلب الوصيفه “زايا” في خضم صراع حرب لم تكن الام وزوجه الكاهن لتنج منها كان الدفع “لزايا” لتأخذ الطفل من حضن امه تاركة الام لبراثن الاثر من بدو سيناء اللذين عرفو بسطوهم علي القبائل والقوافل وسبيهم للنساء ، وذهبت “زايا” الي المجهول بعد ان قررت ان تتخذ ذلك الولد قرة عين لها وتربيه مع ابناء قائد حرس الهرم “بشارو” الذي أعجب بها وتزوجها لينشأ “ددف رع” ببيته ليصبح رجلاً ألتحق بالحربيه وصار رجل عظيم ذو مكانه عاليه .
وقد أبدع الكاتب حين رسم ان الاقدار ساقت ذلك الفارس العظيم الذي احب ابنه الفرعون منذ رءاها لاول مره في صورة رسُمت بأيدي اخاه “نافا”الفنان صاحب الاعين الجميله كان يظنها أحدي الفلاحات حتي اكتشف انها ابنة الفرعون التي تتمتع بشخصية لها كبرياء وجمال مشرق وقوام ممشوق لم يجد من ان يعكف علي حبها بد اومفر فصور الكاتب الصبر للمحب الفارس في ابهي صوره حيث وضع رسمتها بجانب قلبه وظل يفوز بأنتصارات لأخيها “رعخعوف”وابيها فرعون حتي يفوز بقلبها .
وهكذا تسير الرواية علي الصعيد الاجتماعي والسياسي حيث تستعرض الأحداث كيف اسند الفرعون وولي عهده ل “ددف رع” مهمه قيادة جيش للقضاء علي البدو الطغاة وذلك علي راس جيش يتكون من عشرين ألف جندي في صراع وحرب أستمر الفرعون في تأجيلها حتي فاض كيل الجميع من البدو وأفعالهم وفي خضم هذه الحرب اكتسب “ددف رع” أنتصارات فازبها بقلوب المحاربين اللذين حاربومعه في المعارك وبقلوب المرحبين بعودته كمنتصر وبقلب الفرعون ،وكمكافئة للفارس الباسل تمني علي فرعون ان يزوجه ابنته “مري سي عنخ ” وقد وافق الفرعون .
ولم يكن هذا كل ما اكتسبه فقد خلص سيده من براثن الأسر ملاذها الوحيد كان الصبر من القنوط مما نزل بها من شدائد وقد اتضح بعد ذلك انها امه ،ليعود الي امه في خضم حرب كتلك الحرب التي أُخذ منها علي اثرها .
ليثبت الكاتب في النهاية ما سطره بخطوط عريضة حين قال ” ان النفس تتمني المستحيل وماتتمتع عن فعله خوفا او رهبه او اشفاقاً ” فقد سطرت نفسه للعالم رائعة لم تخلو في نهايتها من المفاجآت فقد شهدت علي ضعف الفرعون واعتكافه علي كتابة رساله في الطب والحكمة يتداوي وينتفع بها شعبه مادامت الارض ،إلا ان خنجر الخيانة اتاه من وريث عرشه وقد انقذه من ذلك الخنجر المسموم “ددف رع” لترسم الأقدار الخيوط وتضيق الخناق علي فرعون ليكون هو بذاته من يُنصب علي عرش مصر بعد مرور عشرون عام من كان يخاف منه وهو لم يزل في المهد صبياً لا حول له ، حتي وسط دهشة الجميع بعد ان انكر “بشارو” الاب الذي آوي وحمي “ددف رع” في بيته وأحبه محبة اولأده واعلي ددف رع اسمه عالياً ورغم كل شئ فقد انكر ذلك الولد المحبب إلي قلبه في سبيل واجبه تجاه فرعون حاكمه وراعيه الا ان فرعون وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة سطر آخرسطر في رسالته التي تركها لشعبه الحبيب بالمثول للقدر وللحب ليكون بذلك أسدل السطار علي قصة انتصرت بها عززة النفس والعقل علي آلاعيب السحر .
لغة الرواية سلسة وقد سمي بها النابغه نجيب محفوظ باستشهاده ببعض الالفاظ المستوحاه من القصص القرآني الشريف ،وبصرف النظر عن ما اذا كانت الاحداث التاريخية صحيحة ام لا ،الا ان العالمي الحائز علي جائزة نوبل قد نجح في خطف القلوب والالباب بالرواية التي سردت قصة الفرعون الذي بدا حياته بجريمة قتل ابرياء عُزل ليصلحها في النهاية بتسليم العرش لما قضت به الاقدار ونُشرت تلك الرائعة الادبيه وترجمت للعديد من اللغات فشهدت علي عبقريه فطرية لمبدع نوبل .