النظارة السوداء

إحسان عبد القدوس

مجموعةٌ قصصية تتكون من ثلاثة قصصٍ مُختلفة "النظارة السوداء"، "راقصة في أجازة" ،أخيرًآ "سيدة صالون"

احصل علي نسخة

نبذة عن النظارة السوداء

النظارة السوداء هي مجموعةٌ قصصية تتكون من ثلاثة قصصٍ مُختلفة. وتأتي أول قصة حاملة ً ذات الاسم. والتي تدور أحداثُها تحت سماءِ مصرَ وتتحدثُ أسطرَها عن تلك الفتاة التي نشأت في ظلامٍ جنسيّ. لا ترى شيئًـا. ولا يُحاول أحدهم أن يُريها شيئًـا!
كانت ضحيةَ الجهلِ وانحلالِ الطبقة التي تعيشُ فيها.. فأموالُ والدها الطائلة لم تستطع أن تُعلمها أن جسدها ليسَ رخيصًا. وأنها ليست فقط جسدًا يُنتهك.

ورُغم كل ذلك، فبطلُ الحكايةِ قد رأى فيها شيئًا مُختلفًا. فهو لم ينظُر إلى جسدِها هذه المرة. بل رأى فيها إنسانيةً مُنـدثرة. تمامًا كاجتماعِ تلك النظارة السوداء وذاك الصليبُ المُتدلي فوقَ صدرها. فكيفَ لها أن تجمعَ بينهما في لوحةٍ واحدة؟ لكنه قرر أن يأخذَ بيدها. كانت في نقاشها تُدافع عن حق جسدها في جسده. أما هو؛ فكان يُدافع عن حق قلبيهما وروحهما. ولم يكن أحد يدري أنها وحيَ كفاحِه.

وأن المعركة التي خاضها ليجعل منها فتاةً سويّة. هي نفس المعركة التي خاضها ليُصلح من وطنِه. وجاءه النصر أخيرًا وارتفع به حتى أصبح نائبًا من نوابِ أمته. وليته لم يُصبح أبدًا!
لقد أصبح رجلًا ٱخر. أصبح ٱلةً تدور بلا وعيٍ أو هدف.. أصبح كما كانت هيَ عندما التقى بها قبل عدة سنوات. وبدأ في التخلي عن مبادئه التي كان يُدافع عنها باستماتة.. كان كل منهما يقفُ في أحد طرفيّ الطريق. ثم التقيا في منتصفِه ليسير كل منهما إلى الطرفِ الٱخر. فهل تستطيع انتشاله من ذاك الضياعِ كما انتشلها هو؟ أم ستُعيره النظارة السوداء؟

وتنتقل بنا القصة الثانية من شوارعِ القاهـرة إلى شوارعِ كابري والتي أتت تحت عُنوان راقصة في أجازة ويسردُ لنا إحسان هذه المرة قصةً واقعية قد حدثت معه بالفعل.. فقال قبل أن يبدأها:

”كـتبتُ هذه القصّة فـي جزيرة كابري.. خلال أيامٍ تعيسة قد قضيتُها هُـناك.. وكـانت تقف بجانبي عندما أكـتب.. وفـي بعضِ الأحيـان كانت تمد أظافرها مُحاولةً تمزيقَ الورق.. وكنتُ أنقذه فـي كل مرةٍ من بيـن يديها بصعوبة.. فيخيل لي أن أراها تدمع.. ولكنها لم تبـكِ أبدًا.. فقد قابلتُها مرفوعةَ الرأسِ.. وتركتُها بنفسِ القوةِ وهي تخطو نحوَ الباخرة بخطواتٍ ثابتة.. لم تبـكِ.. ولن تبكي.. فهي امرأة قد تعلمت كيفَ تقسو على نفسِها..“

هكذا كانت تشارلي. تلك الراقصة الألمانية التي رٱها لأول مرةٍ فـي القاهـرة وعرفها في كابـري. وترددت طويلًا قبل أن تبدأ في روايةِ قصتها. ظنًـا منها أنها لا تملـكُ ما يُقصّ. رُغم أن حياتها كانت تحملُ بين ثناياها الكثير من القصص. وأخذت تُفتـش بيـن طياتِ الضبابِ الأسودِ عن الماضي البعيد. وتأخذنا معها فـي رحلتها تلك. إلى ماضيها الذي ذاقت فيه الجوع والتشرد والحِرمان.

أما القصة الثـالثـة فكانت كالصالونِ المُتحرك. فأخذت أحداثُها تنقلنا من فرنـسا إلى مِصر.. ولـكن هذه المرة عبـر رِسالة قـد كتبتها إحداهنّ إلى إحسان. وأرادَ أن يُعيدَ صياغتِها لأن القلم دائمًا ما يُعذَر. عندما ينطلقُ وراءَ موضوعٍ شيّق. وتأتي هذه القصّة تحت عنوان سيدة صالون وتتحدث عن تلك الفرنسيّة التي تزوجت من رجلٍ فقط لأنها قدرّت أنه سيستطيعَ النجاح. ولم يحسبا أي حسابٍ للحبّ بينهما. وقد اقتصرت مهمتها في علاقةِ النجاحِ تلك على جلبِ الشُركاء لزوجها.

فتجتمع بكبارِ رجالِ الأعمالِ في صالونِها. وتبدأ باقناعهم واحدًا إثر الٱخر. متكئةً على جمالِها الساحِر. ولم يكن يُهمها أن يتمتع زوجها بأحضانِ امرأة أخرى في ليلةٍ عابرة. ولكنها كانت تحرص على ألا تختطفه امرأة أخرى بعد كل ما قدمته من أجل ذاك النجاح. وتلك الأموال ولكن سُرعان ما انقلبت الموازين

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب إحسان عبد القدوس

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر