الرصاصة لا تزال في جيبي

إحسان عبد القدوس

وستبقي الرصاصة في جيبي مادام هناك يهودي علي أرضي .. إن أرضي تبدأ من سيناء

احصل علي نسخة

نبذة عن الرصاصة لا تزال في جيبي

الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس كتب قصة الرصاصة لا تزال في جيبي على مرحلتين، الأولى بعد حرب 1967م وحتى حرب الاستنزاف وسماها: رصاصة واحدة في جيبي ثم أكملها بعد حرب أكتوبر 1973م وسماها: الرصاصة لا تزال في جيبي استخدم في الكتابة أسلوب لم يكن معروفًا جدًا وقتها، وهو أن يحدث القارىء وكأنه يدير حوار معه، يسمع أسئلته ويرد عليه.

وقد تم إنتاجها للسينما بنفس الاسم ولاقت نجاحًا باهرًا، بل يعتبر الفيلم أحد أشهر الأفلام عن الفترة ما قبل وما بعد حرب أكتوبر 1973م.

البطل شخص مسالم محب للأدب، لكن بداخله شعور متأجج يحرضه على الإنتقام من عباس بيه الذي سلبه حبيبته فاطمة الذي قضى سنوات عمره كلها يحلم بالارتباط بها، يبحث عن السلاح في كل مكان لينفذ مخططه، ولا يجد في النهاية من سبيل غير الاشتراك في التدريب العسكري بالجامعة ليتعلم حمل السلاح، خلال تأديته للتدريبات يعشق الحياة العسكرية ويقرر أن ينتمي إليها،

فيقوم بتزوير الأوراق ليلتحق بالجيش رغم أنه مازال طالبًا جامعيًا، تُغير الحياة العسكرية في شخصيته الكثير، ورغم ذلك لم تنتهي مشاعر الانتقام لديه بل جعله ذلك يتفوق في إطلاق النار، لينفذ خطته بقتل عباس بيه عند رجوعه للقرية، وقبل رجوعه للقرية صدرت الأوامر بالتوجه لسيناء، ثم يصف الكاتب هزيمة 1967 بشكل سلس ورائع رغم بساطته إلا أنه لا يخلو من العمق.

ويلخص كل شيء في عدم فهم البطل لما يحدث وفقده لجميع زملائه بالكتيبة، ويبرهن على شجاعة الجندي المصري رغم ظروفه السيئة، من خلال قضائه على سيارة تخص العدو تحمل أربعة أشخاص ببسالة، تتوالى الأحداث في رشاقة، إلى أن ينقذه رجل بدوي ولكي ينفذ خطة الهروب يجب التخلص من سلاحه،

لكنه يُبقي على رصاصة واحدة فقط يضعها في جيبه ليظل متذكرًا أن المهمة لم تنتهِ وأنه سوف يعود مرة أخرى لسلاحه لكي يستخدم الرصاصة، رحلة رجوع طويلة بمساعدة الوطنيين من أهالي غزة، بعد رجوعه ينضم البطل لأبطال حرب الاستنزاف، وينفذ بعض العمليات، ثم يعود لقصة حبه التي قضى عليها عباس باعتدائه على حبيبته، نرى ماذا سيحدث؟

ونتابع حياته بروتينها الشديد، حتى فقد البطل جزء من عزيمته إلا أن الرصاصة التي يحملها في جيبه ظلت هي الشيء الوحيد الذي يذكره بأن المهمة لم تكتمل، يتطرق الكاتب للحياة داخل القرية المصرية من خلال حكاية البطل مع فاطمة، لكي يصف الحياة التي كان يعيشها أفراد الجيش قبل الوصول لساعة الصفر.

عامان قضاهما البطل مع كتيبته ليشهد استعدادات قصوى للمعركة، التي لم تبدأ بالنسبة للبطل في السادس من أكتوبر في الثانية عشرة ظهرًا كما نعلم، بل بدأت ليلتها في الساعة الأولى من صباح اليوم بعملية انتحارية خلف خطوط العدو،
رغم بساطة القصة والسرد إلا أن عبقرية المؤلف الحقيقية هي في تبسيط الأحداث واختصارها في جُملٍ بسيطة.

ورغم ذلك فقد وصل بالقارئ لقمة الاستمتاع، والانخراط في كل المشاعر التي أراد نقلها بداية من كرهه لعباس ثم إحساس المرارة في نكسة 1967م وما تولد عنها من رغبة في الانتقام، ثم الاستعداد للحرب وانتصارات أكتوبر، ومشاعر النصر والفرحة، رغم تنويه الكاتب أن القصة خيالية ورغم استخدامه للرمزية، إلا أنها تنبض بالحياة وتشعرك في كل سطر أنها حقيقية حدثت بالفعل.

حمّل التطبيق

تحميل التطبيق

اترك تعليقاً

كتب إحسان عبد القدوس

الرئيسية
حسابي
كتب
كُتاب
متجر