قشتمر

نجيب محفوظ

رواية تحكي قصة رجال خمسة جمعت بينهم وشائج الصداقة منذ عهد الطفولة. عاشوا حياتهم كلها في العباسية في مصر، و اعتاد الرفاق على الاجتماع في مقهى قشتمر الصغير

احصل علي نسخة

نبذة عن قشتمر

كيف كان منشورنا؟

دوس على النجمة لمشاركة صوتك

متوسط التقيم 0 / 5. عدد الاصوات 0

لا يوجد تصويت

تعلقات على "قشتمر"

  1. Sozan Ebrahem يقول Sozan Ebrahem:

    رواية قشتمر.
    للأستاذ نجيب محفوظ.
    دار الشروق.
    ١٥٥ صفحه.
    لغه عربيه فصحى.
    قشتمر هي حكايه كتبها الراوي و هو في عمر السبعين عن رفاق العمر منذ طفولتهم حتى احتفالهم بالعام السبعين معا. حكاية ليس لها نهاية، و لا تتمنى و أنت تقرأها أن تكون لها نهايه، أنت تستمتع بها و أنت ترى أحداثها و أشخاصها و أفكارهم و كلامهم و زمانهم و مكانهم و تفاصيل حياتهم و كأنك تعيش معهم عن قرب. عبقرية أستاذ نجيب محفوظ في الوصف و بلاغته في الكتابه و تفوقه في السرد دون ملل، يشعرك أنك لا تتمنى أنها تنتهي و أن يستمر في حكايته .

    *العباسيه في شبابها المنطوي، واحة في قلب صحراء مترامية، في شرقها تقوم السرايات كالقلاع و في غربها تتجاور البيوت الصغيره.
    بدأ التعارف عام 1915 في فناء المدرسه، ولدوا عام 1910 في أشهر مختلفه،لم يبارحوا حيهم حتى اليوم، و سيدفنون في قرافة باب النصر، تضخمت جماعتهم بمن إنضم إليهم من الجيران ، لكن ذهب من ذهب بالإنتقال من الحي أو بالموت، و بقي خمسة لا يفترقون و لا تهن أواصرهم ،هؤلاء الأربعه و الراوي. إلتحموا بتجانس روحي صمد للأحداث و الزمن، حتى التفاوت الطبقي لم ينل منه، إنها الصداقه في كمالها و أبديتها، و الخمسه واحد و الواحد خمسه، منذ الطفولة الخضراء و حتى الشيخوخه المتهاويه ، حتى الموت.
    اثنان منهم من العباسيه الشرقيه و اثنان من الغربيه، الراوي أيضاً من العباسيه الغربيه، و لكن خارج الموضوع. و تتغير المصائر و تتفاوت الحظوظ و لكن تظل العباسيه حينا و قشتمر مقهانا، و في أركانه تسجلت أصواتنا مخلدة البسمات و الدموع و خفقات لا حصر لها من قلب مصر.*
    …تلك المقدمه الرائعه التى سلبت القلب و دق و أنذر برواية ممتعه جميله تحترم الصداقه بمشاعرها، بعد هذه المقدمه المقتضبه بدأ الكاتب بوصف العباسيه بإسهاب جميل و من خلاله بدأ بتقديم أصدقاء و رفاق العمر منذ أن كانوا في مدرسة الإبتدائية، ثم الاعداديه ثم الثانويه ثم الجامعه…

    *تسير الأيام بلا توقف، و لا تعترف بهدنه أو استراحه، نحن نكبر و حبنا يكبر، إن غاب أحدنا ليلة لعذر قهري قلقنا و تكدرنا، و في لحظات الإحساس الفائق يسمعنا الزمن صلصلة عجلاته، و يرينا قبضته و هي تطوي الصفحات الأخيره.*
    ..بهذه المشاعر و بهذا الإحساس بدأ الراوي بكتابة نهاية الكتاب .
    *كلما ضن الحاضر بنبأ يسر هرعنا إلى الماضي نقطف من ثماره الغائبه. نفعل ذلك رغم وعينا بما فيه من خداع و كذب، و علما بما أترع به الماضي من سلبيات و آلام و لكننا لا نستطيع أن نرد النفس عن الاستماع بذلك المورد الملئ بالسحر و السراب.*
    .. ثم اقترح أحد الرفاق أن يحتفلوا بمرور سبعين عاماً على صداقتهم الوطيده.
    * اتفقوا أن يكون مكان الإحتفال في قشتمر و قالوا نحن و صداقتنا و قشتمر كل لا يتجزأ.
    و أملى المكان على الحفل بساطة تناسب أعمارنا و صحتنا. و تراءى لنا أن يقول كل واحد كلمه للمناسبه، فقال صادق: أقول و أنا أستعيذ بالله من الحسد و الحاسدين أن سبعين عاماً مرت فلم تند عن أحدنا هفوة تسئ الى الوفاء من قريب أو بعيد، ألا فليدم هذا الصفاء و ليكن مثلاً للعالمين.
    و قال حماده الحلواني: لو جمعنا الضحكات التي روينا بها قلوبنا المنهكه بتلك الأحداث لملأت بحيره من المياه العذبه الصافيه.
    و قال طاهر عبيد: أحقا نحن نحتفل بمرور سبعين عاماً على صداقتنا؟ لقد مرت على بلادنا سبعون عاماً، أما صداقتنا فلم يمر عليها سوى دقيقة واحده.
    و قال اسماعيل قدري:ينطوي التاريخ بما يحمل و يبقى الحب جديدا إلى الأبد.*

     و بهذه الكلمات أنهى الراوي حكاية العمر كله .
    هذه الروايه الشيقه كانت تسير أحداثها على الصعيد الإجتماعي و السياسي جنبا إلى جنب، حيث إستعرضت بين طياتها الأحداث الجسام التي حدثت في تلك الفترة مثل نفي سعد زغلول ..الحرب العالمية الأولى والثانية ..و حرب فلسطين .. و حريق القاهرة…و النكسه ..و نصر اكتوبر و عصر الانفتاح… و لكن من وجهة نظر أبطال الروايه التي تعبر كل منها عن شريحه من المجتمع آنذاك.
    و كما تحدثوا عن السياسه تحدثوا أيضاً عن الثقافه و عن الدين و عن الجنس و عن الحب و عن الزواج و الأسره و الأولاد ، فهي حياه حقيقيه كاملة، منذ الطفولة حتى عمر السبعين.
    قوة الروايه تكمن في طريقة السرد، و سلاسته في التنقل بين الأحداث بلغة عربية قويه جميله ممتعه جاذبه مبهرة، بقلم محترف و صياغه عبقريه .
    الروايه جميله جداا و ممتعه جداً أنصح بإقتنائها و الإستمتاع بها و بحكايتها.
    روايه مناسبه للشباب و للكبار .

  2. عبير سعد يقول عبير سعد:

    *مراجعة مكتوبة عن رواية ” قشتمر ” لأديب نوبل العظيم نجيب محفوظ ..

    * قشتمر آخر روايات نجيب محفوظ … 174 صفحة من المتعة .. صدرت عن دار الشروق للطبع والنشر ..
    * تألق فيها نوبل الأدب العربي بلغة عربية فصحي , رصد خلالها ما يقرب من سبع عقود من حياة مصر الإجتماعية والسياسية والثقافية والدينية .
    * وتعد قشتمر واحدة من أشهر روايات محفوظ والتي تحولت إلي مسلسل تليفزيوني وأيضاً لمسلسل إذاعي قام ببطولته نخبه من فناني مصر الكبار .. وقد كانت أولي تجاربي في القراءة عامةً , وبداية الشغف بأسلوب نجيب محفوظ السردي الرائع النابض بالحياة , الغني بالتفاصيل بصفة خاصة ..

    *** قُشتمر

    ملحمة تاريخية , اجتماعية , سياسية , دينية شاملة .. تمتد من مطلع القرن العشرين وتحديداً منذ عام 1915 حيث بدأت الرواية علي لسان واحد من أبطالها الخمسة , وهو الراوي الذي حمل علي عاتقه رسم لوحة دقيقة التفاصيل , نابضة بالحياة , تدور حول أربعة من الأصدقاء جمعتهم العباسية بشقيها ..الشرقي بفخامته وسراياته وعالمه الإقطاعي الذي ينبض بالثراء , والغربي الذي يقف علي النقيض ببيوته المتواضعه, وسكانه البسطاء من عامة الشعب ..
    وتبدأ المتعة مع ثراء ملحوظ في وصف العباسية في شبابها كواحة في الصحراء , حيث تطل القصور في شرقها كالقلاع الحصينة , وفي غربها تتجاور البيوت الصغيرة بحدائقها الخلفية وحقول النخيل والتين الشوكي .. حيث ستبدأ مغامرات أبطالنا مع النضوج والجنس الآخر بين ربوعها ..
    ويبدع محفوظ في وصفه حطي ليحيل للقارئ أنه يسمع صوت الترام الأبيض ماراً في شوارعها , ويشتم شذا حقول الحناء التي تحملها النسمات فتشبع الحواس كلها وتأسرها داخل تفاصيله المبهره .

    وتبدأ ملحمة الصداقة الخالدة بين شخصياتنا الأربعة الأساسية , حيث التحموا بتجانس روحي نادر صمد في وجه الأحداث والزمن , واختلاف الثقافات والمرجعيات الدينية والاجتماعية .. لنري الصداقة في كمالها وأبديتها منذ الطفولة وحثي الموت .. تحتضنها جنبات هذا المقهى العتيق الذي شاركهم أحلامهم وآلامهم , نجاحهم وفشلهم , وصراعهم مع الحياة ..

    *أربعة نماذج بشرية ترمز لمجتمع ثري بتناقضاته ..

    *فها هو ” صادق صفوان ” .. التاجر المتدين ..
    ابن العباسية الغربية.. ولد وحيد لأسرة متدينة ..ولد لأب موظف بسيط في الأوقاف وأم أعطته كل اهتمامها ورعايتها ,وكان مبلغ أملهم أن ينال حظاً وافراً من التعليم ليلتحق بوظيفة تأمن مستقبله ..لكنه تأثر بقريب له من البشوات وتبني مبدأه في الحياة ..أن أهم هدف في الحياة أن تكون ثرياً .. فتخلي عن استكمال تعليمه واشتغل بالتجارة , فكان من أوائل التجار في العباسية .. ونظراً لتدينه فقد تزوج مبكراً ثم تزوج مرة أخري ليعصم نفسه من الهفوات ..

    *ثم يطل علينا “حمادة الحلواني ” ..الثرى العابث صاحب الكأس ..
    عاش حياة ملكية في احدي سرايات العباسية الشرقية .. ولد لأب من رجال المال والأعمال وأم أرستقراطية شديدة الطباع ..فكان نتاج بيئة عبثية لا تؤمن بدين أو فلسفة معينة في الحياة , فعاش بلا هدف , عشق القراءة والثقافة , وأدمن الخمور والحشيش والنساء .. الهارب أبداً من المسئولية والحب , وحين قرر الزواج في أواخر عمره لم ترض به سوي إحدي عشيقاته نظراً لسمعته السيئة التي جعلته منبوذاً في الأوساط المحترمة ..فتزوجها حطي مل الحياة معها فأشتري حريته بالمال وعاني من العثرات الصحية ..

    *وها هو “إسماعيل قدري ” .. العبقري الثوري ..
    عبقري الشلة علي الرغم من بساطة حياته في غرب العباسية .. عاش حياة أسرية ثرية , فقد ولد لأب موظف في السكك الحديدية , وأم بسيطة اعتنت به وبأخواته البنات الأربعة .. ذكي , لماح .. وعلي الرغم من عشقه للدين وتمسكه بمظاهره , فقد كان أكثرهم طاعة لنزواته واتخذ من غابة التين ألشوكي مقراً لمغامراته المتعددة ..
    سعي لدخول كلية الحقوق لكنه اضطر لدراسة الآداب بسبب مرض والده .. واعتقل لاشتراكه في مظاهره سياسية .. استطاع دراسه الحقوق في كبره , وتزوج بامرأه ثرية تكبره بعقد من الزمان ..

    *وأخيراً.. ” طاهر عبيد الأرملاوي ” .. الشاعر المتمرد ..
    ابن لأحد أطباء الطبقة الأرستقراطية في شرق العباسية وأم مثقفة تهتم بالآداب واللغات .. تحدي رغبه والده ورفض دراسه الطب , ولم يهتم سوي بموهبته الشعرية , فما كان إلا أن غضب عليه أبواه , وطُرد من السرايا ليعيش حياه حافلة بالأحداث السياسية والأدبية حتي صار شاعراً شهيراً في عصر عبد الناصر .. تزوج وأنجب فتاة وعاد إلي سراياه قبل وفاة والده بأيام وقبيل الثورة ..

    ** ونري في هذه الملحمة الممتدة علي مر سبعة عقود من الزمان أو تزيد وصفاً ثرياً للحياة في مصر في هذه الفترة الغنية بالأحداث والمتغيرات , فيستطيع لقارئ أن يلم بكافة تفاصيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية , حتي ليعد مرجعاً يحترم في حيادية عرضه للأحداث ..
    *فنري كيف تفتحت عيونهم علي نضال سعد زغلول وثورة 1919 وتأثيرها في المجتمع المصري بكافه طوائفه .. وصراع الملكية والأحزاب السياسية .. ونري الحرب العالمية الثانية وكيف تأثرت بها الحياة , وتحول العباسية الهادئة لثكنات عسكرية .. ثم يدون لظهور التيارات السياسية الجديدة كالأخوان والماركسيين .. ثم حرب فلسطين وحريق القاهرة .. يتبعها ثورة يوليو وزوال الملكية , تتبعها تخبطات عده منها النكسة ورحيل عبد الناصر وبداية عصر النصر والسلام , والمنابر والانفتاح وتفشي الفساد والمحسوبيات ..مروراً بمقتل السادات وتصفية الحسابات وظهور الأحزاب الجديدة مع انتخاب الرئيس الجديد ..

    *وعرض أيضاً الحياة الثقافية والاجتماعية والعلمية ..
    حيث قارن بين الطبقة المخملية خريجي المدارس الأجنبية والتعليم المصري العتيد .. كما تعرض لظهور المجلات الأسبوعية والشهرية وازدهار حركات التأليف والترجمة , واليقظة العلمية والفكرية التي أنارت جنبات المجتمع المصري متمثلة في رموز الأدب كالمنفلوطي والعقاد وطه حسين والمازني وغيرهم ..
    ثم تناول تطور المجتمع وكيف خرجت المرأة للتعليم والعمل والسفر , وظهور التليفزيون والتقليد الأجنبي الأعمى الذي غزا المجتمع المصري مع عصر الانفتاح والسلام ..

    *** وبقي قشتمر علي مر السنوات مركز اللقاء والنقاش , الأصالة والتطور , الثبات والتغير , الحب والحرب , النجاح والفشل ..
    وتبقي أقوالهم خالدة في الذكري السبعون لصداقتهم …
    *ينطوي التاريخ بما يحمل ويبقي الحب جديداً إلي الأبد ..
    *لو جمعنا الضحكات التي روينا بها قلوبنا المنهكة بكؤوس الأحداث لملأت بحيرة من المياة العذبة الصافية ..
    *إنها الصداقة في كمالها وأبديتها , والخمسة واحد والواحد خمسة , منذ الطفولة الخضراء وحثي الشيخوخة المتهاوية حتي الموت …..

    …………………………..

اترك تعليقاً

كتب نجيب محفوظ

مقالات متعلقة

wpChatIcon
wpChatIcon
الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر