أين عمري

إحسان عبد القدوس

أين عمري، رواية للكاتب إحساس عبد القدوس، تدور حول "علية" فتاة صغيرة تعيش بالقاهرة، تشبهنا جميعا في رغبتنا في التخلص من المدرسة والتشبه بالكبار لنكتشف في النهاية أن العمر مجرد رقم.

احصل علي نسخة

نبذة عن أين عمري

صديقي العزيز قارئ السطور أنت سببي الوحيد للكتابة الأن، فما شعرت به بعد قرأتي لرواية أين عمري لإحسان عبد القدوس جعلي أربأ بنفسي أن أستأثر بكل تلك المشاعر الجياشة والمتناقضة المتعاطفة والمتحاملة، فقررت أن أشركك معي بهذا العالم الخصب، عالم إحسان عبد القدوس، الذي اشتهر باهتمامه بالمرأة والحب غير العذري وتعرض للوم والإنتقاد بسبب جرأته، فجاء رده غريب أن هناك أدباء كثر يكتبون في نفس الإتجاه بشكل مختلف،

وضرب مثل بنجيب محفوظ وقال لكنه يكتب عن فئة مهمشة لا تقرأ فلا تعترض، أما هو فقد وصف نفسه بالفنان الذي يرسم أمرأة عارية ليكشف أسرارا ما كانت لتكشف، وأنه اضطر كثيرا أن يخون ثقة السيدات الفضليات اللاتي وثقن به، ويطيع شهوته للكتابة ويحولهن لروايات، وهذه مأساته أغلب بطلاته يمكن لكل من عاش بزمنهم أن يعرفهن جيدا، فأغلبهن من سكان مصر الجديدة وما حولها، أو من رواد نوادي معينة.

أغلبنا يعرف فيلم أين عمري الذي جسدت فيه دور البطولة السيدة ماجدة، وهذا يصعب مهمتي، لا أعرف كيف أخبرك أن الرواية تتشابه كثيرا مع الفيلم وتختلف معه في نقط كثيرة جوهرية، تدور أحداث الرواية حول (علية) التي تعيش بالقاهرة بمنطقة مصر الجديدة، في نفس المرحلة الزمنية التي صدرت فيها رواية أين عمري في العام 1954 عن روز اليوسف، طفلة كبيرة لا تتجاوز الخامسة عشر، تشبهنا جميعا في رغبتها العارمة في التخلص من المدرسة والمذاكرة،

والتشبة بالكبار وانتظار الكبر بفارغ صبر، وما أن تنتصف بنا العشرينات حتى نعي الفخ الذي وقعنا فيه، وكلما اقتربنا من الثلاثين، نجدنا نرفض الوقار الذي تصنعناه بصبانا، ولا نصدق أي ساحر هذا الذي ضاعف عمرنا بين يوما وليلة.

شخصية علية في أين عمري تشبهنا في أزمتها مع العمر، ولكنها تختلف في أن الأفكار التي تتصارع وتتشاحن وتنفجر داخل قلوبنا وعقولنا حولتها هي إلى أحداث خارجية يراها الجميع، ويتدخلون معها في مشهدها ويحكمون عليها، فقد تزوجت الطفلة في الخامسة عشر من عمرها من (عزيز) صاحب الخمسين خريفا، لتعيش معه كسيدة وتتخلص بذلك من صباها وتستبدل دراجتها البخارية بسيارة فاخرة، لتكتشف أن عمرها سرق منها وأصبحت كأمها أرملة بالثلاثين،

ألقت بكامل اللوم على أمها لأنها هي التي زوجتها من عزيز، معتمدة على موافقة طفلة فرحت بوضع طلاء وجهها و أرتداء الأحذية ذات الكعب العالي، فتقرر أن تعود لملابسها القديمة الطفولية ولمذاكرتها ودراجتها البخارية، وتصادق صبي في نصف عمرها اسمه (عادل) ، الفرق الأساسي بين الفيلم الذي أحببناه والرواية، أن الفيلم يلتمس الأعذار جعل من عزيز وحش كاسر،

وعلاقتها بعادل بريئة رغم قول الناس بغير ذلك، أما إحسان فهو واقعي قرر لها السقوط وما بينها وبين زوجها هو الفرق بين الحياة والموت وقد قدر لهما أن يعيشا معا تحت سقف واحد، وليس سوء المعاملة أو الوحشية التي ظهرت بالفيلم.

يبدأ إحسان روايته أين عمري بعبارة يذكرنا فيها أن العمر مجرد رقم وأنك قد تكون بالعشرين وقلبك بالستين أو العكس، وضح لنا على لسان (الدكتور خالد) طبيب زوجها وجارهم بالعزبة التي لم يحددوا لنا بأي قرية تقع، والذي أكلت الغيرة قلب زوجها بسبب إحساسه أنه سيموت، وستتزوج زوجته من خالد، فتمنى لو أخذها معه إلى الموت، وصف خالد قطار عمر علية أنه لم يمشي في طريقه السليم، وقد تبعثرت محطاته،

وقد تعلمت على يديه كيف تكون سيدة بالثلاثين وبصحبة زوجها ترتد للعشرين، وبإدرارتها للعزبة تقفز للأربعين، وقد وصفت خالد قائلة (أنت عمري)، أوافق إحسان الرأى فشخص واحد بتلك الحياة قد يوازي كافة المحطات، فترى صفحات عمرك بين يديه، يهدهد طفولتك، ويتفهم تمرد الصبا، وينعم ببهاء الشباب، ويقدر جلال النضج، وتتشابك الأيدي لاستقبال الشيب ولا يفلتها إلا الموت.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب إحسان عبد القدوس

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر